انتخابات مجلس الشعب تجري غدا في جميع البلاد لاختيار نواب الشعب في البرلمان الجديد وتختلف هذه الانتخابات عن انتخابات عام 2005 سواء من حيث عدد المرشحين او من حيث المناخ السياسي الذي تجري فيه الانتخابات فالحراك السياسي الذي تعيشه مصر منذ خمس سنوات بتعديل الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية لاول مرة من بين اكثر من مرشح لهذا المنصب الرفيع وتحرك الاحزاب السياسية المختلفة علي الساحة السياسية في مصر زاد من دورها ونشاطها وتطلعاتها للقيام بدور حقيقي في المرحلة القادمة. ولا احد ينكر ان الحزب الوطني وحكومته حققت العديد من الانجازات في مختلف المجالات خلال السنوات الخمس الماضية وكان من نتيجة سياساته الاقتصادية والاجتماعية ان استطاعت مصر اجتياز الازمة الاقتصادية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي واثرت بالسلب علي العديد من اقتصاديات الدول الكبري والحقت بها خسائر ضخمة تقدر بمليارات الدولارات بينما انخفضت معدلات النمو في بعضها الي ما تحت الصفر استطاعت مصر عبور هذه الازمة علي الرغم من انخفاض معدلات النمو الاقتصادي الي 5 في المائة بينما كاننت ستتخطي حاجز 8 في المائة كما كان متوقعا لها ومع ذلك واصل الاقتصاد المصري نشاطه واسترد عافيته علي الرغم من هذه الازمة ووصل هذا العام الي حوالي 7 في المائة وانعكس ذلك في زيادة قيمة الصادرات المصرية الي الخارج لترتفع الي 13 مليار دولار مقابل ملياري دولار قبل خمس سنوات وكان البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك الذي طرحه عند ترشحه للرئاسة في عام 2005 حافلا بالمشروعات والمتغيرات التي تغطي مختلف مجالات الحياة ووعد الرئيس مبارك بتنفيذ هذا البرنامج خلال فترته الرئاسية علي مدي ست سنوات وتحرك الحزب الوطني بناء علي توجيهات الرئيس مبارك زعيم الحزب ليحقق آمال المواطنين للتخفيف عن معاناتهم والارتقاء بمستوي معيشتهم. وحين يخوض المرشحون الانتخابات البرلمانية التي ستجري غدا في حوالي عشرة آلاف مقر انتخابي تحت اشراف القضاء فان الجميع يتطلع لشرف التمثيل في البرلمان لمواصلة مسيرة التنمية والرخاء علي ارض مصر وقد شهدت الحملات الانتخابية التي قام بها المرشحون وانصارهم في مختلف الدوائر بالمحافظات خلال الايام الماضية بعض التجاوزات وهذا امر طبيعي نظرا لسخونة المعركة الانتخابية . فتجربة الانتخابات في مصر هذه المرة مليئة بالحيوية والحراك والمنافسة القوة التي تجعلها محط أنظار العالم من حولنا ويبقي علي الناخبين مسئولية كبري في انجاح هذه الانتخابات بالاقبال علي صناديق الانتخابات واختيار مرشحيهم وليضربوا المثل بان مصر دائما في المقدمة وان ابناءها قادرون علي تحمل المسئوليات والتعبير عن رأيهم وتطلعاتهم بصورة متحضرة تعكس الحضارة المصرية الضاربة في اعماق التاريخ.