أخاطب المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأقول له : اغضب.. بل أرجوك أن تغضب . لقد اشتقنا لغضبك . من قبل كنا نتحاشي أن تغضب، فغضبك عاصف.. لكني الآن ومعي الملايين من الشعب المصري البسيط العادي أطالبك بأن تغضب . لقد قرأت أن صبرك قارب علي النفاد وأتمني عند نشر المقال أن يكون صبرك قد نفد، وأن تكون قد رفعت عصاك لكي تضرب بها علي رؤوس العاقين والمتآمرين والبلطجية والمتخاذلين وعلي رؤوس النصابين الذين ينتهزون الفرصة لمص دم البلاد وحرق دم العباد . يا مجلسنا العسكري : أقول لك بعضا من قصيدة الشاعر الكبير فاروق جويدة " اغضب " : أقول لك .. اغضب .. فإنك إن تركت الأرض عارية .. يضاجعها المقامر والمخنث والعميل .. ستري زمان القهر يغتصب الصغار ويفسد الأجيال .. جيلا بعد جيل .. وتري النهاية أمة .. مغلوبة .. ما بين ليل البطش والقهر الطويل . أقول لك : اغضب .. فالأرض تحزن حين ترتجف النسور .. ويحتويها الخوف والحزن الدفين .. الأرض تحزن حين يسترخي الرجال .. مع النهاية .. عاجزين . أرجوك اغضب ونحن معك .. لأننا بالفعل .. غاضبون غاضبون . يكرر المجلس العسكري تنبيهاته وتحذيراته عن خطورة الوضع في الدولة أمنيا .. علي المستوي الداخلي وعلي مستوي الأمن القومي، وينبه ويحذر من الانهيار الذي يمكن أن يحدث . كما تصرخ الحكومة فزعا من التوقعات بشأن أحوال البلد خلال الأسابيع القادمة , ومع ذلك هناك من لا يشعرون بأي مسئولية ولا يهمهم حال البلاد وهم العباد ويهددون دائما بمليونية مش عارف لإيه ومليونية علشان خاطر إيه ومليونية من أجل عيون إيه. أعتقد أن الذين يمارسون هذه الأسلوب ليسوا من الثورة في شئ، بل هم مرتزقة وانتهازيون ومبتزون للمجلس العسكري وللحكومة وللمواطنين لكي يحققوا أهدافا معينة من المؤكد أنها ليست أهدافا سوية وليست لصالح الدولة . فمن يحرص علي تعطيل المصالح والتهديد الدائم لأولي الأمر إنما يستحق المؤاخذة والمعاقبة، فمصالح الدولة العليا ومصالح الناس ليست لعبة يلهو بها البعض سواء كانوا كبارا أو صغارا، . أعود وأقول للمجلس العسكري : أرجوك اغضب. هل وجود عربات الترمس والفيشار والشاي والكسكسي ! في ميدان التحرير، من الثورة ! أرجوك اغضب . بعض وزراء الحكومة الحالية ينطلقون في التصريحات وكأنهم يعوضون حرمانهم من الظهور أمام الشاشات وعلي صفحات الصحف لسنوات طويلة، واللافت أن معظمهم كانوا من وزراء أو قيادات النظام السابق ومارسوا كثيرا لعبة التصريحات والظهور علي الشاشات. وتجد الوزراء ومعظمهم أيضا من كبار السن يخرقون محاذير ويخترقون خطوط حمراء وبعضهم يزيد عياره الفالت فيطلق إما تصريحات وردية أو تصريحات متشائمة وتختلط آثار التصريحات بين هؤلاء وهؤلاء فلا يعود المواطنون يعرفون الحقيقة. ليت الدكتور عصام شرف يطلب من وزرائه كبح جماح شهوة التصريحات وأن يركزوا جهدهم علي حل المشاكل . من الظواهر التي أثارت اشمئزازي، ما أطلق عليه بعض الممثلين، قائمة العار. فالبعض من هؤلاء ارتدوا ثوب الوطنية والزعامة وبدأوا حربا ضد زملائهم ووضعوهم في قائمة أطلقوا عليها قائمة العار بغرض محاربة هؤلاء الزملاء في رزقهم ومنهم من المشاركة في الأعمال الفنية سواء في التلفزيون أو في السينما أو المسرح . مسألة غير أخلاقية بالمرة , أن تحارب زميلك حتي لو كنت علي خلاف مهني أو سياسي معه في أكل عيشه . هل من مبادئ الثورة أن تفعل ذلك ؟ . بالطبع لا , فلا الثورة ولا أي مواطن محترم وشريف يقبل ذلك , فهل هي الديمقراطية التي يدعي البعض أنهم ينادون بها ؟ .