طالب الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان، بتدريس مادة التربية الوطنية بالمراحل التعليمية المختلفة وتغيير المنهج ليعزز قيمة الانتماء الوطنى منذ الصغر لمعالجة السلبيات التي ظهرت بشكل واضح وعلى نطاق واسع بعد ثورة 25 يناير. وأوضح - في تصريح له اليوم الأربعاء_ أن تلك السلبيات تجلت بوضوح نتيجة تراكمات من إهمال التثقيف الوطنى للشباب مما أدى لإحساس الشباب بفقدان هويتهم وعدم الشعور بالانتماء للوطن والمدرسة والبيت، الذي يمثل الوطن الأول للطفل، فتولد سلوك غير مألوف لدى شعب مصرى نتج عنه العنف في كل شيء نتيجة الفهم الخاطئ لكل الأمور لعدم وجود منهج علمى وتربوى سليم يؤسس لخلق جيل واع ومدرك عن ثقافة وعلم لقيمة وطنه وحضارته وحاضره يضحى بأغلى ما يملك من أجل الحفاظ عليه. وأكد على أهمية تشكيل لجنة علمية تشرف عليها وزارة التربية والنعليم من كبار العلماء والخبراء المتخصصين في المجالات المعنية لوضع منهج جديد لمادة التربية الوطنية يناسب كل مرحلة من الابتدائى حتى الثانوى. وأشار إلى أن مادة التربية الوطنية يجب أن تتضمن تعريفا للطفل والشاب بمصر ومقوماتها المختلفة وبطولات شعبها عبر التاريخ من معلومات في التاريخ والآثار والسياحة والجغرافيا والبيئة والقيم الروحية في الأديان وتعاليمها السمحة ونقاط الالتقاء بين الأديان التي تعزز قيمة التسامح والتعايش الآمن القائم على الحب والتعاون والتعريف بالرموز الوطنية ودورها وبطولات المصريين لمقاومة الاستعمار. ولفت إلى أهمية تدريس حرب أكتوبر كنموذج ليس للبطولة العسكرية فقط التي تدرس في كل أنحاء العالم بل كنموذج أيضا لتوحد الشعب على هدف واحد مما ساهم في بروز الجوانب الخيرة في شعب مصر والقضاء على العنف تماما علاوة على التعريف بالقادة العظام الذين ساهموا في ازدهار الحضارة المصرية منذ عصر مصر القديمة مرورا بالحضارة المسيحية والإسلامية. وقال: إن مادة التربية الوطنية يجب أن تشمل تعريفا بآثار مصر في كل مكان وخصوصا الآثار المنسية في المقررات الدراسية مثل آثار سيناء التي كانت حائط الصد الأول لمصر ضد كل الغزاة وكانت أيضا المستقبلة للأنبياء الذين وجدوا الآمان بين ربوعها ومنهم نبى الله إبراهيم ونبى الله يعقوب وأبناؤه ونبى الله عيسى والعائلة المقدسة، واستقبلت المسلمين الفاتحين الذين نشروا الفكر والثقافة وجاءوا يقيم التسامح وحافظوا على حضارة مصر العظيمة الفرعونية والمسيحية وأثروا وتأثروا بعمارتها وفنونها. وأضاف أن تلك المادة يجب أن تتضمن أيضا التعريف بآثار النوبة والوادى الجديد والبحر الأحمر ومدن القناة ومطروح، علاوة على آثار القاهرة والدلتا والصعيد.