وصايا بالثأر.. دعوات بالنصر.. وحكايات ما قبل الاستشهاد والدة الشهيد عمرو وهيب: اثبتوا وقاتلوا فالنصر حليفكم وأرواح أبنائنا ترعاكم شقيق الشهيد الشبراوي منشدا »احترامي ليكم يعني احترامي للوطن» زوجة الشهيد محمد عبد الرؤوف: شفيتم صدورنا شقيق الشهيد باسم عبد الله: نصرتم وطنكم ودينكم والد الشهيد بغدادي: روح ابني تخاطبني »إخوتي جابولي حقي» ابنة الشهيد ياسر الحديدي:بابا دلوقت مرتاح في قبره والدة الشهيد ضياء فتحي: أري ابني في وجوهكم خال الشهيد إبراهيم عيد: عليكم بالثأر وجاهزون للانضمام إليكم ما تلك الرهبة التي تنتابني وأنا أكتب عن الشهداء؟.. ما سر هذا الخوف والجلال وأنا في حضرتهم؟.. استمعت لحكايات الشهداء من أهلهم، أدركت من قصصهم كيف وصل الله قلوبهم برباط من نور إلي الجنة قبل أن ينالوا شرف الشهادة.. فهم المصطفون المختارون لهذه المنزلة العظيمة... هؤلاء هم شهداؤنا وتلك هي رسائل أهلهم الذين إذا تكلموا وجب علينا الصمت والسمع فهم من اقتطعوا جزءا من أرواحهم حبا وفداء لهذا الوطن.. رسائل أسر الشهداء اختصوا بها أبطالا يقفون أسوداً في أرض المعركة.. جنودنا في أرض سيناء الحبيبة.. حملت الخطابات مشاعر الحب والوفاء ودعوات الانتصار ووصايا الثأر وحكايات وقصص وبطولات شهدائنا الأبرار.. »الأخبار» تنقل رسائل أمهات وزوجات وأقارب الشهداء إلي جنودنا وأبطالنا في سيناء. »منذ استشهاد ابني عمرو وهيب وعودته ملفوفا في علم مصر وهو دون الثلاثين من عمره وأنا أنتظر اليوم الذي يأتي ويثأر أبطالنا لزملائهم».. هذه هي إحدي عبارات الدكتورة زهور والدة الشهيد قائد فرقة الصاعقة عمرو وهيب.. والدة البطل مازالت تنتظر الثأر لشهيدها ممن انتزعو منها روحها.. لكنها تثق في أن دماء من زفته عريسا إلي الجنة لن يذهب سدي. تستطرد الدكتورة زهور في رسالتها قائلة: لقد أثلج صدورنا وعد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة بالقضاء علي الإرهاب خلال ثلاثة أشهر وتابعنا باهتمام بيانات القوات المسلحة وكنت طوال الوقت اتطلع إلي توصيل رسالة تأييد لأبنائنا. في العملية الشاملة بأن يثبتوا ويقاتلوا فالنصر حليفهم بإذن الله لأنهم في جانب الحق. وأري أرواح أبنائنا الشهداء ترعاهم وترفرف فوقهم. إلا أن جند الله لهم غالبون ونحن جميعا نتطلع إلي سيناء، طاهرة خالية من الإرهاب وكذلك مصر كلها لكي ننعم بالهدوء والأمان وأن تتبوأ مصر المكانة التي تستحقها. هذه كانت رسالة أم الشهيد إلي زملائه الأبطال علي الجبهة في سيناء.. فضلت أن تكتفي بتلك العبارات في مخطوطها لكنها حكت عن بطولات ابنها الشهيد.. بمجرد أن تتحدث مع الدكتورة زهور تعرف من أين استمد البطل الشهيد شجاعته وقوته فرغم مصابها ظلت متماسكة أو علي الأقل لم تبد ضعفا أبدا لكنها حكت عن البطل عمرو وهيب بقوة وعزة وفخر.. تقول الدكتورة زهور: شارك ابننا الأصغر، قائد سرية بقوات الصاعقة في عملية حق الشهيد الأولي وقام بعمل مداهمات خطرهة في محيط مدينة رفح وقد هنأه الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع في مكالمة تليفونية وأثني علي مجهوداته في القضاء علي مجموعة من التكفيريين شديدي الخطورة. كان يشتم رائحة الخطر في كل المهمات التي قام بها وفي واحدة منها حمل زميله علي كتفه ليلا لمسافة طويلة سيرا علي الأقدام في مناطق وعرة حتي أوصله لكتيبته فجرا. وكان قد شارك في رفع جثث زملائه من أماكن العمليات حتي جاء دوره في الاستشهاد واللحاق بهم في الجنة. وتضيف الدكتورة زهور والدة الشهيد البطل عمرو وهيب ابني استشهد معه في نفس العملية جنديان وفقد الثالث ساقيه وهو الوحيد الذي بقي علي قيد الحياة وكنت أنا ووالده نتابع بعد استشهاده أخبار زملائه ونطمئن عليهم.. ومازلنا حتي الآن نتابع لحظة بلحظة فقلوبنا معلقة بأرض سيناء بمكان استشهاد ابننا. عزة وفخر كانت رسالة الكاتبة الصحفية ريهام فوزي زوجة الشهيد البطل محمد عبد الرؤوف مقتضبة وقصيرة لكنها عبرت بصدقها عما تحمله وتتحمله قلوب زوجات شهدائنا الأبرار.. فهي المصرية المحبة لوطنها والزوجة الفخورة بشهيدها المنتظرة للثأر.. الداعمة لأبطالنا في سيناء.. هي الأم التي تحاول إخفاء جرحها لتكمل مسيرة بدأتها مع زوجها البطل لرعاية أطفالها مثلها مثل كثيرات قدموا أغلي ما يملكون لهذا الوطن وانتزعت تضحياتهم جزءا من روحهم.. لكن شرف شهادة الزوج زين حياتها وحياة أبناءها فأحاطهم بطوق من العزة والكبرياء والفخر. تقول الكاتبة الصحفية ريهام فوزي في رسالتها: »الحرب في سيناء أتت في هذا التوقيت لتشفي جزءا ولو قليلا مما تحمله صدورنا من حرقة قلب علي شهدائنا من كافة طوائف الشعب.. إننا نعطي رسالة للعالم أجمع علي قدرتنا علي محاربة الإرهاب الخسيس.. ربنا ينصر جيشنا وشرطتنا حماة الوطن». بكلمات قليلة عبرت زوجة الشهيد البطل محمد عبد الرؤوف عن فهم وإدراك عميق لقضية الإرهاب فلمست في رسالتها أبعادا إنسانية وجددت رسالة الثقة في أبطالنا جنود الجيش والشرطة بما عهدته منهم من بسالة عايشتها بنفسها خلال استشهاد زوجها الذي أصر بشجاعة منقطعة النظير علي ملاحقة الإرهابيين الذين أطلقوا النار علي أحد كمائن الشرطة بالسويس.. ووضع نفسه بين خيارين إما حماية هذا الوطن أو الاستشهاد لكنه فاز بالحسنيين الشهادة والنصر حيث نجح وزملاؤه في القبض علي الخلية الإرهابية التي أطلقت النار واستشهد عبد الرؤوف برصاصة غدر أثناء الملاحقة.. ابني مازال حياً رسالة من القلب أرسلتها السيدة نجاة والدة الشهيد البطل ضياء فتحي، هذه بعض كلماتها.. من قلب أم ودعت ابنها الوحيد بالزغاريد.. زفته عريسا إلي الجنة بعد استشهاده أثناء تفكيك قنبلة في شارع الهرم: »إلي كل ابن لي في الجيش والشرطة في أرض سيناء الحبيبة أنتم أبطال.. يا من تدافعون عن أرض وعرض الوطن.. يا من تحاربون عدوا خسيسا بكل شجاعة ولا تعلمون من أين ستأتي الرصاصة ومع ذلك تتسابقون للذهاب إلي أرض الفيروز لتطهيرها من الخونة المتآمرين. لم أفقد ابني، أري صورته في كل وجه منكم سيروا علي بركة الله يا خير أجناد الأرض.. كل منكم لا يقدر وزنه بالذهب فكل ما نعيشه في أمان أنتم مصدره.. تحيا مصر برئيسها الذي وضع روحه علي كفه ووعدنا بأنكم ستقضون علي الإرهاب، شكرا لجيشنا العظيم، شكرا للشعب الذي عاني كثيرا لكنه وثق في رئيسه وجيشه وشرطته» تلك كانت كلمات من رسالة السيدة نجاة.. لكن حديثها لم ينقطع فقالت بحماس شديد »سيناء 2018 ده مش تار ابني بس ده تار بلد بحالها تار مصر.. وانا لو كان معايا غير ضياء ابني كنت قدمته يروح يحارب مع إخوته في سيناء دلوقت عشان يطهر بلدنا من الخونة». وتستكمل نجاة حديثها قائلة : » انا لما بتابع الأخبار بنسي إن ليا ابن واستشهد لأن ابني كان عارف أن الشهادة جزء من شغله لكن أنا بتابع الأخبار عشان افتخر بولادي وبطولاتهم لأن كل ضباط وجنود الجيش والشرطة ولادي وأنا اعتبرتهم كده وأي انتصار ليهم بكون فيه مرتاحة نفسيا وبيكون انتصار ليا ولما بعرف عن خبر استشهاد حد من ولادنا هناك بحس إن ابني استشهد تاني وفراقهم بيقطع في قلبي بس في النهاية أرواحنا أرخص شيء نقدمه لمصر عشان تبقي في أمان. وتقول : إنه يجب علي جميع الشعب أن يلتف حول قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية ويدعمها بكل ما أوتي من قوة لأن الحرب هذه المرة مختلفة عن كل الحروب التي خاضتها قواتنا فالعدو غير محدد ويختفي بيننا ويطعن من الظهر. وتؤكد أنه برغم كل هذا فقواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية قادرة علي دحر هؤلاء الخونة والانتصار عليهم وإخراج هؤلاء الفئران من جحورهم والقضاء عليهم. وتستكمل والدة الشهيد حديثها: » ضياء ابني لو كان موجود كان زمانه بيحارب هناك بس هو أمر الله وهو كان حاسس انه هيستشهد وكان دايما بيقولي يا ماما أنا هموت وأنا بفكك قنبلة من إللي بنفكهم دول حتي انه قبل ما ينزل يوم استشهاده فضل يسمع الموسيقي العسكرية إلي بتكون في الجنازات ولما سألته ليه كده يا بني قالي معلش مخنوق شوية يا ماما». وتوضح نجاة أن الشهيد كان قد أصيب بطلق في ذراعه من قبل أثناء عمله بالمباحث بمدينة العريش ثم تم نقله إلي قوات الحماية المدنية وفي هذه الفترة نجح في تفكيك أكثر من 80 % من المفرقعات التي كلف بتفكيكها. وتشير إلي أن المنطقة التي كانت تتواجد بها القنبلة والتي استشهد علي أثرها الشهيد لم تكن ضمن الدائرة التي يقوم بتمشيطها لكن نظرا لغياب ضابط الحماية المدنية المسئول عن هذه المنطقة لظروف طارئة تم استدعاء الشهيد ضياء والذي لم يتردد للحظة في الذهاب بل إنه حتي عندما وصل زميله لم يترك له أمر تفكيك هذه القنبلة برغم مطالبة زميله له بأن يتوقف إلا أن الشهيد قال له » ديه قنبلتي وانا هفككها» وكانت ملامحه تشير إلي أنه كان يشعر أنه سيستشهد من هذه القنبلة وبرغم من هذا كان وجهه مليئا بالسعادة وهذا ما أخبرني به زملاؤه. وتختتم والدة الشهيد حديثها مخاطبة القوات المسلحة قائلة : » ربنا معاكم وينصركم وإن شاء الله هتنتصروا وإحنا وراكم » شبراوي ورفاقه »هو اخويا اللي مسبش المعركة.. اللي عمره ما كَلْ يوم ولا اشتكي اللي متحمل جراحه الدموع من قلبه كانت تحضن سلاحه.. بس عمره ما في يوم بكي اللي شال المسئولية... كان بيحلم ليك وليا اللي كان ماسك ايديا.. اللي يستاهل سلامي وابتسامي أقصي آيات احترامي للي عمره في يوم ما باعني.. احترامي ليكو يعني احترامي للوطن». انتقي محمد الشبراوي شقيق الشهيد البطل الرائد أحمد الشبراوي تلك الأبيات ليرسلها إلي أبطالنا المقاتلين في سيناء.. محمد كان متلهفا ليحكي لنا بطولات شقيقه وزملائه الأبطال أحمد منسي ورامي حسين وغيرهما ممن ضربو أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة يحكي محمد عن شقيقه البطل ويقول الرائد أحمد الشبراوي استشهد بطلا دفاعا عن الأرض والعرض في السابع من يوليو الماضي بكمين البرث أثناء خدمته في الكتيبة 103 صاعقة بسيناء أثناء اشتباكات مع تكفيريين أدرج في قائمة الشرف الوطني في 18 يناير الماضي. ولد الشبراوي عام 1986 بمدينة الزقازيق وتخرج في الكلية الحربية عام 2007 ومنذ تخرجه وشبراوي بمدينة رفح وحتي عام 2010 وحصل بعد ذلك علي فرقة لمكافحة الإرهاب الدولي ثم انتقل بالوحدة 777 لمكافحة الإرهاب الدولي منذ 2011 وحتي عام 2013 وشارك خلال ثورة يناير في تأمين المنشآت الحيوية والمهمة وأثناء حفر قناة السويس الجديدة تم تكليفه بوضع خطة لتأمين مبني هيئة قناة السويس ضد الأخطار الإرهابية المحتملة وقد حصل خلال خدمته علي العديد من التكريمات لمهارته وشجاعته وفي عام 2013 تم نقله إلي الكتيبة 103 صاعقة بالعريش للعمل كقائد سرية وخلال تواجده بسيناء شارك الشهيد الشبراوي في عملية حق الشهيد إلي أن نال الشهادة في الهجوم الإرهابي علي كمين البرث العام الماضي. ويضيف محمد الشبراوي أن قلوب الشهداء كانت مربوطة بحبل من نور في حياتهم وبعد استشهادهم فأذكر حين استشهد قائده العقيد رامي حسنين كتب الشهيد شبراوي علي صفحته علي الفيس بوك ناعيا العقيد رامي قائلا استشهد البطل والمعلم والأخ والظهر والسند والقائد وأقسم بالله منسيب حقك يا رب يتقبلك إن شاء الله من الشهداء.. سلام حتي نلتقي ».. فقد تمني الشبراوي الشهادة ليلحق بشهداء سبقوه إلي جنة الخلد وقد كتبها الله له فنالها. أنتم علي حق ياسر عبد الله شقيق الشهيد باسم عبد الله كتب رسالته من أعماق قلبه كانت الرسالة مفعمة بالمشاعر والحماس تحمل الكثير من العبارات القوية تشد من أزر أبطالنا وتذكرهم بحسن أعمالهم.. يقول ياسر في أجزاء من رسالته: »ليس هناك كلام يعبر عما تقدموه لنا فأنتم حماة الوطن والعين الساهرة.. أنتم علي حق.. واعلم أيها الجندي النبيل أنك نفعت أمتك ودينك ونلت وسام الحق وتخليت عن جميع متع الدنيا لتكسب حب الخالق الذي أوجدك لهذه المهمة العظيمة، شعبك يعتز بك رفعت راية الولاء للوطن في ساحات المعارك وأبهرت العالم ببطولاتك تصمد بنفس شامخة في أصعب الأوقات لتعزف لحن الانتصار». يقول ياسر عبد الله، شقيق الشهيد باسم عبد الله: آن الأوان أن تبرد دماء أخي بقبره وأن يهدأ لأن إخوته تقوم بأخذ ثأره بعملية سيناء 2018 الحلم الذي طال انتظاره والتي ستكون بداية الثأر لكل الشهداء والذين راحوا ضحية الغدر والخسة لكن أرواحهم باقية ببطولاتهم. ويضيف أنه مازال حتي الآن يتذكر أخاه وذكري استشهاده في مذبحة رفح الأولي وعدم مراعاة هؤلاء المجرمين حرمة الشهر الكريم وقيامهم باستهداف كمين » كرم أبو سالم» وقتل 16 شهيدا من خيرة أبناء الوطن والغريب أن توقيت العملية كان أثناء أذان الفجر. ويستطرد ياسر قائلا: » باسم أخويا كان حاسس إنه هيستشهد وكان باين عليه في آخر إجازة فقد أصر علي زيارة أقاربنا وأصدقائه واحتضننا كأنه يودعنا» ويشير إلي أنه بعد ذلك بأيام قليلة صدم بخبر استهداف الكمين من التليفزيون.. ويضيف.. في هذه اللحظات شعرت بالشلل لثوان حتي بدأت استجماع قوايا وذهبت لمعرفه أخبار أخي والتي انتهت بصدمة خبر استشهاده. ويوضح أن ما قام به أخوه هو واجب علي كل مصري وواجبنا جميعا وإن لم نستطع أن نكون بجانب إخواننا الذين يحاربون في هذا التوقيت فعلي الأقل نقوم بدعمهم بكل السبل وأن نرد علي الأكاذيب التي يرددها أهل الشر لأن التضحيات التي تقوم به القوات المسلحة الآن بالتنسيق مع الشرطة المدنية لأجلنا جميعا ولأجل أن ينعم كل مواطن في مصر بالأمن والاستقرار ثقة وأمل » أنا أول ما سمعت عن العملية سيناء 2018 حسيت بفرحة وأن حق جوزي جه وإنه معاهم هناك وفرحان بجنودنا وهما بيطهروا بلدنا من الخونة وفضلت ادعي ربنا مع جنودنا وإخوتنا خاصة أن ليا قرايب هناك من الجيش والشرطة بس كل شيء فدا مصر» هكذا بدأت بسنت أشرف، زوجة الشهيد ياسر الحديدي، حديثها ل »الأخبار» بنبرة سعيدة مليئة بالثقة والأمل. وتضيف أن بطولات القوات المسلحة في الحرب الواقعة في سيناء الآن هي استكمال لتضحيات شهدائنا وأيضا هي بداية عودة الحق لمصر أولا ثم الشهيد الذي آن الأوان لتبرد دماؤه داخل قبره وليطمئن أن إخوته من الجنود البواسل يثأرون له وعلي العهد باقين لحماية الوطن وتطهيره من الخونة. وتستكمل بسنت حديثها مسترجعة ذكري استشهاد العميد ياسر الحديدي قائلة: » هو كان حاسس إنه هيحصل حاجة من أول ما بلغوه المأمورية إنه هيروح العريش وأنا قلتله ما تروحش وحتي لما قعد هناك 9 أيام وكان بيطمنا بس حسيت إنه قلقان أكتر بعد ما كان قبض علي إرهابي خطير هناك وحتي لما كلمنا قبل ما يستهدفوا المدرعة بتاعته بالعبوة الناسفة بنص ساعة ويطمنا وبعدها الخبر جالي ومكنتش مصدقة بس زي ما هو كان بيقول كل شيء فدا البلد». وتوجه زوجة الشهيد رسالة لقواتنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية بضرورة أن يثابروا وألا تأخذهم شفقة مع هؤلاء الخونة وأن يضربوا بيد من حديد حتي تتطهر سيناء من الإرهاب. حق بابا وتلتقط عليا الحديدي، ابنة الشهيد، طرف الحديث بصوت طفولي يحمل كل معاني الصفاء والأمل قائلة : » الجيش والشرطة دلوقتي بياخدوا حق بابا عشان بابا يكون مرتاح في قبره ويفرح هو وكل إللي راحوا وفارقونا بسبب الإرهابيين الخونة». وتوضح عليا أنه قبل أن يسافر والدها للعريش طالبته بعدم الذهاب وكانت تشعر قبل أن يرحل أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستراه فيها برغم أنه كان دائما ما يطمئنها ألا تخاف وإن كل شيء قدر وأنه سيعود بأمر الله. وتستكمل ابنة الشهيد حديثها بنبرة حزينة قائلة: » كنت دايما بقوله يا بابا إللي بيروح هناك ما بيرجعش وهو كان بيقول لا في ناس بتروح وبترجع وفضل يطمني وفعلا كنت بدأت أطمن فعلا لما عدا 9 أيام ومحصلش حاجة بس في الآخر سمعت الخبر ومش كنت مصدقة لأنه كان مكلمنا قبلها بنص ساعة». وتطالب القوات المسلحة والشرطة بأن تتعامل بكل ما أوتيت من قوة مع هؤلاء الإرهابيين وأن يثقوا بأنهم أهل الحق لأن صاحب الحق دائما حتما سينتصر وسيظل التاريخ يذكر تضحياته لأجل هذا الحق وسيخلد ذكري بطولات من حارب لأجل نصرته، أما هؤلاء فهم أهل باطل ونهايتهم لزوال. يوم الفرح رسالة إلي الأبطال الذين حققوا نصرا عظيما أكتبها لكم بدموع فرحة النصر: »أنا والد اخوكم الشهيد محمد محمود حسن بغدادي من خمس سنين مبنامش من الحزن.. النهاردة هنام وانا مرتاح حق ابني اخواته جابوه وقهروا الجبان ودفنوه انتم الذين حققتم أمانينا بندعو لكم بالنصر قلوبنا معاكم ليل ونهار» والدكم محمود بغدادي والد الشهيد محمد بغدادي بعد أن كتب رسالته وبتلقائية منقطعة النظير وبنبرة مليئة بالسعادة وشعور بالانتصار انطلق لسان محمود حسن، والد الشهيد محمد البغدادي، قائلا :»ده اليوم إللي كنت بتمناه من زمان ده يوم فرح ابني والقصاص ليه ولأخوته من الشهداء» ويضيف أنه عندما سمع البيان الأول للقوات المسلحة وعلم بعملية سيناء 2018 انتابه شعور بالسعادة لا توصف وشعر أن روح ابنه معه وتخاطبه قائلة » اخواتي بيجيبوا حقي يا والدي وبيحرروا سيناء » ويشير إلي أنه يتمني نجاح العملية وأن يوفق الله القوات المسلحة لتطهير سيناء من هؤلاء حتي يشعر الشهداء أجمعين بأن دماءهم لم تذهب هباء وأن الانتصار علي هؤلاء مسألة وقت لا أكثر وفي النهاية سيكون النصر للحق ولمصر. وبنبرة حزينة يسترجع محمود حسن ذكرياته مع الشهيد قائلا : الشهيد في آخر إجازة له كانت كل تصرفاته توحي بشعوره بقرب استشهاده حتي أنه قام بفسخ خطبته دون إبداء أسباب وعندما سألته عن سبب هذا الأمر أجابني بصوت حزين: » الموضوع مش هيكمل يابا » حرام أظلمها. ويوضح أنه بجانب هذا كله تبقي اللحظة الفارقة التي تيقنت بها أن هذه هي المرة الأخيرة التي سأري بها ابني الشهيد، فعلي غير عادته قام باحتضاني »حضن» لن أنساه يوما وكان يبكي بشدة وتعجبت من هذا كله لكن بعد استشهاده علمت لما كان هذا الاحتضان. ويناشد والد الشهيد الشعب المصري انه لابد أن نتكاتف مع القوات المسلحة والشرطة المدنية والوعي بالمؤامرة التي تدبر لبلدنا الحبيب وأن نقوم بالرد علي هذه الأكاذيب ويقوم كل واحد منا بعمله علي أكمل وجه حتي لا تضيع تضحيات أبنائنا هباءً. ويختتم حديثه باعثا برسالة للقوات المسلحة قائلا : » أيها المرابطون علي الحدود وجميع إخواننا وأبنائنا بالقوات المسلحة والشرطة المدنية يا ريت نقدر نكون معاكم دلوقتي بس كل إللي نقدر عليه إننا بندعيلكم في كل صلاة ربنا ينصركم ». وصية أم وأمنية أب أما ريان هاشم ريان خال الشهيد البطل إبراهيم عيد الأبيض فقد اكتفي برسالة إنسانية حكي فيها عن بعض تفاصيل حياة الشهيد فهو متطوع في القوات المسلحة وعمره وقت استشهاده عشرون سنة وكان يستعد لزفافه في أبريل القادم وهو الشقيق الأصغر لأربع بنات ويعلم الجميع في قريته بمحافظة الغربية مدي حسن خلقه والتزامه فكان محبا للجميع ومحبوبا من الجميع. ويضيف ريان في حديثه للأخبار أن والدة الشهيد توصي أبناءها في سيناء بالثأر للشهيد وزملائه.. أما والده فيؤكد أنه علي استعداد للذهاب إلي سيناء ليحارب جنبا إلي جنب مع زملاء البطل الشهيد إبراهيم حتي تتطهر أرض الوطن منهم.