«الجارديان»: الحرب تعمق جراح الاقتصاد الأوكراني    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في القمة العربية بالبحرين    القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا: روسيا غير قادرة على تحقيق اختراق في خاركيف    مصطفى شلبي يعلن جاهزيته لنهائي الكونفدرالية    وصول إلهام شاهين وعايدة فهمي افتتاح الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    النيابة تعاين موقع حريق مخزن مصنع شركة الأدوية بأسيوط الجديدة (احترق بالكامل)    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    "زراعة النواب" تطالب بوقف إهدار المال العام وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية.. ومصر ترفض طلبات إسرائيلية    بالفيديو.. كواليس كوميدية للفنانة ياسمين عبد العزيز في حملتها الإعلانية الجديدة    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس    باسم سمرة يعلن انتهاء تصوير فيلم اللعب مع العيال    الهلال السعودي يراقب نجم برشلونة    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    وزارة الصحة: إرشادات مهمة للحماية من العدوى خلال مناسك الحج    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    حريق في طائرة أمريكية يجبر المسافرين على الإخلاء (فيديو)    قرار حكومى باعتبار مشروع نزع ملكية عقارين بشارع السبتية من أعمال المنفعة العامة    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    شرطة الكهرباء تضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    التصلب المتعدد تحت المجهر.. بروتوكولات جديدة للكشف المبكر والعلاج    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    جولة جديدة لأتوبيس الفن الجميل بمتحف الفن الإسلامي    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



گاشفا الگثير من الأسرار
د.محمود جامع في حديث عن قائد معركة النصر : السادات أبهر العالم بشخصيته وعقليته تجاوزت حدود الزمان
نشر في أخبار اليوم يوم 05 - 10 - 2012

أحب الرئىس سىناء وكانت لدىه مشارىعه.. ولم ىمهله القدر
السادات تعامل مع الثغرة بواقعية وموقف الشاذلي افتقد المنطق
السادات قال لي: عبدالناصر والمشير لم يمگنا الجيش من الحرب في 67
گان يعرف ألاعيب الأسد ولم ينس الموقف الرائع للملك فيصل
زياراته لمصابي »67« بداية الحلم العظيم بنصر أگتوبر
رغم مرور 39 عاما علي نصر اكتوبر.. الذي يعد الحدث الابرز والاروع في تاريخ مصر، الا انه مازالت هناك اسئلة كثيرة لم يفصح عنها حول قرار الحرب وصانع النصر الذي تعدت عقليته حدود الزمان وشخصيته أبهرت العالم. ولا يوجد من بين المؤرخين ومن عاصروا هذه الفترة المهمة في تاريخ مصر اقدر من الدكتور محمود جامع الطبيب الشخصي والصديق المقرب من السادات الذي يملك سجلا كبيرا من الاسرار والمعلومات عن القائد وحرب اكتوبر علي رسم الملامح الخاصة لصانع النصر. »اخبار اليوم« حاورت الدكتور محمود جامع وفتحت كنوز اسراره واعادته 39 عاما الي الوراء ليروي ذكرياته ويدلي بآرائه حول مصر والسادات في تلك اللحظات الخالدة
د.محمود جامع

كيف عرفت السادات؟
تعود البدايات الأولي، إلي عام 1932 حيث ولدت في بور سعيد، رغم أن أسرتي كانت تقيم في قرية كفر السادات، مركز تلا، بالمنوفية، وعلي مسافة ثلاثة كيلو مترات من كفر السادات، كانت تقع قرية ميت أبو الكوم، حيث كانت تقيم عائلة السادات وأسرته، ولعل قرب المسافة بين القريتين، وقصرها، كان أدعي إلي توثيق العلاقة، بيننا، منذ الطفولة . علاوة علي قرابة جدة السادات لعائلتي. وكانت هناك علاقات صداقة ومودة، بين والد أنور السادات، وبين والدي وجدي وأخوالي . كما ان اصل عائلة السادات كانت من كفر السادات والدليل ان اسمه واسماء اشقائه في شهادات ميلادهم كانت تنتهي بالساداتي وليس السادات نسبة الي كفر السادات.. وأول ما رأيت السادات كان أيام حادثة امين عثمان وبدأ السادات في الهرب والتنقل بين اماكن متعددة كان من ضمنها ان اتي الي الاختباء في الكفر عندنا ومن وقتها وانا مغرم به كونه شابا وطنيا يقوم باعمال جهادية ضد الاستعمار والانجليز .
وكيف كان يري السادات اسرائيل ؟
كان يبتهج ويفرح كثيرأ، كلما قامت منظمة فتح بتنفيذ أية عملية ضد إسرائيل .. ومازلت اذكر، إلي اليوم . أنه بعد هزيمة 67 زار المصابين في مستشفي المعادي، وفي سائر المستشفيات ، وكان يسمع منهم، ويحاول أن يعرف معلومات عن الهزيمة، وعن سر وقوعها بتلك السرعة الخاطفة . كان يريد أن يعي الدرس، وان يتعلم مما سبقه، من تجارب وأزمات، وان يكون علي دراية بالأسباب الحقيقية التي قادتنا إلي الهزيمة، لأنه كان يخطط لمحوها تماما.
وفي أحد الأيام، كان في ميت أبو الكوم، وبعد صلاة الجمعة، جلست معه، وكان مرتديا جلبابه الأبيض، وراح يحدثني عما تعرض له ضباطنا وجنودنا في 67 ثم بكي وهو يقول أن جيشنا قد تعرض لخدعة كبيرة، في 67 وان عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، لم يمكنا الجيش، من أن يحارب، ولا من أن يؤدي دوره الحقيقي البطولي الذي يليق به، وبمصر. من يومها، ومنذ وقعت 67 أحس السادات بالعار، وبأن له ثأرا مع إسرائيل، وبأنه لابد أن يثأر لجيشه ولضباطه وجنوده، ولبلده، ودينه، وعروبته، ووطنه . كان يحدثني عن كل ذلك، وهو لا يزال بعيدا عن الحكم، وحتي قبل أن يصبح نائبا للرئيس.
كيف كان يفكرالسادات قبل حرب 73 ؟
قبل 73 كان الجو مشحون للغاية، وكان المثقفون والكتاب، والصحافة، والجامعات، في واد، بينما السادات في واد آخر. وذات يوم، كان جالس في منزله بميت ابو الكوم، وكان منظره يشير إلي انه يفكر في شيء ما تفكيرا عميقا. واذكر أني في ذلك اليوم، ذهبت أشكو إليه الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة، وقتها.. فقال : اسمع يا محمود.. دعنا في الأهم ... إنني سأحارب.. فرددت عليه وقلت : انني اعلم ذلك.. وكنت أقول ذلك لرفع روحه المعنوية لا أكثر، لأنني، في الحقيقة، لم أكن أعلم أي شئ عن تلك الحرب التي راح يحدثني عنها.
وعاد يقول : إنني اتحدث بجد يا محمود.. سوف أحارب في خلال أسبوعين !.. وهنا أفقت، وأخذتني دهشة شديدة، وتساءلت تحارب، تحارب من ؟ قال : سأحارب إسرائيل، وسنعبر القناة، ولو أخبرت أحدا بهذا الأمر، فسوف أذبحك . قلت : ربنا معك، وليوفقك الله.
كانت هذه الواقعة، التي دونت في أوراقي، يوم 26 سبتمبر 73 . وبعدها بأيام، كانت ذكري رحيل عبد الناصر، وألقي السادات خطابا، قال في ختامه عبارة لم يلتفت إليها أحد. .. إذ قال : مضي وقت الكلام وجاء وقت الجد وسنبدأ للتنفيذ .وبالنسبة لي، أدركت ما يقصده تماما، في ضوء ما قاله لي.
بعد ذلك، أخبرني السادات، أن الحرب سوف تكون من 3 إلي 10 أكتوبر، وكان قد ذهب وزار السيد البدوي بطنطا، وطلب من إمام المسجد ان يدعو له، وخرجت الجماهير تهتف بحياة السادات، حول المسجد.وكان السادات، قد رتب أموره، مع الزعماء العرب، وخصوصا الملك فيصل، الذي قام بدور رائع، وبطولي، أثناء الحرب، وارتفع سعر برميل البترول، بسبب موقف الملك فيصل الرائع، من 4 دولارات إلي 34 دولارا . وقد كان موقفا بطوليا بحق من الملك فيصل ومن المملكة السعودية، وظل السادات يذكره، ولا ينساه، وكذلك المصريون جميعا .
ولم يقصر اتصالاته وترتيباته علي الخارج فقط، وإنما اتجه إلي الداخل أيضا، وأراد ان تكون أرضيته الداخلية صلبة، يتحرك عليها وهو آمن مطمئن . لذلك كلفني بالذهاب إلي المرشد العام للإخوان المسلمين، الشيخ عمر التلمساني، طالبا منهم أن يقفوا بجوار السادات، إذا حانت اللحظة المناسبة، وإذا جاء وقت الجد، فأخبرني التلمساني أن الإخوان جميعا، شبابا وشيوخا، سوف يكونون خلف السادات، وسوف يضحون بأرواحهم وحياتهم إذا قامت الحرب ضد إسرائيل . وكان موقف التلمساني، وغيره من رموز القوي الوطنية، من العوامل الي رفعت روح السادات المعنوية، وجعلته يدخل الحرب وهو في أعلي درجات الثقة بالنفس والجيش والبلد. كانت جميع القوي الوطنية علي استعداد كامل، لخوض حرب شعبية كاسحة ضد إسرائيل، في اي وقت، وفي أي لحظة .
هل هناك ما يمكن ان تخبرنا به من مواقف حدثت لك مع السادات أثناء هذه الفترة ؟
كان لي زميل وصديق هو المهندس صلاح أحمد العبد وكان يعمل عضو مجلس إدارة في شركة المضارب وفي أحد الأيام طلب مني موعدا بمنزلي لزيارتي وبصحبته بعض الأصدقاء بشأن موضوع هام وخطر لتوصيله للسادات عن طريقي مباشرة . وكان ذلك في أوائل سنة 1973 . .وحضر إلي منزلي بشارع النادي بمدينة طنطا وبصحبته السيد بسيوني عبد الرحمن وهو وكيل أعمال رجل الأعمال السعودي الشربتلي- ومعهم لواء طيار بالمعاش يسكن بشارع عبد العزيز آل سعود بالمنيل علي النيل مباشرة، وشخصان آخران .. وكانت معهما شنطة سامسونيت . وبعد تبادل التحية قال أحدهم أنهم يعرفون علاقتي المباشرة بالسادات .. وأنهم يعلمون من مصادرهم الموثوقة أن السادات يبحث عن سلاح لتسليح الجيش واستعدادا للحرب ضد إسرائيل . وإنهم علي استعداد لامداده بكل ما يطلب من أسلحة أو طائرات من الكتلة الشرقية أو الغربية.. أما مصدر أسلحة الكتلة الشرقية فكانت من دول مجموعة حلف وارسو مثل بلغاريا أو تشيكوسلوفاكيا وليست من الاتحاد السوفيتي مباشرة. واخبروني بأنهم علموا أن الاتحاد السوفيتي لا يريد ان يعطي السادات أسلحة متطورة - ولكنه يريد أن يبيعه أسلحة قديمة مثل طائرات الميج.. وخلافه. وأكدوا لي أن أخبر السادات أنهم سيزودوه بأحدث الأسلحة المتطورة دون علم الاتحاد السوفيتي ومنها احدث موديلات طائرات الميج . وقال لي السادات إن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قد تدس أشخاصا مثل هؤلاء لمعرفة حقيقة موقف التسليح عندنا - وقد لا نطلب نحن أسلحة نحن في أشد الحاجة إليها لنضلل العدو الإسرائيلي- وهكذا.
وبواسطة المخابرات تقابلت بالملحق العسكري البلغاري في الجيزة - ثم طلب مني السادات أن أبتعد تماما بعد ذلك خوفا علي حياتي وتركت لهم إتمام الصفقة واستراح ضميري عندما أحسست أنني قمت بعمل وطني أخدم به وطني ومبادئي . وأذكر أنني بعد انتهاء الجلسة في القناطر الخيرية وانصراف المشير أحمد اسماعيل قلت للسادات إنهم أخبروني بمعلومة خطيرة أتردد في ذكرها لك - ولكنني قررت أن أذكرها لك لأنه ليس هناك أي تكليف بيني وبينك. . ولابد أن أصارحك بكل قول مهما كان كعهدي بعلاقتي بك دائما. واخبرته بموضوع إيداع .العمولة الخاصة بالرئيس في البنك الذي يراه خارج مصر.فضحك كثيرا وكان يجلس علي الكرسي الهزاز المشهور وأخذ نفخة طويلة من غليونه . . وقال لي "صح يا محمود هم بيتكلموا مضبوط - وعبد الناصر كان يخصص حسابا مستقلا لهذه العمولات في بنوك الخارج - ورئيس الدولة لا يأخذ هذه الأموال لنفسه - ولكنها توضع في حساب مستقل باسم رئيس الدولة في أحد البنوك بالخارج ينفق منها رئيس الدولة بطريقة سرية علي أمور تخص الأمن القومي للبلد - ولا ينتفع بهذه الأموال أبناء الرئيس أو أسرته بأي حال من الأحوال .
وأفهمني بأن تجار السلاح هم مجموعات منتشرة في جميع أنحاء العالم ولهم أساليبهم التي قد تودي بحياة الشخص الذي يدخل هذه الدائرة.
وفي هذا الاطار لا انسي أن اؤكد انه كان محسوبا علي الامريكان وكانت علاقته بالروس ليست علي مايرام ومن اسوأ ما يكون ولكن بذكاء القائد قام بتعيين عزيز صدقي رئيسا للوزارة لعمل نوع من التوازن في العلاقة وخاصة قبل الحرب حيث كان في حاجة شديدة للسلاح في الوقت الذي امتنع الامريكان عن تمويله به، وكان عزيز صدقي صديقا مقربا للسوفييت وقال لعزيز صدقي مصر امانة في رقبتك وشوف هتقدر تحل لنا ازاي موضوع السلاح مع الاتحاد السوفييتي وهو الامر الذي نجح فيه بالفعل عزيز صدقي .
كيف تتذكر قصة الصراع بين الرئيس السادات والفريق سعد الدين الشاذلي؟
بعد ان انتصر جيشنا انتصارا حاسما. وحدث خلاف بين الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان، وبين المشير احمد اسماعيل علي، وزير الدفاع، حول الثغرة، وكان من رأي الشاذلي تطوير الهجوم وضرب الثغرة بالكامل، ولكن المشير رفض، وكذلك السادات . الذي خاف ان يفقد بسبب الثغرة النصر الذي حققه . وقد راح كل طرف يفسر موقف الثغرة، حسب رأيه الشخصي ورؤيته الخاصة، ولكن رأيي الشخصي، أن موقف السادات كان صائبا، بينما كانت آراء الطرف الاخر بعيدة عن المنطق الي حد بعيد. كان موقف السادات واقعيا عمليا، وكان موقف الآخرين عاطفيا. وقد سألت السادات، بعد الحرب عن السبب الذي دعاه إلي عدم تطوير الهجوم وضرب الثغرة بكاملها، كما كان يريد الشاذلي، فقال لي السادات : اسمع يا محمود، إنني لم اكن أحارب اسرائيل، وانما كنت أحارب امريكا. ولو فعلت ما أراده الشاذلي لتكرر معنا ما حدث في 67. كانت امريكا تمد اسرائيل بما تحتاجه من سلاح، في الوقت الذي كنت احارب فيه انا بأسلحة قديمة بالية.. . كان رجالي علي درجة عالية في الكفاءة، ولكن هذا لا يكفي، ولو طورت الهجوم علي الثغرة. لكان معني ذلك، هلاك عدد كبير من ضباطي وجنودي، وهذا ما كنت حريصا علي تجنبه باستمرار، وعلي ألا يموت أو يسشهد ضابط او جندي واحد، إلا بحق.
وكيف تري قراره بفك الاشتباك ؟
اكتشف السادات، بعد الحرب، أن الاتحاد السوفييتي قد خدعه، وان إسرائيل كانت تحارب بسلاح متطور جدا، بينما هو كان يقاتل بأسلحة قديمة لا ترقي إلي المستوي المواجه له علي الضفة الأخري . وقد وضع السادات كل ذلك، في اعتباره، عندما رفض تطوير الهجوم، بل ووافق علي فك الاشتباك الاول والثاني، ووقع اتفاقية الكيلو 101 لفك الحصار من حول مدينة السويس. وبعد النصر العظيم، بدأ السادات يعيد ترتيب اوراقه، ويضع في حسابه انه لا مستقبل مع الاتحاد السوفييتي، وان القوة كلها في الغرب، وان أمريكا تملك أغلب أوراق اللعبة في المنطقة، وان إسرائيل ما هي إلا ولاية أمريكية في الشرق الا وسط .
هل أخلف السادات وعده مع حافظ الاسد واعلن وقف اطلاق النار من جانب واحد؟
ليس هناك رد علي هذا الامر من موقف جمعني مع السادات حيث كنت معه في زيارة الي سوريا وطلب مني ان اتوجه معه الي حافة هضبة الجولان بدون ان يأخذ معه اي حرس وعندما وقفنا علي الجولان سألني هل يمكن بالمعايير العسكرية والجيوغرافية ان تتمكن اسرائيل من احتلال هذه الارض فقلت له :لا يا ريس فجاء رده حافظ الاسد باع الارض وقبض الثمن يا محمود . وقال يا محمود إن إسرائيل مهما بلغت قوتها لا تستطيع السيطرة علي متر واحد في الجولان.. هذه القصة دارت عام 1969 حيث وضع السادات يده علي كتفي وحكي لي عن تلك الصفقة التي أخبره بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتخلي بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب الأيام الستة في يونيه 67.
سمعت هذه القصة من السادات عام 1969 وهو يكاد يبكي لأنه كان يري أن سقوط الجولان في أيدي القوات الإسرائيلية لم يكن بالأمر السهل، لولا تعليمات صدرت الي الجيش السوري بالإنسحاب فوراً حتي لا تتم محاصرتهم من الاسرائيليين، والغريب أن هذه التعليمات بثتها أيضا الاذاعة السورية، وحسب كلام السادات لي فإن الجيش إنسحب بسرعة بناء علي ذلك دون أن يطلق رصاصة واحدة بعد أن تم إبرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع حينها، وقبض الثمن الذي وضع في حساب في سويسرا، وكان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت هو د. نور الدين الاتاسي الذي انقلب عليه فيما بعد حافظ الأسد".
ويضيف:السادات خشي من ان تسقط اسرائيل الطائرة الحربية التي حملتنا إلي دمشق بناء علي وشاية من البعثيين في سوريا، ولذا فقد أمر الطيار بأن يأخذ مساراً غير معتاد، وكانت الطائرة من نوع "أنتينوف" حيث أقلعت من القاهرة وأخذت مسارها الي أسوان ثم دخلت الأجواء السعودية حتي وصلت لتبوك ومنها إلي العاصمة الأردنية عمان ثم أخيراً حطت في دمشق بعد طيران مستمر لمدة تقترب من 8 ساعات.
ما الذي كان يفكر فيه السادات لمرحلة ما بعد الحرب؟
جاء وقت علي السادات، اقتنع فيه، بأن ما تحقق بحرب أكتوبر، يجب أن يكتمل طريقه بالسلام، وأن حربا أخري غير ممكنة، وان طريق السلام، مع إسرائيل، هو الطريق الوحيد، الذي يمكن أن يفتح خطا مع الغرب، فينتعش الاقتصاد المصري، الذي كان قد وصل إلي الصفر، ولم يكن العرب يريدون أن يساعدوا السادات، وكان هو قد يئس منهم تماما.. فبدأ السادات، يرتب أوراقه بناء علي هذا الأساس. وانخرط في مرحلة من الغزل السياسي، مع إسرائيل، بهدف تمهيد الطريق إلي السلام، الذي كان يراه ويريده .ولم يكن أحد، ممن هم حول السادات، يشعر بالتكتيك الذي كان قد بدأ يأخذه، وينفذه وإن كانت بوادر تفكيره، قد ظهرت كاملة، يوم أعلن في مجلس الشعب، أنه مستعد للذهاب إلي أي مكان، من أجل السلام .
ولم يكن يعلم بدقائق تفكيره، وتفاصيل خطته، في هذا الاتجاه، إلا اثنان: د.علي السمان وحسن التهامي . وقد اعتمد عليهما، بشكل أساسي، في إجراء اتصالات علي مستوي عال ورفيع، مع جهات كثيرة عربية وأوروبية، ومع عدد من كبار رجال المال اليهود، في أوروبا . وكان السادات تواقا، إلي معرفة ما يدور في كواليس السياسة العالمية، وكان يريد أن يعرف صدي فكرة السلام، وان يجس نبضها، لدي عدد من قادة العالم، علي المسرح السياسي العالمي .
ألم تكن للسادات اي خطط لتعمير سيناء في مرحلة مابعد الحرب ؟
للاسف الشديد ان السادات كان يحمل في عقله الكثير من المشروعات الكبيرة التي اراد ان ينفذها علي ارض سيناء، وهذا الامر يعلمه حسب الله الكفراوي وتم الاتفاق علي عمل وزير متخصص في شئون سيناء ولكن لم يتم تنفيذ اي شيء، حيث سبقه القدر وتم قتل السادات وجاء حسني مبارك الذي لم ينفذ شيئا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.