لن يركع وطن فيه نساء الصبر والبطولة.. أمهات وزوجات الشهداء، أعظم ما أنجبت مصر، دموعهن في »يوم الشهيد» نار تحرق كل إرهابي جبان، مصيره الزوال والفناء، لتعيش مصر حرة أبية كريمة مرفوعة الرأس.. نستمد منهن الإرادة والعزيمة والقوة، وما أروع »رشا إسماعيل» وهي تقول عن زوجها الشهيد عقيد أ ح »أحمد شعبان» »ربنا بيحبه قوي وخده عنده في الجنة يبني لنا قصر».. وما أشجع أم الشهيد »أحمد زهران» »أنا مش خايفة علي مصر طول ما شبابنا موجودين».. وصعدنا في فضاء فسيح وأم الشهيد »أندرو»، تحكي رؤية ابنها وروحه تصعد للسماء، وهو يقول »محستش بأي عذاب». كلمات أمهات وزوجات الشهداء تفتت الصخر في القلوب، حزناً علي الفراق، وفخراً بأعظم نساء الأرض، قوة وشجاعة وإيمانا بالله والوطن، فمن أنتم يا أقذر المخلوقات، لتغتالوا شبابنا ورود الحياة، لهم وطن يدافعون عنه، أما أنتم فليس لكم وطن ولا دين ولا هوية.. شبابنا يزفون إلي الجنة، وأنتم تحشرون في جهنم.. أمهاتهم وزوجاتهم، مصريات صامدات مثل أمهاتنا وأخواتنا، راكعات ساجدات ويتسلحن بالقرآن الكريم، أما أنتم فعبدة شيطان، تلعنكم الأرض والسماء. جينات البطولة تجري في عروق أبناء الشهداء، فبكينا وهم يحتضنون الرئيس ويعانقهم في أبوة بالغة، وحنان فياض، فانقلبت الدموع إلي ابتسامات، تخرج من الأعماق وتعانق القلوب الموجوعة والمشاعر المتدفقة. مصر بلد الوفاء، ولن تفي حق الشهداء إلا إذا خرج الشعب بالملايين أيام الانتخابات، فبطاقات التصويت زهور نضعها فوق قبور الشهداء، ورسالة لكل متآمر جبان بأن مصر علي قلب رجل واحد في معركة البقاء، والرد علي من قتلوا الشهداء، فكل صوت رصاصة في رأس إرهابي، ولطمة علي وجه كل متآمر. يوم مشهود والرئيس يشحن الهمم ويستنهض العزيمة، ويكفكف دموعاً ويطمئن قلوباً، ويجدد عهدا بأن رجال الوطن أوفوا بعهدهم، ولم يتركوا مصر للضياع، ويطلب من كل مصري أن يفي هو الآخر بعهده، ويجدد القسم »نموت ومحدش يقرب منكم»، ويقسم »والله العظيم مستعد ألبس الأفرول وأنزل أحارب مع هؤلاء الأبطال»، ويلمس أوتار القلوب حين يقول »بنحارب عشان خاطر ربنا»، »يا نموت كلنا يا نعيش كلنا، وبإذن الله سنعيش ونفني أعداء الحياة». »يوم الشهيد» يوم نساء الصبر والبطولة، فالجبناء هم الذين يهربون من الخوف، والخوف يُفرق الشجعان، ووراء كل شهيد قصة بطولة رائعة، لم يستسلموا وقاتلوا حتي النفس الأخير، فارتد الذعر إلي قلوب الإرهابيين، وهم يفرون كالفئران الجربة، هرباً من أبناء مصر الأبطال، والطفل الذي فقد والده في معركة الشرف من حقه أن يزهو وسط زملائه في المدرسة بأنه ابن البطل، ويرفع عالياً صورة الرئيس وهو يحتضنه ويقبله، فيجفف دموع الأحزان بالسيرة العطرة لوالده الشهيد. إنها مصر.. وعندما نقول ان هذا الوطن مستهدف، ويتعرض لمؤامرات كبري، فهذا ليس من قبيل الفزاعة، ولا الاستثمار السياسي للخوف، فقلوب من شاهدناهم لا تعرف الخوف، بعد أن امتلأت بالطمأنينة، وأصبح لدي الجميع ثقة راسخة وإيمان لا يتزعزع بأن الإرهاب إلي زوال، ولن تنال جرائمه من هؤلاء الشجعان، ويعلم الإرهابيون علم اليقين بأن أعمالهم القذرة، لن تنال وطناً، بل تشعل عزيمة الشعب والجيش والشرطة، لاستكمال تطهير كامل التراب الوطني من دنس الإرهاب. يعلم المتآمرون أن مصر هي قلب العروبة، فإذا هبت في أرضها ثورة، انتقلت رياحها إلي الجميع، وإذا قامت بها نهضة امتد شعاعها إلي الجميع، فخططوا لإطفاء شعلتها وإخماد بريقها، ليتسني لهم إسقاط كل المنطقة، ومن كان في مقدوره أن يقف وسط الحطام العربي، ويستصرخ مستنهضاً الهمم والعزائم وباعثاً في النفوس الأمل؟.. إنها مصر.. مصر.