كثير من زوار منطقة «أبوفيلو» بمدينة المنيا يقفون مندهشين أمام ذلك المسجد الشامخ الذي يحمل اسم «السيدة مريم»، فاسم السيدة العذراء ارتبط في معظم الأحيان بالأديرة والكنائس، وتزداد الدهشة عندما يعلم هؤلاء ان هذا المسجد الضخم الذي يضم أيضا دارا لتحفيظ القرآن، تبرع بالأرض التي تم عليها البناء رجل أعمال قبطي هو الدكتور وجدي النجدي. المسجد هو مكون من 3 طوابق، وبه 3 قباب ومئذنة، ويضم ساحة صلاة كبيرة، ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، ومركزا طبيا، ووحدة عناية مركزة، وحضانات أطفال، وغسيل كلوي، ووحدة لعلاج الكبد، وقسم تحاليل طبية وأشعة والمسجد مقام علي مساحة 800 متر مربع وبتكلفة تصل إلي 15 مليون جنيه، ويضم المسجد مستشفي خيريا لخدمة المواطنين. هذه الصورة الرائعة لتلاحم مسلمي وأقباط المنيا تكشف بوضوح حقيقة العلاقة بين «عنصري الأمة» بعيدا عن تلك الصورة التي يحاول مجموعة من المتشددين والجهلاء تكريسها بأن هناك عداء أو فتنة طائفية.. وصور التعايش والعلاقة الطيبة بين أهل المنيا من المسلمين والمسيحيين عديدة وعميقة.. ففي قرية الإسماعيلية التابعة لمركز المنيا يتجلي مشهد المحبة واضحا للجميع، فالمسلمون والأقباط يتعاونون لبناء خيمة لابناء القرية الأقباط لأداء صلواتهم فيها رحمة بهم من رحلتهم الشاقة لأقرب كنيسة لهم يؤدون فيها الشعائر وظلت تلك الخيمة عنوانا للمحبة إلي ان احترقت وعاد الأقباط من جديد يفكرون في صلواتهم وقرروا أداء الصلاة في الخلاء وأيضا تحت رعاية مسلمي القرية.. لتمتزج داخل القرية أصوات الاذان في المساجد والترانيم في الخلاء علي أمل إعادة افتتاح الكنيسة المغلقة بالقرية. أما في عزبة ونيس احدي القري التابعة لمركز المنيا ففي كل عام يقيم هلال أبوالأمجد ليلة قرآنية سنويا حبا في آل البيت وتأكيدا للمودة التي تجمع المسلمين والأقباط في تلك القرية ويحضر الليلة قراء القرآن والعشرات من المسلمين. وفي نفس القرية يعيش جرجس ذلك الشاب الذي استطاع ان يكون معشوقا للمسلمين والفني الخاص بهم فهو يعمل فني أدوات منزلية لكن كل المسلمين يطلبونه بالاسم ليصلح لهم ما فسد من أجهزتهم لتمتعه بالأمانة والإخلاص في العمل. وفاء صلاح