دائما نجد نماذج في الوطن يجب أن تكون فخرا لكل مصري، نماذج نفتخر بها، ونعيش لنحكي قصص وبطولات تلك النماذج علي مر العصور، وفي عصرنا الحالي أجد أن المرحوم ساطع النعماني »رحمه الله» نموذج حي لتلك البطولات التي يجب ان نفتخر بها، ليس فقط للبطولة العظيمة التي قام بها هو وزملاؤه، نفتخر بهم جميعا، ولكن لروحه العالية وتقبله ما حدث له، وافتخاره بالتضحية من أجل مصر. سعدت كثيرا، كما سعد الكثيرون بالقرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يكون ميدان النهضة باسم المرحوم ساطع النعماني، كما سعدت بتكريمه، وأتمني أن تكون قصص كفاحه وآخرين ضمن قصص النجاح وحكايات الأبطال للتدريس في المدارس الابتدائية بعد تطوير المناهج. وحديثي عن المرحوم ساطع النعماني لم يأت من فراغ بل عن قناعة تامة فقد تقابلت معه بعد الحادث مع وفد من أبناء وزوجات الشهداء من ابطالنا في زيارة لأكاديمية أخبار اليوم، وكان اللقاء مثمرا حيث تحدث عن البطولات للعديد من شهداء الشرطة وايضا تحدث عن نفسه، وعن قبوله ما حدث له بنفس راضية وتأكيده علي استعداده بأن يضحي اكثر وأكثر من أجل مصر. إنه لفخر عظيم أن اتقابل مع بطل حقيقي، ضحي بحياته وبأعز شيء عنده وهو نظره من أجل أن يحمي الآخرين ومن أجل قناعة تامة بالوطن، وحب الوطن والدفاع عن كل شبر في الوطن العزيز. حكايات الابطال من الشرطة والقوات المسلحة لا تنتهي، بل تمتد، ولكن يجب أن يكون هناك من يوثق تلك الحكايات لنذكرها للابناء والأحفاد وأتمني أن يقوم أبطال القوات المسلحة بعمل لقاءات متعددة للشباب وأيضا الاطفال لننمي داخلهم حب الوطن والفداء، وايضا اتمني ان نواصل المحاضرات عن حرب أكتوبر حتي تكون أمام أعين الجميع. وبهذه المناسبة أرسل تحية الي قصر ثقافة المنصورة علي المجهود الذي يبذله في العديد من المناسبات، وخاصة ما يقوم به مديره العام صلاح خليفة الذي ارسل خطابا يحكي فيه ما قام به من إلقاء سلسلة من المحاضرات تحت عنوان »أكتوبر في عيون مقاتل» وذلك بوصفه شاهد عيان علي حرب أكتوبر باعتباره قد شارك فيها، وأتمني أن يواصل اللقاءات مع الطلبة والطالبات كما أتمني ان تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل اللقاءات والندوات مع طلاب وطالبات المدارس لإلقاء الضوء علي حرب اكتوبر وايضا الحديث عن ابطال القوات المسلحة والشرطة ممن يضحون بحياتهم من أجل الوطن.