أحب قراءة كتب التاريخ.. انتقيها بين علوم الكتب المختلفة لأبدأ بها وقت قراءتي.. بين ضفتي الكتاب تاريخ لا يكذب، وأيضا حقائق لا يمكنها أن تتبدل لتتجمل.. وإذا كانت أحداث التاريخ وقعت في وقت مضي.. فإن آثارها لا تظهر وقتها وإنما هي تؤثر في مستقبل يأتي.. وحدث التاريخ الذي مضي عندما يؤثر في المستقبل تأثيرا إيجابيا يصبح من الصعوبة نسيانه أبد الدهر لأنه يؤثر في أحداث المستقبل ويشارك في صناعتها وصياغتها.. وأحداثنا التاريخية في مصر كثيرة.. وكلها وقعت دفاعا عن حق.. وقفنا ضد هجمات الغزاة علي مصر علي مدار التاريخ بدءا من هجمات المغول وحتي الاحتلال الإنجليزي وقدمنا الثمن من دم وأرواح شهدائنا فدافعنا عن حقنا في الحرية.. وقفنا ضد استقطاب القوي العظمي لنا كل يريد مصر في جانبه فدافعنا عن حقنا في الاستقلال بالرأي والموقف بعيدا عن أية قوة تريدنا إلي جانبها وحدها دون الأخري.. وقفنا ضد مقاولي هدم الكيان العربي فدافعنا عن حقنا كدولة عربية رائدة بحكم الحضارة والأصالة.. وقفنا ضد كل أشكال الاستعمار لدول قارتنا الافريقية فدافعنا عن حقنا كدولة لها كل الاحترام بين دول القارة.. كلها حقوق خضنا معارك السلاح وقتال الرأي للحصول عليها وكانت كلها أحداثا بدأت في تاريخ وانتهت بعده بتاريخ وكلها كانت دفاعا عن حق.. أما كان هناك حق لنا غائب عنا مغيب عنا وهو قريب جدا منا.. حق كشف عنه غطاءه واحد منا.. أزاح الغبار عنه وبينها لنا، أنه حق الاختيار دون جبر أو اقهار.. أصبح لنا صندوق انتخابي مكتوب عليه »الرئيس«.. بات لنا حق مناقشة أفكار ومجادلة آراء وقبول مشاريع ورفض مشاركات كل من يتطلع إلي تبوؤ المنصب الأعلي في الوطن.. أصبح لنا »نعم« و»لا« نعم نقولها لمن »تعجبنا« آراؤه وأفكاره وطموحاته وآماله وصلاحه للقيادة.. ولا نقولها لمن لا »يعجبنا« حديثه وبيانه وعباراته التي لا تنبئ عن خير قادم.. أصبح لنا نحن الشعب خط مستقيم يقف عليه أمامنا المرشحون لمقعد الرئيس كل منهم يعرض البرنامج ويخطب الود.. وما علينا إلا الفرز والاختيار.. تبدلت محتويات الأوراق الانتخابية في صندوق الرئيس ليجعل هذا المنصب السيادي المهم بالانتخاب الحر المباشر وأصبحت تحوي أكثر من اسم بعد أن كانت تحوي اسما واحدا فقط لاغير.. وتكون الكلمة للشعب تنافس ديمقراطي وضع مصر علي مصاف الدول الديمقراطية وأصبح حقا تاريخيا لم نخض معركة دفاعا عنه.. فإن كانت هناك معركة فقد كسبناها قبل أن نخوضها.. وإن كان هناك جيش فقد كان قوامه جنديا واحدا فقط حصد النصر وأوصل الحق الغائب لأصحابه.. ذلك الحق الذي تم إقراره والذي لا يجادل أيا من كان في حقنا فيه.. انه الحق الهدية التي تدوم لكل أجيال الوطن القادمة.. حق يبعث الحياة في حراك الوطن ويجدد نشاطه ويحرك دواليب العمل فيه.. حق يغير الفكر ويطور الأداء ويشعل حرارة المنافسة في خدمة الوطن والمواطن لتبقي مصرنا دائما علي رأس الطليعة.. انه الحق الذي حصده المقاتل المصري ابن قرية كفر المصيلحة مركز شبين الكوم محافظة المنوفية جمهورية مصر العربية.. أنه مواطن مصري بسيط نسعي إليه.. نحتمي به.. ونأتمنه علي مستقبلنا وتاريخ بلدنا العظيمة مصر.