والده: فجر عربة مفخخة يستقلها إرهابيون قبل استشهاده والدته: مؤمنة بقضاء الله.. بس الفراق صعب بطولات ابناء القوات المسلحة لا تنتهي في سيناء كلما بحثنا عن قصة تنهمر علينا القصص من كل سلاح لنكتشف عظمة هؤلاء الابطال فهي مسلسل طويل أبطاله يسطرون حلقاته بدمائهم من آن لآخر في سبيل الوطن ومن بين هؤلاء الابطال ابن بني سويف الشهيد النقيب محمد جابر قصلة الضابط بالقوات المسلحة والذي استشهد في سبتمبر 2015 إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة المهدية بشمال سيناء. الأخبار التقت بأسرة الشهيد البطل يقول جابر قصلة والد الشهيد ولد نجلي محمد عام 1991 والتحق بالكلية الحربية في عام 2009 بعد حصوله علي الثانوية من المدرسة الثانوية العسكرية بمدينة بني سويف وعقب تخرجه تم الحاقة بسلاح المدرعات وخلال عمله شارك في عدة مناورات وعمليات حربية ثم انتقل الي سيناء بناء علي رغبته كقائد سرية دبابات برفح للثأر لزملائه الشهداء اشترك خلالها في تنفيذ العديد من المهام القتالية ضد الإرهابيين استطاع فيها حصد العشرات من التكفيريين. ويضيف والد الشهيد تعود قصة استشهاد نجلي الي يوم 12 سبتمبر عام 2015 عندما تم ابلاغ قائد الكتيبة بأن هناك سيارة محملة بالمتفجرات تسير بسرعة كبيرة وسط المنازل تارة وتختفي تارة أخري فطلب قائد الكتيبة من أفراده التصدي لتلك المجموعة الإرهابية خاصة ان هدفهم الوحيد هو التفجير داخل التمركزات الأمنية فاستقل الشهيد البطل دبابته وتحرك مسرعا في محاولة لقطع الطريق علي تلك السيارة إلا انه لم يستطع اللحاق بها فخرج من دبابته وقام بقنص مستقلي السيارة بواسطة بسلاحه فانفجرت العربة بالقرب من دبابته فهرع قائد الكتيبة برفقة الجنود الي موقع الانفجار وقاموا بسرعة بإخراج الشهيد محمد من دبابته والذي سرعان ما قفز من الدبابة متسائلا »ماتوا ولا لسه» فطمأنه القائد بأنهم ماتوا جميعا فهدأ الا ان الشظايا الناجمة عن الانفجار كانت قد استقرت في مناطق متفرقة من جسده فأحدثت نزيفا داخليا بالرئة فتم استدعاء سيارة الاسعاف لنقله الي المستشفي فرفض ان يحملوه إليه وأصر علي الذهاب علي قدميه للسيارة وبالفعل استقل السيارة وقبل ان يترك زملائه اوصاهم بالثبات قائلا»ماتخافوش منهم واثبتوا وخلوا بالكم من نفسكم وكلها شوية وراجع تاني» الا انه لفظ انفاسه الاخيرة قبل وصوله الي المستشفي لترتقي روحه الطاهرة الي بارئها ولم يبلغ عمره 24 عاما ويتم تشييع جثمانه في جنازة عسكرية مهيبة الي مثواه الاخير. وبعيون تملؤها الدموع تقول عزيزة مصطفي »مدرسة » »والدة الشهيد» محمد ابني كان انسانا طيبا وبارا بأسرته واهله وكان محبوبا من كل الناس اللي يعرفهم .. واستطردت »كان دائما ما يطمئننا عليه ويجري اتصالات هاتفيه بنا بين الحين والآخر ليؤكد لنا آن الوضع آمن وألا نصدق الشائعات وان القوات المسلحة مسيطرة تماما علي سيناء ويطلب مني الدعاء له ولزملائه الا ان جاء الخبر المشئوم في يوم السبت 12 سبتمبر 2015 بأنه قد أصيب فانتقلنا لرؤيته فوجدناه قد استشهد. وأضافت » كلنا فداء مصر وفداء للجيش المصري ، وابني مش خسارة في مصر، ابكي كل يوم ولكن ليس بكاء المعترض بل بكاء الفراق فأنا مؤمنة بقضاء الله وراضية بحكمه بس الفراق صعب. كل ما أصلي وأشوف صورته قدامي بحس من جوايا بوجع مش قادرة أوصفه وعيني تدمع وأقول يا رب ارحمه وأسكنه فسيح جناتك». ويقول احمد جابر شقيق الشهيد »اخصائي اجتماعي» محمد كان صديقي واخي وسندي في الحياة .. كان دمث الخلق يداوم علي الصلاة في اوقاتها ونحتسبه عند الله شهيداً . وعن تقدير الدولة لاسم الشهيد يقول شقيقه حصل علي نوط الواجب العسكري وكرمته المحافظة باطلاق اسمه علي مدرسة الثانوية بنات أقدم وأعرق مدارس بني سويف نظرا لما قدمه في سبيل الوطن.