احتفل المكتب العسكري المصري بالكويت بذكرى مرور 42 عاما على نصر حرب أكتوبر المجيد مساء امس بمشاركة أعضاء البعثة الدبلوماسية وأبناء الجالية المصرية وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية على أرض الكويت. وقال السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف - في تصريحات للصحفيين علي هامش الاحتفال - إن يوم 6 أكتوبر هو يوم العزة والكرامة وعيد النصر للشعب المصري وفي القلب منه القوات المسلحة، موجها التهنئة لأبناء الجالية المصرية في الكويت بهذه المناسبة العزيزة. وتابع:"أهنئ جميع أشقائنا في الكويت التي وقفت معنا هي وكل الدول العربية كتلة واحدة سواء علي الجبهة المصرية أو الجبهة السورية في معركة من اجل استعادة الكرامة واسترداد الأرض"، مضيفاً أن يوم 6 أكتوبر من أيامنا العزيزة التي نشعر فيها بالسعادة والفخر ونحن نحتفل به تخليدا لهذا النصر العظيم. وعن العلاقات الكويتية المصرية قال عاطف "العلاقات المصرية الكويتية علاقات متميزة علي كافة الأصعدة ومختلف المجالات، وتشهد عليها العلاقات السياسية المتميزة بين قيادتي البلدين والعلاقات الاقتصادية المتنوعة في كافة المجالات من الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها ". وأشار إلى أن الاستثمارات الكويتية في مصر تزداد من عام إلى آخر، بالإضافة إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين، لافتاً إلى أنه توقيع اتفاق مؤخراً بين الشركة المصرية العامة للبترول مع شركة "كويت إينرجي" من أجل التشارك سويا في حقل بترول في العراق وهذا تعاون ثلاثي مصري كويتي عراقي، مشيرا إلى أن ذلك يمثل ويجسد نموذجا حيّا لما يقال عنه في الاقتصاد المشاركة بين القطاعين العام والخاص ####P.P.P####. وتابع قائلا " هذا مثال جديد جيد للتعاون ودليل على تنوع العلاقات بين مصر والكويت في المجال الاقتصادي". وأشار السفير ياسر عاطف إلى أن التعاون الثقافي بين مصر والكويت على أعلى مستوى من خلال التواصل بين المثقفين في البلدين مؤكدا أن البعد الثقافي الإنساني هو بعد راقي في التواصل بين الشعوب. وعن التنسيق السياسي في الملفات الشائكة في المنطقة حاليا سواء في سوريا أو اليمن قال السفير المصري "التنسيق دائم ومستمر بين مصر والكويت وكافة الأشقاء العرب لما فيه مصلحة العرب وعودة السلام والاستقرار والأمن والأمان لشعوب المنطقة". ومن جانبه، أكد رئيس المكتب العسكري المصري في الكويت العميد حاتم عاشور أن يوم السادس من أكتوبر سيظل علامة فارقة فى التاريخ العسكري، فكما أهدى المصريون القدماء للعالم مفاهيم العلوم العسكرية، أعطت العسكرية المصرية الحديثة في ذلك اليوم درساً في تجاوز التحديات وعَلمت البشرية أنه لا وجود للمستحيلات أمام الإرادة، فمهما تكاثر عتاد العدوِ وعُدته يظل الجندي هو محور المعركة وأساسها. وتابع عاشور - في كلمته التي ألقاها في الاحتفال - "فكما أبهر الجندي المصرى العالم بقدرته على المفاجئة والمواجهة وحرفيته القتالية العالية، أبهرهم أيضاً بتعامله الإنساني والأخلاقي مع أسراه وهو ما سجلته الوثائق والسجلات، فكان انتصاراً للأخلاق على الهمجية والبربرية ونموذجاً يُحتذى به لاحترام كرامة الإنسان". وأضاف رئيس المكتب العسكري المصري في الكويت:" أننا وبعد مرور 42عاماً نجتمع لنستعيد معاً ذكرى توحيد الصف العربي خلف هدفٍ واحدٍ، ليبقى النصر واقعاً محققاً فى حياتنا، فتحيةُ إجلالٍ وإكبارٍ لتلك الدماءِ الذكية التي علمتنا الإخلاص فى اسمى معاينة، وتحية لأبطال الكويت البواسل الذين شاركونا صناعة واقع فرض على العالم كله استراتيجيتنا فى التعامل والتخطيط لمستقبل المنطقة". وأكد عاشور أن دماء الشهداء التي روت الأرض العربية لم تسأل يوماً عن ثمنٍ لتضحياتها، آمنت بأن خير ما تهديه للأجيال القادمة نصر يصنعُ الأملَ نحوَ واقعٍ إنساني أفضل. وشدد الملحق العسكري المصري على أن المعارك لا تنتهى وإنما تختلفُ ميادينها، فبالأمس البعيد تكاتفنا جميعاً لنصنع نصر أكتوبر المجيد، وبالأمس القريب لبينا نداء العروبة لتشرق شمس الحرية على أرض الكويت الطيبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وسيظل الجندي المصرى على أهبة الاستعداد يحملُ إيماناً فى قلبه وسلاحاً فى يده، مدركاً أن أمنه يبدأ من أمن أشقائه، يضع نصب عينيه أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوُ تداعى له سائر الجسد بالسهر. وأضاف عاشور قائلاً " إننا الآن جميعاً أمام تحدٍ واحدٍ.. ومعركةٍ حقيقيةٍ كلنا جنودها، هي معركةُ صناعة الوعي ضد التطرف والهمجية أيا كان صُنْاعُه ومَصْدره ومُصدره، فبروح أكتوبر المُلهمة بأذان المساجد وأجراس الكنائس ندحر الإرهاب البغيض ونحمى الوطن العزيز بدولة القانون الذى يرعى الحريات ويحمى المقدرات، يدركُ فيه الفرد معنى الاختلاف وقبول الآخر ننتقل فيه من الهدم إلى البناء من الموت إلى الحياة وهو ما أرست دعائمه روح أكتوبر فعمدت القوات المسلحة المصرية إلى العمل على تنوعِ مصادر السلاح للمحافظةِ على السلام الذى تحميه القوة". وقال " إننا جميعاً فى قاربٍ واحد وليس أمامنا إلا خيار واحد أن نتحد حول ما يدعم وجودنا واستمرارنا .. ويحفظ السيادة والحق والعدل لكل منا .. فلقد انحاز الجيش المصرى لهذا الخيار حين استجاب لإِرادَةُ الشعب فى الثَلاثِينَ مِنْ يُونيو 2013 ووفقاً لأهداف ثورة الخَامس والعشرينَ من يَناير، وحين أهدت مصر للعالم واحداً من أكبر المشاريع الذى يطور حركة الملاحة العالمية، فكان مشروع قناة السويس الجديدة، فأنجزت هذا المشروع فى وقت قياسي بسلاح الإرادة، لتعطى درساً جديداً فى التحدي تستشرف به آفاقاً جديدة لمستقبلٍ مشرق وتوفر المزيدٍ من فرص الاستثمار في بلد الأمن والأمان". ووجه المحلق العسكري تحية لجنود الوطن فى كافة الميادين وللأرواح الطاهرة التي جادت على أرض المعارك لنحتفل نحن اليوم هاهنا، مضيفاً:" فلولا التضحية والفداء ما كان النصر والفرح". ومن جانبه هنأ معاون رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي اللواء أركان حرب إبراهيم العميري الشعب المصري والكويتي وجميع الشعوب العربية بانتصارات أكتوبر المجيدة التي جسدت اروع ملاحم التعاون العربي في مواجهة العدو الصهيوني وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وقال العميري - في تصريحات للصحفيين علي هامش الاحتفال -:"نترحم علي إخواننا الضباط وضباط الصف من أبناء الكويت الذين استشهدوا علي الجبهة المصرية ونبارك لأسرهم وأبنائهم لان آباءهم ضحوا بأرواحهم حتى نعيش هذا اليوم من الفرح والسرور بنصر أكتوبر المجيد". وعن التعاون العسكري بين الكويت ومصر قال اللواء العميري "التعاون العسكري بين الكويت ومصر غير محدود وعلى أوسع المجالات ويكفي مشاركتنا في مناورات النجم الساطع سابقا والدورات والفرق المتبادلة ويوجد بيننا الآن ضباط من الجيش المصري يشاركون في دورات وفرق هنا في الكويت" متمنياً استمرار هذا التعاون المتميز. وردا على سؤال عن استعدادات الجيش الكويتي لمواجهة الأخطار التي تمر بها المنطقة قال اللواء العميري "ما يحدث هو وضع سياسي ونحن تحت أمر قيادتنا السياسية بأي لحظة، والتدريب مستمر، والأوضاع متميزة ولله الحمد، ونحن مستمرون في التدريب المتواصل وتحت إشارة وأمر القيادة السياسية في أي لحظة إن شاء الله". ومن جهتها، قالت السفيرة هويدا عبد الرحمن قنصل مصر بالكويت - في تصريحات على هامش الاحتفال - إن روح أكتوبر يجب أن تبقي معنا على مدى العام وليس يوما واحدا فقط، فروح أكتوبر ليست حربا دخلناها وانتصرنا فيها، ولكنها اكثر من ذلك بكثير فهي قضية ورسالة أمنا بها والتزمنا بنتيجة لتحقيقها". وتابعت عبد الرحمن قائلة " روح أكتوبر كانت بناء وليست هدما، فالحروب دائما تخلف هدم وتدمير ولكن حرب أكتوبر كانت بناء على كل الجبهات بما في ذلك استعادة سمعة مصر ولا يمكن اختزالها في يوم واحد، فشهر رمضان الذى حارب فيه المسيحي والمسلم جنبا إلى جنب لتحرير الأرض، وعبقرية اختيار المكان والتوقيت للضربة المصرية كلها أحداث نتوقف أمامها كثيراً". وأضافت قائلة "ما نعتب عليه الآن أن تختزل حرب أكتوبر بالنسبة للأجيال الجديدة في أغاني وطنية وليدة لحظة ولكن لابد أن يتشبع الإنسان بالحدث"، داعية إلى أن يشارك الطلاب في المدارس والجامعات في هذا الاحتفال بالنصر برسم ماكيت للمعركة وان يحكى وزير الدفاع والقادة العسكرين عن ذكرياتهم خلال فترة الحرب وأين كانوا وقتها وأن تصبح ملحمة شعبية إعلامية لا يسيطر عليها الجو الاحتفالي بالأفلام والأغنيات ولكن يجب استعادة أحداث الحرب وان تخرج هذه الحكايات التفاعل مع أحداث الحرب ونشاهد أبناء الشهداء وأين هم الآن وكيف أصبحوا". واختتمت تصريحها :"نحن نحتاج أن نوجد القدوة من أحداث وبطولات حرب أكتوبر، وأن يتم استعادة كيفية الوصول إلى الحرب وأحداثها وقصص أبطالها وأن نحكى هذه الحكايات للأجيال القادمة وان يسمعوها ويكتبوها ويحفظوها لتظل في وجدانهم".