هل أصبحت مصر علي طريق التقسيم بعد استمرار المظاهرات الرافضة للإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية؟ ثم تطورها لتخرج مسيرة ضخمة إلي قصر الاتحادية اعتراضا أيضا علي الدستور الجديد الذي سيتم الاستفتاء عليه خلال ايام، ثم كانت الطامة الكبري بعد وقوع الاشتباكات أمام قصر الرئاسة مساء الأربعاء عقب محاولة مؤيدي الرئيس مرسي فض اعتصام المعارضين لقراره وللاستفتاء علي الدستور الجديد بالقوة، ليراق الدم المصري الغالي، فالقاتل والمقتول، والمعتدي والمعتدي عليه كلاهما مصري، وكلاهما يحب مصر، لكن لماذا لا نحاول جميعا الوصول لنقطة التقاء من اجل الحفاظ علي هذا الوطن. وعلي الرئيس بحكم أنه كبير العائلة المصرية، والرئيس الشرعي المنتخب، ومن وراءه جماعته أن يمدوا يد هم للمعارضين، وهذا ليس ضعفا، بل لأنهم أصحاب السلطة والقرار، بدلا من أن تصر قيادات الجماعة علي الطنطنة في الفضائيات والصحف وتكرار حديث الأجندات الخارجية الذي صدعنا نظام مبارك بالحديث عنها، ثم تكرر الحديث أثناء فترة إدارة المجلس العسكري للبلاد، وها هم الإخوان يرددون نفس الكلام، وتناسوا أن سبب الأزمة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس والذي أصر عليه رغم ارتفاع الأصوات المعارضة بالرفض، وإذا كان الإخوان يرددون حديث الأجندات فلماذا تركوا مناصريهم ليحتكوا بمعتصمي الاتحادية، الذين لم يحدث بينهم أي عنف في اليوم السابق علي محاولة فض الاعتصام.. كما أن علي رئيس الجمهورية أن يحافظ علي دماء المصريين، ولو كان ذلك بتراجعه عن قراره، لأننا انتخبناه لكي يحمي أرواحنا، لا أن يسهم في إزهاقها بقراراته التي تقسم الشعب.