الحرب علي الإرهاب لا تعرف سياسة مسك العصا من المنتصف المجتمع بحاجة لمثقف حر يكون انتماؤه لله والوطن الإخوان دعاة الهدم.. يشككون في الانجازات ويشوهون صورة الرموز الوطنية رفع بدل خطبة الجمعة من 40 إلي 75 جنيهاً لخطيب المكافأة خريج الجامعة واعظات الأوقاف قهرن فكر المتطرفات الجهاد ليس حقاً للأفراد ويكون وفق ما ينظمه دستور كل دولة أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الوزارة تخوض حربًا شرسة ضد الفكر المتطرف وخاصة بعد ثورة 30 يونيو والتي زادت بعدها معدلات العنف والإرهاب، وأوضح أن المواجهة تتم بإجراءات متعددة بدأت بتحرير المساجد من الجماعات المتطرفة التي كانت تستولي عليها بالقاهرة والإسكندرية وجميع المحافظات، وأشار إلي أن هذه الخطوة يتبعها حاليا إعداد إمام بمشروع عالم، يستطيع تصحيح المفاهيم المغلوطة، ويقدم وسطية الدين الحنيف بأبسط صوره، وهو ما تقوم به الوزارة حاليا، ويتمثل في دقة الانتقاء لمن يتقدم لوظيفة إمام. وأشار جمعة إلي أنه حتي تكتمل منظومة المواجهة مع الفكر المتطرف يجب رفع الحد الأدني للقبول بالكليات الأزهرية التي يتخرج منها الأئمة والدعاة، حتي يتم اختيار النابهين لمهمة الدعوة، وأكد أنه من أجل تحقيق هذه الغاية فلن تتراجع الوزارة عن اختبارات التوظيف. وأشاد »جمعة» بتوقيت إنشاء المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا علي أنه سيكون له دور فاعل، خاصة وأن أعضاءه منتقون بعناية لهذه المهمة، وهم يحاربون الفكر المتطرف - بالفعل - من مواقع مسئولياتهم المختلفة. وطالب جمعة المثقفين ورجال الدين بالوقوف صفًا واحدًا في خندق مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أن دورهما متكامل لإنجاح هذه المهمة، خاصة وأنها لا تقتصر علي فئة بعينها وشدد علي أنها مسئولية مجتمعية، تتطلب تضافر كافة جهود المؤسسات والأفراد. وكشف عن خطط الوزارة في تحفيز الأئمة ماديا ووظيفيًا حتي يتمكنون من القيام بدورهم علي أكمل وجه، وما هو المطلوب لمواجهة الفكر الإرهابي واقتلاعه من جذوره في هذا الحوار.. • تخوض وزارة الأوقاف حربًا شرسة مع الفكر المتطرف الذي تسبب في زيادة العمليات الإرهابية والعنف بعد ثورة 30 يونيو فكيف كانت تفاصيل هذه المواجهة؟ - حاصرنا الفكر المتطرف، ونعمل علي تجفيف منابعه، باتخاذ عدة قرارات منها: منع تسلل غير المتخصصين من صعود المنابر وقصر الخطبة علي المؤهلين علميا، بمعرفة وزارة الأوقاف. وكذلك سيطرنا علي مساجد بعينها، كانت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة، موجودة في قلب القاهرة والإسكندرية، ومنها: مسجد أسد الفرات، بحلمية الزيتون والقائد إبراهيم، بالإسكندرية، والتوحيد برمسيس، وغيرها. هل اقتصرت المواجهة بالسيطرة علي المساجد الكبري في القاهرة والإسكندرية؟ - لا يوجد مسجد واحد علي مستوي الجمهورية خارج سيطرة الوزارة، حتي شملت مسئوليتنا »الكتاتيب» ورغم ذلك أعتبر أن هذه المرحلة هي الخطوة الأسهل ويتبعها مرحلة أكثر أهمية. وهل كان لبعض أجهزة الدولة دور في إحكام السيطرة علي المساجد ؟ - بالطبع.. ولولا مساعدتها، لكان الأمر في غاية الصعوبة، خاصة أن بعض الجماعات المتطرفة كانت تعتبر هذه المساجد حصة رسمية لها. ومن أهم الأدوات التي سهلت سيطرة الوزارة علي هذه المساجد صدور حكم القضاء الإداري، والذي حدد بأن وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة المسئولة عن المساجد، أيا كان وضعها، سواء مضمومة أو غير مضمومة لها. ذكرت أن الوزارة سيطرت علي الكتاتيب فما هي كيفية هذه السيطرة؟ تم وضع خطة لتقنين أوضاعها بالاتفاق مع وزارة التضامن بحيث يقوم عليها من تتوفر فيه شروط الحفظ والكفاءة وعدم الانتماء لأية جماعة وتم اعتماد 2000 كتاب، وبدأنا نفعل المسجد الجامع والذي يتم فيه تحفيظ القرآن الكريم وإلقاء الدروس الدينية كما سيطرنا علي مصليات السيدات، ودربنا عددا من الأئمة علي كيفية التعامل الأمثل مع الشباب في مراحلهم العمرية المختلفة. يُعوّل المجتمع كثيرا علي دور المرأة في المجال الدعوي خاصة بعد استخدام الجماعات الإرهابية لها كرأس حربة في غسيل العقول بمصليات النساء بالمساجد وبث سموم الفكر المتطرف فكيف واجهت الوزارة ذلك ؟ - التفتت الوزارة مبكرا لهذا الأمر، إيمانا منها بدور المرأة-التاريخي- الأكثر تأثيرا في المجال الدعوي، وخاصة فقه النساء، وبالفعل لدينا كوادر نسائية مدربة بشكل جيد منهن واعظات يقمن بدورهن علي أكمل وجه، وحققن نتائج رائعة ونعمل علي تدريبهن بشكل جيد ومستمر، لمواكبة مستجدات القضايا التي في تخصصهن حتي نغلق الباب علي المنتميات للجماعات المتطرفة، ونمنع نشر أفكارهن المدمرة. ما ذكرت من خطوات اتخذتها الوزارة في تأهيل الأئمة والواعظات وإحكام السيطرة علي المساجد والكتاتيب تمثل شوطًا كبيرا في تجفيف منابع الفكر المتطرف فهل هناك مزيد من الإجراءات ؟ - بالطبع.. وما وصلنا إليه ليس نهاية المطاف، ونتمني خطوات أكبر، وأعتبر الفترة الماضية كانت مرحلة تطهير للوزارة من العناصر المنتمية لأي فكر، والمرحلة التي تليها، للبناء والتطوير، خاصة في ظل انتشار الفكر الإرهابي، الذي تختلف مصادره والتي يجب أن ننوع أساليب مواجهته. لماذا لا تتدخل وزارة الأوقاف في منع ظهور غير المتخصصين من الأئمة علي الفضائيات ومحاسبة المتجاوزين منهم خاصة وأنه قد يكون في فتواهم ما يستخدمه دعاة الفتنة والفكر المتطرف؟ - ما نملكه حاليا التعاون مع التليفزيون الرسمي للدولة، ويتم ذلك بالفعل، وعندما ترد لنا أية ملاحظة يتم وقف المتجاوز فورًا، ونسعي في المستقبل للتنسيق مع اللجنة الوطنية للإعلام، واللجنة الوطنية للصحافة، وعلي رأسهما المجلس الأعلي للإعلام، وأري أنهم يسيرون بخطوات سريعة وجيدة، ويجب ألا نتعجل وهناك جهد كبير مبذول من الجهات الثلاث، ومع صدور قانون ضبط الفتوي سينضبط هذا الأمر تمامًا هل توقيت إنشاء المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب مع حرب الوزارة علي الفكر المتطرف يمكن أن يعجل بالقضاء عليه؟ - بالطبع.. ولدي يقين بالدور الفاعل لهذا المجلس في القضاء علي الفكر المتطرف، لعدة أسباب منها: أن المجلس برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، وهو المعروف بالجد والحسم والرؤية الثاقبة في تناول القضايا الوطنية، وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب، وأيضًا بوجود المجلس تحت رئاسته سيدرك جميع الأعضاء مدي أهمية هذا العمل، بالإضافة إلي أن تشكيل المجلس بما يضم من شخصيات، يؤكد أنه سيحقق نتائج إيجابية كبيرة، في مواجهة الفكر الإرهابي، خاصة وأن كل أعضاء المجلس يعملون في مواجهة الإرهاب من مواقع مسئولياتهم المختلفة، ولم يتم اختيار أحد إلا لجهوده وخبرته الكبيرة في هذه المجال. وعند تكامل الرؤي بين الأعضاء، فان ذلك سيكون أكثر فاعلية في مواجهة الفكر الذي لا يعرف غير الهدم، وإسقاط الدولة..وأؤكد أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر علي هذا المجلس فقط بل الأمر مسئولية مجتمعية نتشارك فيها جميعا. ويعتبر المجلس رأس الحربة في هذه المواجهة وهي قضية عامة، تحتاج لكل الجهود وخاصة الوعي الإعلامي. وما الخطوة التي تراها لا تقل أهمية عما سبق في مواجهة الفكر المتطرف؟ - إعداد الكوادر المؤهلة، للقيام بمهمة تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، ويتم ذلك بالثقافة والبناء العلمي، بشكل تراكمي ولكن أؤكد أن هذا الأمر لا يتم بين يوم وليلة، لأن قضايا الثقافة تراكمية وتبني بجهد شاق، والوزارة تداركت الأمر وحسمته مع من يتم تعيينه حديثا، وكل من التحق بالعمل في وظيفة إمام خلال الثلاث سنوات الماضية ومنذ بدء ولايتي للوزارة، راعينا في اختياره أن يكون إمامًا بمشروع عالم، لأننا نختاره بدقة متناهية، بما يؤهله أن يكون كذلك. من المؤكد أن العقول المستنيرة أحد أهم مفردات القوي الناعمة في محاربة الإرهاب والتطرف فما هي جهود إعدادها بالوزارة ؟ - يعتبر تأهيل العامل البشري أهم مفردات العملية الدعوية في المواجهة المصيرية ضد الفكر الظلامي ولذلك فالتدريب مستمر بالوزارة طوال العام ونقوم بعمل معسكرات تدريبية بعدة محافظات وهذا العام بدأنها بمعسكر بمسجد أبو بكر الصديق، وافتتحنا معسكرا برأس البر بدمياط، وبعد عيد الأضحي سنفتتح معسكرا بمحافظة الأقصر، وأسوان، وهذه المعسكرات قابلة للتفعيل في أكثر من محافظة مستقبلا.. لرفع المستوي المهني والعلمي، بالإضافة إلي خلق حالة من تبادل الرؤي بين الأئمة من مختلف المحافظات، والتعرف علي حضارة مصر وتاريخها العظيم، حيث تعتبر رحلات تثقيفية للتعريف بجغرافيا الوطن، بجانب دورها الكبير في صقل مهارات الأئمة. للأئمة والخطباء مشاكل كثيرة يجب حلها حتي يكون الداعية مستعدا لمواجهة التطرف بذهن صاف ومنها العائد المتدني لخطباء المكافأة، وكذلك إلزامهم بشرط النجاح في اختبارات التعيين فكيف ترد علي ذلك خاصة وأنهم جزء مهم من الكتيبة الدعوية لمواجهة الفكر المتطرف؟ - تم رفع بدل خطبة الجمعة الواحدة لخطيب المكافأة خريج الجامعة من 40 إلي 75 جنيهًا، وتصل إلي 100 حال اجتيازه اختبار التميز الذي تجريه الوزارة، أما الشروط الموضوعة لتعين الخريج كإمام بوزارة الأوقاف لن نحيد عنها، ويجب أن نفرق بين طبيعة عمل الإمام المعين، ومهمة خطيب المكافأة، حيث تتطلب الأولي كثيرا من المهارات، لتأدية العمل الدعوي وأهمها : حفظ القرآن الكريم والإلمام بعلوم التفسير والحديث والفقه بالإضافة إلي ثقافته الدينية التي تتواكب مع مستجدات القضايا، وهي مهمة ثقيلة تتطلب هذه المهارات فكانت اختبارات الوزارة تشمل هذه العلوم. أما خطيب المكافأة فليس مطلوبا منه أن يكون مفتيا أو مفسرا بل نكتفي بأن يكون حافظا للقرآن الكريم، ولديه مهارة إلقاء الخطبة، وأن يكون لديه قدر من الثقافة الإسلامية، والوزارة راعت خطباء المكافأة في مسابقات التوظيف حيث جعلت الأولوية لهم في التعيين لمن يجتاز الاختبارات المقررة.. وأري أن هذه الوظيفة تتطلب شروطا تخصها ولا يجب التنازل عنها، وهي لا تقل أهمية عن تدقيق اختيار المقبولين للعمل بالقضاء، أو النيابة العامة، أو الشرطة أو الكليات العسكرية. هل تعتقد أن تدني درجات القبول بالكليات الشرعية -التي تخرج الأئمة- كان سببًا في ضعف مستواهم العلمي ؟ - طالبنا برفع الحد الأدني للقبول بالكليات الشرعية التي تخرج الأئمة والدعاة، ويجب أن يمر المتقدم للالتحاق بها لعدة اختبارات حتي نفرز أفضل العناصر لهذه الوظيفة الحساسة. ذكرتم أن اختيار الأئمة الجدد يتم بعناية لمواجهة أي فكر متطرف فماذا عن إعداد الدعاة القدامي لهذه المهمة ؟ - خصصنا حافز تميز، لجميع الأئمة ويكون لمن لديه القدرة علي تطوير ذاته علميًا، ويتم عمل امتحانات لحصول الإمام علي درجة »متميز»، ويكون الاختبار في علوم مختلفة ومنها : الفقه والتفسير والقرآن والقضايا المعاصرة، وحال نجاح الإمام فيه يحصل علي كرنيه إمام متميز، ونحن بصدد تحويل هذه التعليمات لقرار وزاري ينشر في الوقائع المصرية قريبا. وما هي وسائل التحفيز التي أعدتها الوزارة للإمام المتميز؟ - سيكون مؤهلا للسفر للخارج، سواء كموفد دائم، أو مؤقت لعدة سنوات، ولن يكون السفر للخارج إلا من بينهم.. وكذلك الترقية لن تكون إلا من بين الأئمة المتميزين، وستُقْصِر الوزارة العمل بالمساجد الكبري عليهم، وسيكون لهم الأولوية في المشاركة بالقوافل الدعوية، بالإضافة إلي حصول الناجح في الاختبار علي مكافأة تشجيعية 1000 جنيه تعطي لمرة واحدة. بعض مؤسسات الدولة تقف موقف المتفرج مما يحدث في معركة مكافحة الإرهاب ما تعليقك علي هذا الأمر؟ - بالفعل قد يكون هناك مؤسسات فكرية، أو تربوية، أو إعلامية، تفعل ذلك، ولكني أعلم أن الجميع يحاول أن يكون له دور، ولكن يبقي الأمر متوقفا علي مدي الجهد المبذول من هذه المؤسسات، خاصة وأن الوقت الراهن لا يحتمل الا بذل مزيد من الجهد، مع تلاحم شعبي لتدعيم قوة المواجهة في هذه الحرب التي لا تقبل سياسة مسك العصا من المنتصف. من المفترض أن يكون دور المثقف ورجل الدين متكاملًا لموجهة التطرف ولكن أحيانًا تظهر حالة من الجدل توسع هوة الخلاف بينهما فكيف نصل لحالة توافق وتكامل للرؤي تعزز دورهما في الحرب علي الإرهاب؟ - الخطورة تكمن في المثقف المنتمي أيدلوجيا لفكر جماعة معينة لأنه يتبني أيدلوجية الجماعة المنتمي إليها، ولذلك نجد أن جماعة الإخوان الإرهابية ولاءهم للجماعة فوق الدين والوطن، بل يرون أن الجماعة هي الدين. أما المثقف أو العالم الحر فيكون انتماؤه لله ولدينه ولوطنه ولذلك فهو يحتفظ باستقلاليته الفكرية، ويمكن أن يسلم بالحق ويقبل الاختلاف، عكس العالم »المؤدلج» الذي تحكمه أفكار الجماعة التي ينتمي اليها ويدافع عنها. وعلي رجل الدين والمثقف الحر أن يبحثا عن نقطة البدء، للعمل فيها كوطنيين بمساحات اتفاق، تبدد الخلافات، وعلي كل منا أن يتعرف علي ما عند الآخر وأن نرفع الأحكام المسبقة من كل طرف عن الآخر، ويكون ذلك بالتقارب والحوار، حتي نتغلب علي ما نعانيه من ضيق الأفق الثقافي في الوطن العربي. توظف الجماعات الإرهابية فكر الجهاد بحجة الدفاع عن الدين فكيف نوضح ذلك للشباب ؟ - الجهاد ليس حقا للأفراد، حتي لا تحدث الفوضي، وإنما يكون وفق ما ينظمه قانون كل دولة ودستورها والقاعدة هي السلم.. والحرب استثناء. كيف استغلت الجماعة الإرهابية خصوصيتها التنظيمية في التأثير علي عقول المنتمين إليها وإقناعهم بإقصاء الآخر؟ - جماعة الإخوان عقدت مؤتمرا بعد تأسيسها مباشرة أسموه مؤتمر »الألف واللام» وبعد ثلاثة أيام خرجوا بتساؤل: هل الإخوان وصف للمجموعة المنتمية إليها؟ أم تشمل جنس المسلمين عمومًا؟ وبعد ثلاثة أيام اعتبروا أن » ال» للعهد بمعني أنهم وحدهم مسلمين! ولذلك تميزت الجماعة بنظرة إقصاء، لم يعرف التاريخ مثلها، واعتبروا من ليس منهم ضدهم ولذلك يتداخلون فيما بينهم بروابط أسرية، لا يستطيعون الفرار منها، حتي من ذهب منهم الي داعش، مازال بفكرهم، وهذه الجماعات عندما يدخلها أحد لا يستطيع الخروج، ولا من أسر أيدلوجيتهم المدمرة. كيف يوظفون ما تدارسوه من القرآن والعلوم الشرعية في خدمة الجماعة ونشر أفكارها ؟ - هذه الجماعات تتسلل بخداع فكري، باستغلال الدين، ثم تعمل علي تجنيد الشاب في مرحلة مبكرة، وترتبط معه بشبكة مصالح -بتزويجه مثلا- وتكوين شبكة علاقات اجتماعية توطد روابطه بها، وهو ما يجعل المثقف المنتمي لهم يتولي خطا نقضيًا اي يعمل علي هدم الآخرين، كما يحدث من الجماعة الإرهابية، حاليا بتشكيكها في كل الانجازات وتشوية صورة الرموز الوطنية، بوسائل متعددة أهمها الكتائب الإليكترونية. وكيف تري محاولات الجماعات المتطرفة وعلي رأسها الإخوان الإرهابية لإسقاط الدولة؟ - هي نوع جديد من التكتيك في معاركهم، التي حولتها من حرب مصالح، إلي حرب جماعات لإفشال دول، والسعي في إسقاطها، ولذلك يجب أن تكون إستراتيجية المواجهة هي الإيمان بأننا في حرب وجود، وإما أن نكون أو لا نكون، وليس أمامنا خيار آخر، وهو ما يحتم تكاتف الجهود من كافة مؤسسات الدولة، ولا وقت لإمساك العصا من المنتصف، لأن الأمر يحتاج للحسم في مثل هذه القضايا المصيرية. وكيف توظف الجماعات المتطرفة الأحكام الشرعية والنصوص الدينية في إسقاط الدولة؟ - بأكثر من طريقة، منها: أخذ أحكام الحرب الدفاعية وإسقاطها علي غير ما كانت له، أو أنها تعمل علي حصر قضية الحكم في الخلافة، رغم أن الإسلام لم يحدد طريقة حكم معينة، ولكنه وضع أُطرًا عامة، وأكد أن كل حكم يحقق العدل ويحارب الفساد ويكفل حرية المعتقد، ويعمل علي قضاء مصالح الناس، فهو حكم رشيد وأؤكد أن أهم مقومات الحكم هو العدل وأن الله ينصر الدولة العادلة حتي ولو كانت كافرة.