انتخابات مجلس الشعب القادمة هي الأولي من نوعها في تاريخ الحياة النيابية في مصر سواء من حيث عدد المرشحين فيها أو الاحزاب السياسية التي تخوضها وتقدم مرشحيها وتدعمهم للفوز بالمقاعد تحت قبة البرلمان أو من حيث المنافسة الحامية بين المرشحين في العديد من الدوائر في انحاء البلاد.. وازداد المشهد السياسي في هذه الانتخابات سخونة بسبب الضوابط التي وضعتها الدولة لضمان نزاهة وشفافية هذه الانتخابات والقضاء علي السلبيات التي شهدتها الانتخابات الماضية ليست انتخابات عام 5002 فقط ولكن ما قبلها ايضا. المشهد السياسي هذه المرة جاء معبرا عن رغبة الجماهير في انتخابات حقيقية تتحدث عن حالة الحراك السياسي الذي تعيشه مصر منذ أصدر الرئيس حسني مبارك قراره بتعديل الدستور عام 5002 واتاحة الفرصة لأول مرة أمام المواطنين لانتخاب رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح. ووعد الرئيس مبارك ابناء مصر في برنامجه الانتخابي بالعديد من الاصلاحات والانجازات فأوفي بما وعد به وشهدت السنوات الخمس الماضية العديد من الانجازات رغم المصاعب المالية والمتغيرات العالمية.وافردت الصحف القومية مساحات للمرشحين من مختلف الاحزاب لتغطية مؤتمراتهم وتحركاتهم واتيحت الفرصة امام المراسلين والصحفيين العرب والاجانب الذين توافدوا علي مصر لتغطية الانتخابات والتجول في اللجان بحرية تامة لنقل وقائع الانتخابات بالصوت والصورة الي انحاء العالم دون حاجة لأي رقابة خارجية تنتقص من سيادة مصر وتعتبر تدخلا سافرا في شئونها الداخلية فمصر دولة مؤسسات لها قضاؤها العادل واعلامها الحر وبها فضائيات تنقل علي الهواء مباشرة ما يجري علي اراضيها دون أي رقابة أو محاذير فالتجربة الرائدة التي تقدمها مصر نموذجا للعالم المتحضر تؤكد ان مصر وهي دولة عريقة ذات تاريخ طويل حين تسعي نحو ديمقراطية حقيقية فإنها تتحرك من منطلق هذا التاريخ الطويل وهي تدرك انها محط انظار العالم من حولها والجميع يتابعون ما يجري علي ارضها البعض يتعلم ويدرس ويستخلص العبر والبعض الآخر يحاول جاهدا التشكيك في كل خطوات تقوم بها من اجل الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولكن تظل تجربة انتخابات مجلس الشعب القادمة مثيرة للجدل ومثيرة للاعجاب في نفس الوقت فهناك اكثر من خمسة آلاف مرشح تقدموا لخوض هذه الانتخابات والاحزاب المصرية بمختلف توجهاتها تقدمت بمرشحيها لهذه الانتخابات ولم تستجب لمحاولات يائسة كانت تدعو لمقاطعة هذه الانتخابات.. واثبتت الاحزاب المصرية انها وطنية حريصة علي مصلحة مصر أولا وقبل كل شيء ليتواصل المشهد السياسي والاعلامي في طريقه حتي يوم 82 نوفمبر الحالي حين تجري أول انتخابات تنافسية حرة علي أرض مصر لاختيار نواب الشعب لمرحلة قادمة مهمة في تاريخ مصر.