لم تصبني الدهشة، وأنا أقرأ تفاصيل الكشف عن قضية اختراق »تي.إي.داتا» وتسريب المكالمات وهروب المسئول بعد اكتشاف تقاضيه رشوة وصلت إلي 60 مليون جنيه، وأصبحت أتلقي تلك القضايا بحسرة علي الأخلاق، فقد كنت سابقاً أصاب في كل مرة بالصدمة والدهشة مما يحدث، ولكن الآن وبعد الكشف عن العديد من تلك القضايا أصبحت العملية مصيبة أكثر منها قضية رشوة، فدائماً كنا في مصر نتميز بصحوة الضمير، ولم تغب أبداً عن الغالبية العظمي من أهل مصر، ولكن بعد حكم الإخوان الذين باعوا ضمائرهم وبلدهم، أصبحت تلك القضايا كثيرة، لأن إغراء المال أصبح هو المهم، وأصبح الفساد في كثير من المصالح والشركات والهيئات، ولم يتوقف كثيراً رغم المجهود الجبار الذي تبذله هيئة الرقابة الإدارية في كشف الفساد والفاسدين، والرشاوي سواء كانت كبيرة أو صغيرة، لأن المصيبة التي يتحدث عنها البعض بان الرشوة بسيطة أو قليلة ولابد من التغاضي عنها أصبحت سمة لبعض الناس، والكل يتحدث عن أن هناك كبارا إلي الآن لم يصلوا إليهم، ولكن يجب أن يتم القبض علي الفاسدين والمرتشين سواء كانت القضية كبيرة أو صغيرة، والرشوة كبيرة أو صغيرة لأن هؤلاء المرتشين والفاسدين قد نسوا الله ونسوا أن أموال الدنيا كلها لن تفعل لهم شيئاً يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون.. يوم نقف جميعاً لنحاسب علي ما فعلنا. وإذا كان دور الرقابة الإدارية هو الكشف عن الفساد والفاسدين إلا أنها قد طورت من دورها بمجموعة كبيرة من الإعلانات لتوعية المواطنين ضد الفساد فجاءت حملة »ابدأ بنفسك» التي لاقت نجاحاً كبيراً، وكشفت الوجه الآخر للفساد وتحاول أن تعيد الضمير لكثير من المواطنين الذين فقدوا ضمائرهم أو غاب عنهم.. وفعلاً الموضوع ضمير كما تقول الإعلانات، ويجب أن نتحدي جميعاً الصعاب ويبدأ كل إنسان بنفسه حتي لا نري بعد ذلك راشيا أو مرتشياً أو خائنا لوطنه. وأخيراً.. نعم لابد أن نتغير جميعاً ونعود لما كنا عليه من قبل، ويصحو الضمير لتعيش البلد في أمن وأمان.