"موديز" تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى AA1 مع نظرة مستقبلية مستقرة    ليبيا.. اجتماع طارئ للمجلس الرئاسي لمتابعة تطورات الأوضاع في طرابلس    تمارا حداد: مواقف ترامب تجاه غزة متذبذبة وتصريحاته خلال زيارته للشرق الأوسط تراجع عنها| خاص    جيش الاحتلال يعلن بدء عملية عسكرية برية في غزة    أموريم: شيء واحد كان ينقصنا أمام تشيلسي.. وهذه خطة نهائي الدوري الأوروبي    السقا: إذا استمر مودرن في الدوري سيكون بسبب الفوز على الإسماعيلي    جوميز: شعرنا بأن هناك من سرق تعبنا أمام الهلال    تفاصيل جديدة في واقعة اتهام جد بهتك عرض حفيده بشبرا الخيمة    اشتعال الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد| «حصان طروادة».. واشنطن تحرك الهند في مواجهة الصين!    نجم الزمالك السابق يفاجئ عمرو أديب بسبب قرار التظلمات والأهلي.. ما علاقة عباس العقاد؟    محسن الشوبكي يكتب: مصر والأردن.. تحالف استراتيجي لدعم غزة ومواجهة تداعيات حرب الإبادة    محاكمة 3 متهمين في قضية جبهة النصرة الثانية| اليوم    شديد الحرارة نهاراً وأجواء معتدلة ليلا.. حالة الطقس اليوم    اليوم.. «جوته» ينظم فاعليات «الموضة المستدامة» أحد مبادرات إعادة النفايات    انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لليوم الواحد بمطروح    أسعار الفراخ البيضاء وكرتونة البيض اليوم السبت في دمياط    جيش الاحتلال يبدأ ضربات واسعة ويتحرك للسيطرة على مواقع استراتيجية في غزة    برا وبحرا وجوا، الكشف عن خطة ترامب لتهجير مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا    ترامب والسلام من خلال القوة    الزراعة تكشف حقيقة نفوق الدواجن بسبب الأمراض الوبائية    رئيس شعبة الدواجن: نفوق 30% من الإنتاج مبالغ فيه.. والإنتاج اليومي مستقر عند 4 ملايين    عيار 21 الآن يعود للارتفاع.. سعر الذهب اليوم السبت 17 مايو في الصاغة (تفاصيل)    عالم مصري يفتح بوابة المستقبل.. حوسبة أسرع مليون مرة عبر «النفق الكمي»| فيديو    طاقم تحكيم مباراة المصري وسيراميكا كليوباترا    أكرم عبدالمجيد: تأخير قرار التظلمات تسبب في فقدان الزمالك وبيراميدز التركيز في الدوري    أحمد حسن يكشف حقيقة رحيل ثنائي الأهلي إلى زد    خبير قانوني: قرار تحصين عقوبات أزمة القمة غير قانوني ويخالف فيفا    رئيس اتحاد منتجي الدواجن ينفي تصريحات نائبه: لا صحة لنفوق 30% من الثروة الداجنة    رئيسا "المحطات النووية" و"آتوم ستروي إكسبورت" يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    قرار عودة اختبار SAT في مصر يثير جدل أولياء الأمور    حريق هائل يلتهم أرض زراعية في قرية السيالة بدمياط    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة بترعة الفاروقية بسوهاج    اليوم| الحكم على المتهمين في واقعة الاعتداء على الطفل مؤمن    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بمحور 26 يوليو    ضبط 25 طن دقيق ولحوم ودواجن غير مطابقة للمواصفات بالدقهلية    رئيسا «المحطات النووية» و«آتوم ستروي إكسبورت» يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 17 مايو 2025    كل سنة وأنت طيب يا زعيم.. 85 عاما على ميلاد عادل إمام    السفير محمد حجازى: غزة محور رئيسي بقمة بغداد ومحل تداول بين القادة والزعماء    المنشآت الفندقية: اختيار الغردقة وشرم الشيخ كأبرز وجهات سياحية يبشر بموسم واعد    النمر هاجمني بعد ضربة الكرباج.. عامل «سيرك طنطا» يروي تفاصيل الواقعة (نص التحقيقات)    أجواء مشحونة مهنيًا وعائليا.. توقعات برج العقرب اليوم 17 مايو    بعد 50 عامًا من وفاته.. رسالة بخط سعاد حسني تفجّر مفاجأة وتُنهي جدل زواجها من عبد الحليم حافظ    داعية يكشف عن حكم الهبة لأحد الورثة دون الآخر    قبل الامتحانات.. 5 خطوات فعالة لتنظيم مذاكرتك والتفوق في الامتحانات: «تغلب على التوتر»    طب الأزهر بدمياط تنجح في إجراء عملية نادرة عالميا لطفل عمره 3 سنوات (صور)    لمرضى التهاب المفاصل.. 7 أطعمة ابتعدوا عنها خلال الصيف    بالتعاون مع الأزهر والإفتاء.. الأوقاف تطلق قافلة دعوية لشمال سيناء    يوم فى جامعة النيل    مشيرة خطاب: التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ضرورة ملحة    الكشف والعلاج بالمجان ل 390 حالة وندوات تثقيفية ضمن قافلة طبية ب«النعناعية»    قداسة البابا تواضروس يستقبل الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم بوادي النطرون (صور)    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهداء لا يموتون.. ومصابون لا يعجزون
منال لطفي تحرص علي لقاء المصابين وأسر الشهداء وتوثيق بطولاتهم
نشر في آخر ساعة يوم 29 - 12 - 2015

سقوط نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي، وانتشار العمليات الإرهابية وبخاصة في سيناء، كانت الفتاة المصرية منال لطفي التي تعشق تراب الوطن، وتقدر معني أبطال بلادها من أبناء الجيش، وجهاً حاضراً في الظل مع كل جندي أو ضابط مصاب أو مع أسرة أي شهيد فقد حياته دفاعاً عن أرض مصر في مواجهة عدوان أهل الشر من الجماعات الإرهابية التي لا تعرف سوي لغة الدم.. من فرط عشقها واحترامها وتقديرها لأبطال مصر من رجال القوات المسلحة، قررت منال لطفي تأسيس جمعية باسم «مصريات ضد الإرهاب»، بهدف مؤازرة مصابي العمليات الإرهابية وذوي الشهداء سواء من رجال الجيش والشرطة أو المدنيين، وخلال لقاءاتها المتعددة في أعقاب كل حادث كبير أو صغير، رصدت منال بالصور حكايات لن ينساها التاريخ عن بطولات لا يصنعها سوي الرجال ما بين شهداء لا يموتون ومصابين لا يعجزون.. في السياق نلقي الضوء علي جانب من هذه القصص.
والد الضابط الشهيد يتلقي العزاء
اسم الشهيد: الملازم أول محمد إمام مصطفي
محل الميلاد: قرية "اسنت" مركز كفر شكر - محافظة القليوبية
سنة الميلاد: 1989
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفل
تاريخ الاستشهاد: 19 يوليو 2014
مكان الاستشهاد: الفرافرة
تقول منال لطفي: كنت حريصة علي زيارة أهل الشهيد، حيث حكي لي والده أن الملازم محمد كان يعلم بالشهادة، وكان يبتسم قائلاً "عاوز ألحق مدرسة يتكتب عليها اسمي قبل ما يخلصوا"، وكان محمد إمام ظابطاً يعشق عمله في الجيش، وذات يوم وتحديداً في أول يونيو 2014 جاءت له استغاثة من جندي مفادها أن أحد الضباط ومعه خمسة مجندين خرجوا بعربة عسكرية من وقت الظهيرة وحتي حلول المساء لم يعودوا إلي موقعهم، فخرج الضابط محمد إمام بسيارة ومعه مجندون حتي رأي زملاءه شهداءً، ولكن بطريقة بشعة، حيث إنهم قتلوا وسُرقت سيارتهم، فبكاهم محمد بكاءً مريراً، وأعطاه قادته في الجيش إجازة طويلة، حيث كانت زوجته في هذه الأثناء علي وشك الولادة، فحضر ميلاد ابنه "سيف"، وبعد أربعة أيام عاد مُجدداً إلي وحدته العسكرية وهو يشعر بقرب موعد استشهاده.. وفي يوم 19 يوليو 2014 وقع حادث الفرافرة، عند كمين لحرس الحدود التابع للكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس" بالوادي الجديد، أثناء تواجد أفراد الكمين بالكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، ما أسفر عن مصرع 3 من المجموعات الإرهابية، التي هاجمت الكمين، واستشهاد 28 ضابطاً ومجندا، وكان من بينهم الضابط محمد إمام.
اسم الشهيد: المجند مصطفي شوقي فهيم
محل الميلاد: قرية المنشاة الصغري - كفر شكر - القليوبية
سنة الميلاد: 1990
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 19 يوليو 2014
موقع الاستشهاد: الفرافرة
وتوضح الصور مدي مرض الأم التي لم تتحمل فقد ابنها المجند مصطفي فهيم، الذي راح ضحية الهجوم الإرهابي علي وحدته العسكرية، وكان من أوائل من سقطوا شهداء في حادث الفرافرة، وكان دائماً محل حب وعطف من قائده الشهيد في نفس العملية الضابط محمد إمام مصطفي، حيث كانا يسافران معاً في إجازاتهما.
الشهيد مصطفي كان في مطبخ الوحدة العسكرية، يجهز الإفطار لزملائه، حيث إن التفجير كان في نهار رمضان فذهبوا إلي ربهم صائمين
تقول منال لطفي: اصطحبني والده إلي شقة ابنه الشهيد العريس وفتح لي علبة الشبكة التي اشتراها لعروسه قبل استشهاده، وكذلك فتح لي كرتونة بها ملابس العرس، كما تابعت بألم وحزن شديد شقة مصطفي التي كان والده قد أوشك علي الانتهاء من تشطيبها للعريس الذي جاء إلي بيته ملفوفاً في كفنه.
اسم الشهيد: المجند السيد أحمد عليوة
محل الميلاد: قرية ميت جابر - مركز بلبيس محافظة الشرقية
تاريخ الميلاد: 1990
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفلة
تاريخ الاستشهاد: 20 ديسمبر 2013
مكان الاستشهاد: قرية المهدية - رفح
قصة المجند الشهيد السيد أحمد عليوة، من الصعب أن ينساها أحد، فهي قصة مؤثرة للغاية، حيث قتل أثناء مشاركته في إحدي العمليات العسكرية، وتم سحله والتمثيل بجثته من جانب جماعات الإرهاب المسلح في سيناء، وهو ما لا يقره الإسلام الذي يحترم الإنسان حياً وميتاً.
منال زارت أسرة المجند الشهيد وهناك عرفت تفاصيل استشهاده، حيث السيد عليوة في مهمة وباغتتهم خلية إرهابية من الخلف فاستشهد المجند تاركاً وراءه زوجة شابة (17 عاماً) وطفلة رضيعة عمرها لم يتجاوز وقتذاك 6 أشهر.
تتابع: حكي لي عم الشهيد عندما زرتهم في قرية ميت جابر التابعة لمركز بلبيس، أن المجند مات برفقة قائده، ولأن الجيش مؤسسة عسكرية عظيمة، كانت الإجراءات واحدة ومتساوية للشهيدين، وقد ثأر لهما الجيش بدك معاقل الإرهاب في قرية المهدية
بينما قال عم الشهيد إنه فتح كفنه ورأي الجثة وقد ظهرت عليها علامات السحل والتمثيل، لكنه فخور بأن ابن شقيقه بطل من أبطال العسكرية المصرية.
الأبطال الثلاثة
نادر ماهر نظمي - أسيوط
هشام صلاح - أسيوط
أحمد شعبان - الدقهلية
تاريخ العملية الإرهابية: رمضان 2015
مكان الحادث: سيناء
هؤلاء الشباب الثلاثة هم جرحي معركة الشيخ زويد الباسلة في رمضان 2015 حيث استهدف الكمين الذين كانوا يتواجدون فيه. تقول منال لطفي: دخلت عليهم مستشفي كوبري القبة العسكري فلم أتمالك نفسي وقمت باحتضانهم، وقلت لهم "شرفتونا ورفعتوا راسنا وحافظتوا علي الأرض والعرض، وسألتهم: "مفكرتوش تهربوا تجنباً للمواجهة مع الإرهابيين المسلحين؟ فردوا في نفس واحد: "إحنا جنود في الجيش المصري ماينفعش نهرب من المعركة".
سألت نادر: أنت مسيحي ماقلتش في نفسك أنا مالي ومالهم دول مسلمين في بعض.. الدواعش والجيش؟ فانتفض قائلاً: أبدا أنا روحي مع روح زملائي، وبعدين مافيش جندي يهرب من المعركة، أنا كنت باحمي أرضي وأهلي، فقلت له: "ربنا يبارك فيك يا ابن مصر".
تواصل منال: سألتهم عن تفاصيل المعركة وكيف بدأت، فقالوا إنهم كانوا متوقعين حدوث شيء لذا كانوا يتدربون يومياً، وفي يوم الحادث وتحديداً في السابعة إلا خمس دقائق تفاجأوا بهجوم الدواعش صارخين فيهم "انزلوا يا جيش الردة يا كفرة"، فقال لهم الجنود "يا إرهابيين يا ولاد الكلب"، وبدأت المعركة، وكان عددهم كبيرا وكانت معهم أسلحة لم نرها من قبل، ومع ذلك حصلنا عليها منهم وتساقطوا بفضل الله ما بين قتلي وجرحي، حتي امتلأ بهم المكان.
وقال المجند أحمد شعبان: بعد إصابتي جاءت قوات الإمداد، وكنت متكئاً علي زميل لي وأحاول التحرك في أرجاء المكان بصعوبة حيث كانت جثث الإرهابيين منتشرة في المكان و"كنت مستحرم أعدي علي جثثهم"، والجنود حملوا 65 من جثث الدواعش علي المدرعات وأصرينا علي اصطحابها معنا إلي القاهرة وسلمناها في مستشفي كوبري القبة العسكري، لتكون هدية لشعب مصر وحتي يعرف الشعب أن رجال الجيش قادرين علي حماية البلد.
اسم الشهيد: نقيب طيار أحمد أبوالعطا
محل الميلاد: بورفؤاد محافظة بورسعيد
سنة الميلاد: 1979
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفل
تاريخ الاستشهاد: 25 يناير 2014
مكان الاستشهاد: سماء العريش
وتعتبر قصة استشهاد الضابط الطيار أحمد أبوالعطا (شهيد الدفعة 76 جوية)، من القصص المؤثرة التي سيخلدها التاريخ، فقد استشهد مع زملائه في عملية إرهابية أسقطت طائرة عسكرية كانوا علي متنها في سماء مدينة العريش بسيناء، أثناء اشتباكهم مع إرهابيين.
منال لطفي قامت بعد الحادث مباشرة بزيارة زوجته في بورسعيد ووالديه في مدينة بورفؤاد، وقد حكي أهله كيف أنه ورفاقه علي الطائرة حين علموا أنه لا مفر من الموت نطقوا الشهادة، وحرصوا علي تجنب سقوط الطائرة فوق أحياء سكنية وهو ما فعله أبوالعطا بمهارته كقائد طائرة عسكرية.
تتابع: حكي لي والد الشهيد أنه لو عاد به الزمن مرة أخري سيقدم ابنه فداء للوطن، ورد علي أصحاب القلوب السوداء بالتسجيل الشهير الذي ملأ فضاء الإنترنت، حيث كان الشهيد ورفاقه يرددون الشهادة بقوة.
وظل والد الشهيد يحكي عن عشق ابنه للعسكرية وللجيش ولطائرته الحربية، ولزملائه، وقال إنه شفي قلبه عندما ثأر الجيش لابنه الشهيد، وعندما احتضنه الرئيس السيسي، الذي قال له «إنت اللي تعزيني في إبني.. ده إبني أنا وإبن مصر وإبن الجيش».. أما عمة الشهيد فحكت كيف أنه كان يكفل ابنتها اليتيمة في سرية متناهية، وأنه كان إنساناً كبير القلب معطاءً
اسم الشهيد: إسلام عبدالمنعم المسلمي
محل الميلاد: الزقازيق محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1992
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: رمضان 2015
مكان الاستشهاد: الشيخ زويد - سيناء
إسلام المسلمي (حاصل علي ليسانس الحقوق) هو أحد شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف عدداً من كمائن الجيش في الشيخ زويد، خلال شهر رمضان 2015، حيث تم استهداف كتيبته بقذيفة آر بي جي، وتقول منال لطفي: عندما ذهبت لزيارة والدته في الزقازيق وجدتها قد انتهت للتو من إعداد مائدة إفطار كبيرة، حيث عزمت عليها أصدقاء ومحبي الشهيد إسلام، وكانت تطعمهم بيدها كما كان يفعل ابنها.
وحكت الأم سامية إمام (معلمة لغة عربية) كيف كان ابنها الشهيد يقول لها "سأجعلك سيدة النساء وهاخلي راسك مرفوعة وتكوني أحسن ست في الدنيا"، ولم تكن الأم تفهم المقصد من وراء هذا الكلام إلا عندما استشهد.
تتابع منال: حرصت الأم علي أن تجعلني أري غرف وملابس ابنها الشهيد الذي كان يحيا حياة رغدة كونه ابناً لأسرة ميسورة الحال، رداً منها علي ادعاء المغرضين بأن الجيش المصري يضحي بأبناء الفقراء والبسطاء، وقالت الأم: "والله ابني فداء مصر لكن نار الفراق هي اللي تعباني"، مضيفة: "أنا فخورة بابني الشهيد اللي رفع راسي حياً وميتاً".
اسم الشهيد: كيرلس فاضل حليم
محل الميلاد: الزقازيق محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1991
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 24 أكتوبر 2014
مكان الاستشهاد: كرم القواديس - سيناء
تلك قصة بطولة أخري ترويها منال لطفي عن الفتي الوسيم شهيد الواجب الوطني كيرلس فاضل، الذي كان يعشق وحدته العسكرية ومات دافعاً عن تراب الوطن صائماً مع زملائه في شهر رمضان، وكان يتولي إعداد الإفطار لهم كما قال والد أحد الشهداء من زملائه.
تقول منال: كيرلس قبل أن توافيه المنية بأيام ذهب إلي كنيسة في الإسماعيلية زائراً ومصلياً، فجاء راعي الكنيسة إلي الشرقية ليؤدي العزاء فيه ويحكي عن صلوات كيرلس.
تواصل: والدة كيرلس أكدت لي أنه حادثها تليفونياً قبل الحادث بيوم واحد، وهو ما يؤكد أنه مات شهيداً في كتيبته حيث تقول "كان بعض المغرضين يدّعون كذباً أن كيرلس استشهد في ليبيا"، مشددة علي أنها غير نادمة علي ذهاب ابنها ليؤدي مهمته العسكرية
اسم البطل المصاب: أحمد محمد الشحات
محل الميلاد: مدينة أبوكبير - محافظة الشرقية
تاريخ العملية الإرهابية: رمضان 2015
مكان الحادث: سيناء
أصيب أحمد محمد الشحات خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف عدة أكمنة للجيش في سيناء خلال شهر رمضان الماضي، وكان بطلا من أبطال معركة شرسة، وتعامل حتي آخر لحظة ببطولة وثبات، وقد استشهد معظم زملائه وقائده البطل محمد درير ابن محافظة أسيوط.
تقول منال لطفي: حكي لي أحمد محمد الشحات الذي كان في حالة نفسية صعبة جدا
ورفض البقاء في المستشفيات العسكرية، وعندما سألته لماذا لم تبق في المستشفي حتي انتهاء فترة علاجك، قال لي "كنت عاوز أشوف أهلي وأمي اللي ماكانتش تعرف إني في سيناء، وكانت معتقدة إني في الإسماعيلية".
تواصل: محمد بكي قائده درير بقوة وقال عنه إنه كان بطلا من طراز فريد، شجاعاً يعشق الجيش ويحب جنوده ويسألهم عن أحوالهم يومياً، وأصيب دردير بالرصاص في ظهره ورغم ذلك رفض ترك موقعه وظل يقاتل لآخر لحظة في حياته، وأنا كنت أعمِّر له السلاح وأعطيه له وأنا في مكاني وماسك السلاح وحاولت أجري أنقذه قال لي لا تترك مكانك يا محمد.. الجندي لا يترك مكانه مهما حدث.
وبعد وصول الإمدادات وانتهاء المعركة بنصر من الله جريت علي القائد البطل محمد درير الذي ظل يردد الشهادة ويده علي سلاحه حتي لاقي ربه شهيداً مبتسما راضيا مرضياً بعد أن تهدم علينا المعسكر ولم ينل الإرهابيون منا بل إنهم هزموا شر هزيمة.
اسم الشهيد: المجند عبدالرحمن حسيني أبوالفتوح
محل الميلاد: قرية المانستلي - أبو كبير - محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1991
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 20 نوفمبر 2013
مكان الاستشهاد: منطقة الشلاقة شمال سيناء
تقول منال لطفي: هذه واحدة من القصص المؤثرة للغاية، فالشهيد عبدالرحمن سافر إلي موقع خدمته بعد يومين فقط من حفل خطوبته، وحكي لي شقيقه الأكبر كيف أن البطل الشهيد قبل استشهاده ظل يتحدث في الهاتف معه متسائلا بلهفة عن صور الخطوبة، وظل في وحدته العسكرية في سيناء حتي جاء موعد إجازته، وبينما كان مشتاقاً للقاء أهله وخطيبته، كان في حافلة ترافقها مدرعة عسكرية لحماية الجنود، إلا أن سيارة مفخخة اعترضت الحافلة وانفجرت، فاستشهد عبدالرحمن مع 10 جنود من رفاقه وأصيب 37 آخرون، وذلك علي طريق العريش بشمال سيناء، ولقي عبدالرحمن ربه فداء للوطن.
شقيقه الأكبر قال إن عبدالرحمن أقسم عليه في المحادثة الهاتفية الأخيرة بينهما، بألا يري أحد صور خطوبته قبل أن يراها هو، وأضاف: أم عبدالرحمن قامت بتربيتهما بعد وفاة الأب وهما صغيران، حيث كانت تعمل خبازة في القرية لتربي أبناءها رجالا وتقدمهم فداء للوطن.
تتابع منال: حين دخلت علي أم عبدالرحمن لأقدم لها واجب العزاء، أحتضنتني بشدة قائلة «إوعي تكوني من قناة الجزيزة»،، فاقسمت لها إنني لا علاقة لي بهذه القناة، وهنا بدأت تتحدث معي فقالت: عبدالرحمن إبني العريس مات فداء لمصر، وأنا ماليش أي طلب غير إني أشوف السيسي وأحضنه وأقول له إنت ابني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.