بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه سحب القوات الأمريكية من سوريا، حذر ما يعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية »قسد» التي يسيطر عليها الأكراد، من أنها قد لا تتمكن من استمرار احتجاز مقاتلي داعش الموجودين في سجون ومراكز احتجاز تابعة لها بعد خروج القوات الأمريكية التي تدعمها.. هذا التحذير فتح ملف مصير آلاف الدواعش الذين جاءوا إلي سوريا من أغلب دول العالم منذ تفجر أعمال العنف في سوريا عام 2011، بعد اقتراب نهاية التنظيم الإرهابي علي الأراضي السورية. وتنقسم بقايا داعش إلي سجناء في سجون الفصائل المسلحة السورية أو في سجون الحكومة السورية، ونساء وفتيات في مراكز احتجاز علي الحدود التركية السورية أو السورية العراقية. وفي حين تطالب الولاياتالمتحدة وأكراد سوريا بعودة هؤلاء الدواعش إلي بلادهم في أوروبا لمحاكمتهم ومعاقبتهم فيها، تعارض الدول الأوروبية الفكرة وتؤكد أنها غير مستعدة لاستقبالهم علي أراضيها.. ولقد هدد ترامب بإطلاق سراح المئات من مقاتلي التنظيم ما لم توافق الدول الأوروبية، خاصة » بريطانيا وألمانيا وفرنسا» علي تسلمهم ومحاكمتهم، مشيرا إلي أن حوالي 800 من مقاتلي داعش المحتجزين لدي قوات »قسد» يحملون جنسية الدول الثلاث. ويشير عدد من المراقبين إلي ان قرار ترامب لتقديم محاكمات عادلة للمقاتلين الاجانب المنضمين في صفوف داعش من شأنه أن يشجع المزيد منهم علي تسليم أنفسهم. بينما يري آخرون أن تصريحات ترامب تحمل استفزارا للدول الأوربية، لإيصال رسالة مفادها أن أمريكا تحارب من أجل أوروبا، وعليهم أن يتحملوا العبء، بملء الفراغ الأمريكي بعد تنفيذ قرار الانسحاب. وعلي الرغم من انه ليس هناك ارقام محددة لأعداد مقاتلي داعش، الا ان معهد »كويليام» البريطاني لمكافحة التطرف والمرصد السوري لحقوق الانسان قالا إن عدد مقاتلي داعش عندما كان في ذروة قوته وصل إلي 50 ألف مقاتل منهم 3000 تونسي و3000 أردني و2500 سعودي و900 لبناني و360 مصريا.. ووفقا للتقديرات فقد كان نصيب أوروبا من قوة داعش حوالي 5000 مقاتل، وكانت نصيب فرنسا منهم هو الأكبر حيث كان يوجد حوالي 1300 فرنسي في صفوف التنظيم الإرهابي، ثم روسيا ونصيبها 800 داعشي وبريطانيا 500 داعشي وألماني 400 وتركيا 400.. ومع تآكل قدرات التنظيم خلال السنوات الماضية، يبقي الشيء المؤكد هو أن هناك عدة آلاف من الدواعش بينهم 1000 أوروبي محتجزين في سوريا ويمثلون قنبلة موقوتة ما لم تتوافق أمريكا وأوروبا علي طريقة للتعامل معهم والقضاء علي خطرهم.