مجدي عبد العزيز أصابني حزن شديد علي الشهداء والقتلي والمصابين الذين سقطوا في أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العيني ومنطقة الشيخ ريحان وتضاعفت آلامي وحسرتي وانفطر قلبي وانهمرت دموعي وأنا أشاهد علي شاشة التليفزيون حرق المجمع العلمي وبه جزء غال من تراث مصر الثقافي والإنساني والذي شيده علماء الحملة الفرنسية الذين جاءوا مع نابليون عام 8971 ويضم كنوزاً هائلة من مخطوطات وخرائط نادرة وكتب تعد شاهدة علي العصر ومن بينها كتاب »وصف مصر« وتساءلت بأسي »هل هان علينا بلدنا لإغتيال حضارته وتشويه صورته بكل هذه الدماء التي سالت علي أرضه وسط ركام الحجارة والطوب وكسر الرخام ؟.. ولماذا استبدلنا لغة الحوار بإطلاق النيران واستخدام كل ما هو غير مشروع في عنف حاد غير مبرر علي الإطلاق؟«. لابد أن تتضافر كل الجهود لإعادة الأمن والهدوء في الشارع المصري قبل أن تتفاقم أحداث أخري أكثر سخونة تجر الوطن إلي حرب أهلية تقتلع الأخضر واليابس ونصبح كلنا خاسرين وتضيع فرحتنا بثورة شبابنا العظيم التي قفز عليها بعض أصحاب الأچندات الخاصة من فلول الحزب الوطني الملعون الذي لجأت بعض رموزه السابقة إلي أعمال العنف والبلطجة لتمزيق وحدة الأمة وانهيار الدولة بكل مؤسساتها الشامخة. يا أهل مصر اتقوا الله في وطنكم وتعالوا إلي كلمة سواء تعيد إلينا الأمل والتفاؤل في غد أفضل يسوده الحب والوفاق والعدل والجمال والعيش الكريم دون خوف أو قلق علي مستقبل أولادنا وأحفادنا الذين أصابهم الرعب والتمزق والتشتت وهم يشاهدون ليل نهار قنوات ما يسمي ببرامج »التوك شو« تعزف بواسطة أوركسترا النخبة مقطوعات أليمة من الموضوعات التي لا يخلو منها التخوين والغدر والغل والانتقام وتصفية الحسابات والبحث عن تحقيق مكاسب شخصية علي تراب وطن جريح يئن بالأحزان والآلام دون مراعاة لأي مشاعر إنسانية تحفظ للناس البسطاء حقهم المشروع في حياة هادئة آمنة تنعم فيها بالهواء النقي الذي أطلقته ثورة 52 يناير المجيدة التي أنعم الله سبحانه وتعالي بها علينا بعد سنوات من الذل والعذاب والهوان عشنا خلالها فاقدي الوعي والنخوة في مواجهة أباطرة العصر الأسود. إنني أناشد كل القوي السياسية للعمل علي وقف العنف بكل ألوانه وصوره بشكل فوري حتي نستكمل المرحلة الثالثة من أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ومحترمة في تاريخنا المعاصر حتي نصل إلي انتخابات رئيس الجمهورية وتشكيل الجمعية التأسيسية التي تتولي وضع دستور الدولة ثم ننطلق جميعاً نحو تدوير عجلة الإنتاج وانتشال اقتصادنا من شبح الانهيار. وياليتنا نهدأ قليلاً في وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء حتي يتوقف الصراخ وتنقشع الرؤية الضبابية ونتطلع إلي رعاية مصالح أمننا القومي دون خلط في الأوراق بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع فالأوضاع السياسية لا تحتمل اللعب في مشاعر الناس وفي تفكيرها وفي مفردات حياتها ولا يليق بنا أن نحب أوطاننا بالكلمات المعسولة الزائفة ثم تأتي أفعالنا بعكس ذلك تماماً ونتحول إلي مخربين ومشعلي حرائق بأيدي ملوثة بالدماء لا تتقي الله فيما تفعله في الأم التي مازالت تقف قوية صامدة وشامخة تنتظر أن يتخلص بعض أبنائها من الجحود والقسوة التي يتعاملون بها مع أم الدنيا مصر التي نذوب عشقا في كل حبة رمل من ترابها الغالي .