فهمى عمر علي مدار نصف قرن، قدم الإذاعي القدير فهمي عمر نموذجا يحتذي به. فالاذاعة ظلت دائما بيته الاول: عشق مهنته، وأبدع في برامجه، واحترم عقلية مستمعيه. بدأ حياته محاميا تحت التمرين بعد أن أصرت الاسرة علي أن يحصل علي شهادة الحقوق، أملا في أن يلتحق بالنيابة، مثل علّية القوم في ذلك الوقت. لكن كان للقدر رأي آخر، فدفعه إلي الحقل الاذاعي. نال فهمي عمر شهرة واسعة من خلال تطويره لبرامج التعليق الرياضي، وابتكر برامج رياضية متعددة، وقام بتغطية 6 دورات أوليمبية. لم يقف طموحه إلي هذا الحد، بل أنشأ إذاعة الشباب والرياضة، وختم حياته العملية برئاسة الاذاعة لمدة 6 سنوات. رحيل الابن بعد المعاش، تفرغ للعمل العام، وظل نائبا في مجلس الشعب عن دائرة نجع حمادي لمدة 13 عاما. وبعد رحيل أحد ابنائه في حادث أليم قبل 15 عاما، غاب عن الاضواء، لكنه لم يغب عن قلوب المصريين وذاكرتهم. لهذا السبب.. سألت عنه »أخبار اليوم« واستفسرت منه: أين أنت الآن؟ مازلت أتابع باهتمام كل ما يدور في مصر. فالاذاعة هي بيتي الأول اسمعها باستمرار و أدقق في كل كلمة تقال عبر أثيرها، وأقدم بعض النصائح عندما يستدعي الأمر. أقدم ايضا بعض البرامج الرياضية واناقش من خلال عضويتي في مجلس امناء اتحاد الاذاعة والتلفزيون سياسة البرامج الرياضية. الصحافة متعتي .......؟ الكتابة في الصحافة متعة لم انقطع عنها، وأسعد بها لاني اشعر أنني اضع كل افكاري علي الورق واسجلها ليقرأها ملايين من البشر في الاوقات التي تناسبهم. ردود الفعل والخطابات التي تصلني لها أثر كبير في نفسي، وتجعلني أشعر بنبض الجماهير. .......؟ لا.. لا لم ولن أترك ممارسة الرياضة مادمت حياً فهي مصدر سعادتي، منذ كنت شابا اشجع نادي الاتحاد السكندري. ولكن اليوم بسبب تقدم سني.. لم أعد أمارس غير رياضة المشي لمدة 45 دقيقة يوميا برفقة الأصدقاء الذين يقاربونني في العمر. الإذاعة ونيسي .....؟ الاذاعة وسيلة إعلامية لا يمكن الاستغناء عنها ولا تستطيع أي وسيلة سحب البساط من تحتها، مهما اكتشف من وسائل إعلام في الحاضر والمستقبل. الإذاعة هي صديقة الإنسان وملتصقة به. لا يمكنه الاستغناء عنها.. فهي تعيش معه في السيارة.. في حجرة النوم في الحمام. هي الونيس والجليس الذي لا يمكن الاستغناء عنه. فكل وسائل الاعلام مهمة تكمل بعضها البعض، ولا يمكن الاستغناء عن أي وسيلة منها. المذيع الصعيدي .....؟ الحياة تستمر ولا تقف، فوجود الابناء والاحفاد والاقارب أساسي في حياتي فانا حريص علي أن اخصص موعدا أسبوعيا لاجلس مع افراد الاسرة. أتحدث معهم، اعرف مشاكلهم، استمع إلي تعليقاتهم فعلاقتي. الحميمة بهم تسعدني وتزيل أي هم أو ضيق، قد يصيبني. زياراتي إلي قريتي في نجع حمادي لا تنقطع ابدا. فانا »المذيع الصعيدي« كما اطلقت عليَّ ام كلثوم. وشوقي إلي الصعيد يجعلني دائم الرغبة في التوجه إليه.. خاصة في موسم جني قصب السكر لانني مزارع قديم.