سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسائل الإعلام العالمية: مصر هي الهدف الأول من التفجيرات وليس أقباطها خبراء دوليون : الأمن المصري من أقوي الأجهزة الأمنية .. وفكر القاعدة يهدف لإختراق الدول وزعزعة استقرارها
أعداد هائل من قوات الأمن هرعت لموقع تفجير كنيسة القديسين لم يكن حادث تفجيرات كنيسة "القديسين" بالاسكندرية مثار اهتمام الاعلام العربي فحسب ولكنه كان في بؤرة اهتمام الاعلام الغربي أيضاً الذي حرص علي إبراز الحادث و التعليق عليه . أعنف هجوم أبرزت صحيفة " الفاينانشيال تايمز" البريطانية الحادث ووصفته بأنه الهجوم الأعنف الذي يطول مدينة الاسكندرية منذ عقود مؤكدة في نفس الوقت علي التاريخ العريق لمدينة الاسكندرية التي طالما إحتضنت مختلف الاديان و الأجناس علي مر العصور وان ابناءها من المسيحيين والمسلمين يعيشون في وحدة وإلتئام منذ قرون ولا يوجد اي عداوات أو ضغينة بين المسلمين والمسيحيين . وقالت الصحيفة علي لسان عدد من خبراء الامن الدوليين أن الامن المصري يعمل منذ سنوات علي إحباط اي محاولات لتنظيم القاعدة في مصر وهو ناجح حتي الآن في هذه المهمة. ففي الوقت الذي كان تنظيم القاعدة يعبث في كثير من البلدان العربية والغربية ويقوم بعدة عمليات تفجيرية، لم يستطع التنظيم القيام بمثل هذه الاعمال في مصر لقوة الامن المصري التي استطاعت في التسعينات التخلص من آفة الارهاب.. فبالرغم من الامكانات الهائلة التي تقوم بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومعظم الدول الغربية الكبري للحد من وقوع أي هجمات، لا تزال القاعدة تقوم بعمليات خطيرة يموت بسببها العديد من الابرياء. صحيفة "نيويورك تايمز " الامريكية كان لها نفس الرأي واكدت أن هجوم الاسكندرية هو الاسوأ ضد المسيحيين في ذاكرة مصر الحديثة . وتطرقت الصحيفة الي حالة الشحن المعنوي للمسيحيين، حيث انه عقب التفجير الانتحاري، قام المسيحيون بالاعتداء علي احد المساجد حتي قبل ان تشير التحقيقات الي منفذ العملية. وأشارت الصحيفة إلي انه علي الحكومة المصرية أن تعمل علي إزالة هذا الشحن المعنوي بين المسيحيين والمسلمين، وإلا ستشهد مصر فترات من التوتر الطائفي وستدخل في دوامة عنف ليس لها آخر وستؤدي في النهاية لإزهاق كثير من الارواح من الجانبين. مخطط عالمي من جانبها أكدت صحيفة "جاكرتا بوست" الاندونيسية علي ان تفجيرات الاسكندرية جزء من مخطط عالمي يهدف لترويع وتخويف المسيحيين في البلاد ذات الغالبية المسلمة وهو أمر متكرر شاهدناه يحدث من قبل في العراق ونيجيريا والآن في مصر. وحذرت الصحيفة من أنه طبقاً لآراء الكثير من الخبراء الدوليين فإن الهدف الأكبر من وراء هذه التفجيرات هو زعزعة الأمن الدولي والعالمي بشكل عام وفتح الباب علي مصراعيه أمام الحروب الأهلية. نفس التعليق نشرته صحيفة "التليجراف" البريطانية التي اعتبرت الحادث إنه كان علي مستوي عال من التخطيط سواء من حيث التوقيت أو اختيار المكان أو التنفيذ أو مكونات العبوة التي صممت. ورأت الصحيفة أن هذه العوامل هي التي حدت بالمحللين و الخبراء بنسب الحادث الي تنظيم القاعدة الذي ينتهج نفس الأسلوب في التفجيرات التي يقوم بها. أما صحيفة واشنطن تايمز، فقد اشارت الي أن التفجيرات تمثل تهديدا امنيا جديداً وخطيرا في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أنه طالما عملت ونجحت الاجهزة الأمنية المصرية علي منع وجود أي عمليات أو محاولات لتنظيم القاعدة في البلاد، ولكن في حال إن ثبت تورط تنظيم القاعدة في هذا الهجوم فإن ذلك يثير احتمالات تهديد أمني جديد وخطير داخل البلاد. وأنه علي الحكومة المصرية والاجهزة الأمنية ان تعيد ترتيب أوراقها من جديد للوقوف علي أهم الثغرات التي يمكن ان يدخل منها تنظيم القاعدة للنيل من أمن مصر. إدانة دولية أما صحيفة "الاندبندنت " البريطانية فأدانت الهجوم بشدة مشيرة الي أن استهداف المصلين من خلال تفجير كنيسة. ونبهت الصحيفة الي ان التفجيرات رغم خطورتها وكونها الأكثر دموية إلا إنها لا تعد إختراقاً لأمن مصر لأن الهجمات التي تهدف الي زعزعة أمن المسيحيين داخل مصر وإشعال نار الفتنة الطائفية لم يتجاوز عددها أربع هجمات خلال 14 عاماً. ودعت صحيفة "الجارديان "البريطانية المسيحيين في مصر الي ضبط النفس وألا ينزلقوا الي ما ترمي اليه الجماعات الارهابية وهو " التفرقة بين المسلمين والمسيحيين "، وقالت ان محاولات الاعتداء علي شيخ الازهر والمفتي ليست من شيم واخلاق المسيحيين. وقد حذرت الصحيفة من أن الانزلاق الي ما أسمته " حرب اهلية " في مصر، وأنه علي الحكومة المصرية ان تنظر الي أبعد من كونه انفجاراً يستهدف الوحدة الوطنية، بل ان الحكومة المصرية يجب ان تخمد مبكرا أي فتنة قد تهدد أكبر دولة عربية. وقالت الصحيفة إذا كان النسيج الوطني المصري متيناً بما فيه الكفاية فلن يستطيع أي دخيل إشعال الفتنة داخل المجتمع المصري. عمل همجي أما صحيفة " لوفيجارو " الفرنسية، فقد نددت بتفجيرات كنيسة القديسين ووصفتها "بالوحشية "، خاصة وأنها تأتي مع ذروة احتفالات المسيحيين. وأبرزت في صفحاتها الرسالة التي ارسلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للرئيس حسني مبارك يندد فيها بهذا العمل الارهابي ووصفه بالعمل " الهمجي والبربري ". وقالت الصحيفة ان القيادة المصرية تحترم حرية الاديان، وان الشعب المصري نسيج واحد، فالمسيحيون يعيشون جنبا الي جنبا في ظل احترام متبادل بين الاديان ولا يوجد أي تمييز بين المسيحيين والمسلمين. وأشارت الصحيفة الي ان هناك أصابع خارجية ترغب في العبث بأمن مصر من خلال التفرقة بين المسيحيين والمسلمين، وانه علي الشعب المصري ألا يصدق هذه اللعبة " القذرة " التي تحاول النيل من وحدته. ويؤكد الخبراء والمحللون الدوليون علي ان استهداف أقباط مصر يأتي كمحاولة جديدة لإشعال نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، بعد ان نجحت القيادة المصرية في لم شمل ابنائها الذين يعيشون دون تفرقة ولهم نفس الحقوق والواجبات. وأن هذه العملية تهدف لتوصيل رسالة خاطئة للخارج بعجز مصر عن حماية أقباطها، علي الرغم من إنه بالنظر لما يجري في العالم حولنا نجد أن مصر من أكثر الدول التي نجحت في حماية أمنها القومي وصد كل المحاولات الرامية لبث روح الفرقة بين مواطنيها علي إختلاف دياناتهم.