لا يمكن ان يمشي حال أي بلد في الدنيا إلا بالتلاقي والحوار والنقاش، وإنكار الذات، والنظر إلي المصلحة العامة، وإلي مصالح الأجيال القادمة.. وبالتقارب والتسامح والنوايا الحسنة.. وهذه كلها أمور إنسانية لا تخضع لقوانين، أو تحتاج لوائح.. وإنما تقوم علي شيء مهم ربما يكون قل، أو اختفي اسمه.. الاحترام.. ألا يشعر المرء بأنه يواجه خطرا.. فإما انه في غيبوبة.. أو بلا إحساس. كم كان ربيع ياسين ورجاله من منتخب الشباب »جدعان« وهم يقاتلون في ظروف صعبة، ويكافحون في أجواء عصيبة، ويتألقون خارج الوطن، ليسطروا لأنفسهم إنجازا تاريخيا رائعا بالتأهل لكأس العالم، والمنافسة علي بطولة الأمم الافريقية.. ولم يستحوذ هذا المنتخب علي أي أضواء قبل سفره إلي الجزائر الشقيق.. واليوم أصبح كالشمس يضيء سماء الكرة والرياضة المصرية. لا يجب أن يفوت الرياضيون فرصة دعوة الرئيس محمد مرسي لإقامة مؤتمر موسع تحت رعايته، لوضع خريطة طريق شاملة للنهوض بهذا القطاع الضخم، من خلال استراتيجية تتولي الدولة تنفيذها ومتابعتها.. أما الكلام »الفاضي« الذي يحلو للبعض ان يردده بأنه لا مجال لمؤتمرات أخري باعتبار ان أمراض الرياضة المصرية معروفة، فليس له إلا معني واحد.. وهو »التكلكيك«.. لابد أن يكون الرياضيون ايدا واحدة.. وأن يضعوا جميعا يدهم في يد العامري فاروق الذي يجتهد ويحاول.. وسينجح بإذن الله. لا مانع علي الإطلاق ان يدرس برادلي ولاعبو المنتخب الأول تجربة منتخب الشباب من كل النواحي النفسية والفنية، حتي ينفخ ربنا في صورتهم، لعل وعسي يتأهلون لنهائيات كأس العالم بالبرازيل العام القادم.. من غير »قرننة«. عودة الجماهير لمدرجات الملاعب الكروية.. سيؤدي إلي تخفيف حدة التوتر في الشارع.. والمتابع للأحداث سيلمس منذ الوهلة الأولي انه منذ نزول المشجعين ليمارسوا دورا آخر غير التشجيع.. تفجرت المشاكل وظهرت الفوضي.. والسياسة في الأحزاب.. والرياضة في الملاعب والمدرجات!.. أو هكذا ينبغي أن يكون. اللاعبون الذين لا يقدرون ظروف انديتهم المادية التي تدهورت بسبب الحالة الاقتصادية.. لايفكرون إلا في أنفسهم فقط، باختصار »معندهمش..« ولا مؤاخذة!