نحتفل خلال أيام بمرور عام علي قيام ثورة 52 يناير المجيدة التي قادها شباب مصر العظيم ببراعة وعبقرية أذهلت شعوب العالم حيث نجحت في إقصاء حكم الفرعون الذي استمر يحكم بالحديد والنار علي مدي 03 عاما دون ان يلتزم بالحفاظ علي حقوق الشعب ورعايته مع احترام الدستور والقانون وهي أشياء يلتزم بها كل من يجلس علي مقعد رئيس الجمهورية في الدول الديمقراطية العريقة وهو ما لم يحدث عندنا علي الإطلاق فقد كان مجرد حبر علي ورق يردده الديكتاتور مبارك في كل مرة يقف فيها أمام البرلمان ليؤدي اليمين القانونية كأداء واجب يفرضه عليه دستور البلاد وهو الامر الذي يجعلني أشك كثيرا إنه كان يفهمه أو يدركه أو حتي يؤمن به. فلو كان مبارك واعيا أو فاهما للقسم الجمهوري الذي يؤديه ما كان قد قاد مصر وفقا لمزاجه الشخصي و وعائلته فقد أذل شعبه وشرد الملايين من أبناء هذه الأمة وجعلهم يعانون الجوع والبطالة ودفع ببعضهم للموت وهم يواجهون رموز أركان نظامه السياسي الفاسد بينما سعي البعض الآخر الي الهجرة غير الشرعية بحثا عن لقمة العيش وسط أهوال ومخاطر جسيمة. وتزداد الأمور تعقيدا ويرتفع دخان الفساد ليزكم الأنوف في كل مرافق الدولة وتطلق الدعاوي الكاذبة التي تتهم شعبنا وشبابه العظيم بالخمول واللامبالاة والبلادة في الحس والمشاعر وإستسلامهم وخضوعهم في مواجهة رأس الأفعي وأركان نظامه المستبد وأعوانهم من المفسدين في الأرض الي أن تحدث المعجزة السماوية ويأذن الله سبحانه وتعالي بالخلاص وتطهر مصر وتعود مرة اخري تاجا علي رأس الشرق بفضل أبناءها وشعبها الذي حطم القيود وكسرت صيحاته جدران الخوف والإرهاب وضحي بكل غالي ورخيص لإسترداد حريته وكرامته ووعيه المفقود وروت دماء الشهداء الأبرار الأرض العطشانه بعد ان أكلها الجفاف وتردت أوضاعها وأنهار اقتصادها ونضبت مواردها وأستأثرت حفنة من اللصوص بأموالها وجنت بمفردها ثمار جهد وشقي وعرق الملايين من أبناء هذه الأمة الذين كانوا يعيشون علي هامش الحياة. وجاءت الصحوة الكبري في يوم 52 يناير لتستمر في تصاعد وقوة وعزم لتسقط علي مدي 81 يوما رأس الفساد وتزلزل أركان نظامه وتطيح بأفراد حاشيته وأسرته لتتنفس مصر الصعداء وتشهد ميلاد عصر جديد لا ينحني فيه المصري إلا لله سبحانه وتعالي رب السموات والأرض الذي أزاح عنا الغمة ورفع بعدله ظلم الطغيان وأنهي حقبة سوداء أليمة في تاريخ مصر التي ورد ذكرها في كتابه العزيز لعدة مرات كوطن أمن لأهله وناسه وأبناءه وزائريه فهم جميعا بمشيئة الله آمنين. إننا ونحن نحتفل بمرور عام علي ثورة 52 يناير المجيدة يجب أن نحيي شبابنا العظيم ونترحم علي أرواح شهدائنا الأبرار ونعمل علي تكريم أسرهم ورعايتهم بجانب المضي في خطوات حاسمة وسريعة لاستكمال بقية مطالب الثوار والتي لم يتحقق منها سوي القدر الضئيل وهو ما يجعلنا ننتظر المزيد من الإنجازات الثورية علي أيدي مجلس الشعب الجديد والحكومة المقبلة والرئيس المنتخب الذي يقود مصر خلال السنوات القادمة مع كل القوي السياسية المختلفة التي أفرزها المناخ الديمقراطي الحر لأول مرة وترتب عليه كأمر منطقي تباين في الأفكار والرؤي والأراء السياسية بين أصحاب الأطياف المختلفة ولكن في النهاية تتبقي حقيقة واحدة لا تقبل الجدل أو الخلاف أو حتي النقاش فنحن جميعا كمصريين نذوب عشقا في تراب هذا الوطن ولا نقبل المساس بأمنه واستقراره وسوف نصل به إلي بر الأمان ليأخذ طريقه بين شعوب العالم المتحضر متصدرا بحضارته وعلومه وفنونه صفوف الدول الكبري حاملة مشاعل الحرية والتنوير.