تختلف قصص الشهداء الابطال في مصر من شهيد لآخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بأحرف من ذهب يبقي معها اسم الشهيد خالدا وتبقي معه رسالة العطاء لما بذله من روحه ودمه في سبيل الوطن ومن بين هؤلاء الابطال ابن بني سويف الشهيد العقيد اركان حرب يحيي حسن او كما لقبوه بأسد العريش وصائد التكفيريين لجسارته وشجاعته في حربه ضد الارهاب والذي استشهد يوم الاربعاء 22 مارس من العام الحالي اثر انفجار عبوة ناسفة في المدرعة التي كان يستقلها اثناء عودته من حملة مداهمات في منطقة جبل سحابة القي خلالها وكتيبته القبض علي 7 تكفيريين واكتشفوا ورشة مخرطة لتصنيع الاسلحة والعبوات الناسفة لترتقي روحه الطاهرة المخلصة إلي بارئها والمصحف في يده يتلو آيات من القرآن الكريم الاخبار التقت بأم الشهيد البطل ابن مركز اهناسيا والتي بدأت حديثها قائلة »ابني مش خسارة في مصر.. بس سامحوني الفراق صعب.. ابكي كل يوم ولكن ليس بكاء المعترض بل بكاء الفراق» واستطردت والدموع تنهمر من عينيها »اخفي علي انه في سيناء وكان يقول انه في السويس حتي لا اقلق عليه ويوم الثلاثاء قبل استشهاده بيوم اتصل بي هاتفيا وقالي بالحرف الواحد» كل سنة وانت طيبة يا امي.. النهاردة عيد الام كان المفروض انزل النهاردة بس سامحيني انا في مهمة وهاجي بكرة.. واختتم حديثه قائلا ادعي لي يا امي وكأنه كان يشعر انها ستكون اخر مكالمة بيني وبينه» واضافت والدة الشهيد، يحيي كان دائما يطالبني بالدعاء له بالشهادة: وانا كنت بقوله حد يتمني الموت.. بعد الشر، ودائما يرد »الشهادة عمرها ما كانت شر»، الشهادة شرف وكرم من عند ربنا». وعن كيفية معرفتها بنبأ استشهاد نجلها قالت: »تلقيت اتصالا تليفونيا من ابنتي الدكتورة فاطمة الاستاذة بجامعة بني سويف، تخبرني بإصابته، فرديت عليها :»البطل عمره ما يتصاب.. يحيي استشهد وأنا احتسبه شهيدا عند الله». وفي نهاية حديثها طالبت والدة الشهيد، أن تقابل الرئيس السيسي، مشيرة إلي أنها ليس لديها أي مطالب من الرئيس سوي أن تجلس معه وتخبره بمدي حب ابنها الشهيد له. وانه دائما كان يقول لها »الرئيس حمله تقيل وماينفعش نسيبه» اما الطفل حسن يحيي الطالب بالصف الرابع الابتدائي نجل الشهيد فيقول »بابا ما كنش بيقعد معانا كثير، كان بييجي أجازة أسبوع واحد فقط، ودلوقتي كل يوم معايا بكلم صورته وباخدها في حضني كل يوم قبل ما أنام، واضاف انا نفسي أطلع ضابط جيش في سيناء، واجيب حق بابا. اما الدكتورة فاطمة حسن الاستاذة بجامعة بني سويف فتقول يحيي كان اصغر اشقائي ولديه 4 اطفال وعقب تخرجه في الكلية الحربية عمل في منطقة سيدي براني ثم عمل في سيناء ثم انتقل إلي السويس بناء علي رغبة قياداته خاصة انه كان مطلوبا من قبل الجماعات التكفيرية والارهابية عقب القائه القبض علي مفتي التكفيريين. واضافت لم نكن نعرف شيئا عن بطولاته، إلا بعد استشهاده بعدما سرد لنا زملاؤه قصصا عنه، وكيف اشترك في مداهمات جبل الحلال وانه تم نقله إلي سيناء بناء علي رغبته للثأر لاصدقائه الشهداء. واختتمت حديثها قائلة: »كلنا فدا مصر وفدا الجيش المصري.. وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلوا اخويا».