شهدت حرب أكتوبر العديد من البطولات التي تعد بمثابة معجزة بكل المقاييس العسكرية، ولم تسجل هذه الحرب العظيمة بطولات فردية لجنود كان انتماؤهم للوطن فوق كل اعتبار بل سجل التاريخ ملاحم عسكرية وبطولات جماعية كان البطل فيها الكتيبة، والفرقة العسكرية إلا أننا الآن أصبحنا أمام أجيال جديدة يقف البعد الزمني وعوامل أخري لتقلل شغفهم في البحث عن بطولات نصر أكتوبر ومعرفة الكثير عنها.. يقول اللواء د.مصطفي أبو سديرة أحد أهم أبطال المعركة الملحمية في الجزيرة الخضراء في حرب أكتوبر إنه نشأ في بيت غرز فيه حب الوطن من يومه الأول فحب الوطن فطرة ينميها الآباء بمدي انتمائهم ووطنيتهم أما ما نشاهده الآن فذلك سببه ابتعاد الشباب عن المعرفة ووسائلها ومن هنا فيجب أن يتم تنظيم محاضرات وندوات ولقاءات مع الأطفال والشباب بدءا من الحضانات مرورا بالمدارس والجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة والأندية الاجتماعية والتليفزيون والإذاعة يحاضر فيها أبطال حرب أكتوبر ليتحدثوا عن تجربتهم خلال الحرب وتشكيل وعي الشباب بالقصص الوطنية التي هي بمثابة فخر لنا جميعا. كما أضاف اللواء مصطفي أنه يجب أن ننمي روح الفريق بين الأجيال الصاعدة حتي نعزز الانتماء وحب الوطن وضرورة توفير أنشطة اجتماعية في المدارس مثل الكشافة وتعليم اللغة والخط العربي والاشتراك في المجموعات المسرحية وتنظيم رحلات ثقافية للمواقع التي استردها الجيش المصري في تبة الشجرة وعيون موسي ونشر ثقافة الحوار والتعاون والانتماء ويجب توعية الشباب بمعالم وآثار بلادنا وتاريخها من خلال زيارات سياحية تثقيفية. كما حث اللواء مصطفي علي أن يتم إنشاء بانوراما لحرب أكتوبر في كل محافظة من محافظات مصر لتوضيح سيناريو الحرب بالكامل وأشار إلي ضرورة تقديم أفلام وثائقية عن حرب أكتوبر تعرض طوال العام ليس فقط في المناسبات وتوضح تفاصيل كل معركة تمت في خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وتقوم بها القوات المسلحة بالاستعانة بالأبطال الحقيقيين قبل أن يندثروا. كما أوضح د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية إلي أن بطولات حرب أكتوبر تصل لأولادنا من خلال التعليم ولكي يتفاعل الأبناء ويصبح لديهم الشغف لمعرفة المزيد عن بلادهم وحرب أكتوبر المجيدة فلن يحدث ذلك من خلال تعلمها في مادة التاريخ فقط بل يجب أن تكون طريقة التعليم شائقة وجذابة وممتعة لجيل الآيباد فيجب أن يكون شرح المنهج بشكل أكثر فاعلية من الكتب والمناهج البالية العتيق لذلك نجد أن هناك فجوة كبيرة بين الأجيال القديمة التي عاهدت الحرب وبين الأجيال الجديدة وإذا تعمقنا في التحدث عن حرب 6 أكتوبر 1973 علينا أن نقدم للأجيال الجديدة شرحاً تمهيدياً لظروف الحرب من خلال شرح حرب 67 وأسباب النصر في حرب 73 وما الفرق بين ما أثر المعركتين فحرب67 هي التي أدت إلي حرب 73 ويجب أن يعي الشباب والأطفال أن الحرب قامت بهدف الوصول إلي السلام لذلك يجب أن تتم إعادة صياغة المناهج التاريخية بشكل جيد ومحبب للطلاب وأن تكون هناك الوثائق التي تساعد علي الاطلاع وأيضا علي الإعلام والدراما دور كبير ومهم لأن الأفلام التي تتناول موضوع حرب 6 أكتوبر تعتبر قديمة وضعيفة كما أننا لا نجد سينما تنتج أفلاما جديدة بتقنيات أعلي فكل هذا يجعل ذكري انتصار أكتوبر بعيداً عن عقول الأجيال الجديدة فيجب أن تكون هناك طريقة تفكير جديدة ورؤية جديدة . الثقافة والوعي و نصح د.سعيد الآباء بضرورة القراءة المستمرة والبحث في المعلومات والتأكد من صحتها حتي يستطيع الآباء تثقيف أبنائهم بالشكل الصحيح وأيضا يجب علي الجهات المعنية بتوثيق المعلومات الخاصة بانتصار حرب أكتوبر أن توفر الوثائق والكتب حتي تيسر تداول المعلومات وتزيد نسبة التثقيف بانتصار حرب أكتوبر وأيضا ابتكار وسائل تخاطب الأطفال بلغتهم وطريقتهم كتقديم انتصار 6 أكتوبر في شكل كارتون وغيرها من الوسائل التي تترك الأثر في عقول الأجيال الصاعدة وتزيد من انتمائهم. كما أكدت د. أمل رضوان خبيرة التنمية البشرية والاجتماع واستشاري العلاقات الأسرية أن حب الوطن والانتماء له شعور فطري غريزي فالانتماء هو شعور إيجابي لدي الفرد تجاه الوطن متمثلا في تكوين علاقة إيجابية قوية تربطنا بالوطن للعمل علي رقيه وتقدمه وتطويره والحفاظ عليه والدفاع عنه، ويعزز هذا الشعور منذ الطفولة المبكرة من خلال الآباء والأمهات كقدوة في انتمائهم للوطن وغرس تلك القيمة في نفوس الأطفال بطريقة تلقائية غير مباشرة، وذلك يكون من خلال عدة أمور منها أن يقص الآباء علي أبنائهم قصص البطولة والفداء والتضحية في سبيل الوطن كذكر رموز حرب أكتوبر العظيمة، وتشجيع الطفل علي القراءة في التاريخ والدين وقصص الأبطال ليتعرف منها علي نماذج أحبت أوطانها رسالة ومسئولية كما أشارت د.أمل إلي أن توصيل بطولات حرب أكتوبر مسئولية المدرسة وذلك من خلال تعليم الطلبة كيفية الانتماء للوطن والتعبير عن ذلك الانتماء بشتي الصور ويساعد علي ذلك سرد قصص البطولات والتضحيات في سبيل الوطن كشهداء وأبطال حرب أكتوبر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حماية وطنهم ، كذلك المؤسسات الدينية عليها دور كبير من خلال الخطب والبرامج الدينية للتوعية بأن حب الأوطان من الإيمان ، ويأتي دور الإعلام الهام في تعزيز تلك المشاعر الوطنية القوية الإيجابية في حب الوطن كذلك لا نغفل دور الدراما فالجميع مسئول عن الحفاظ علي تلك المشاعر السامية في حب الوطن.