أبهرني الصوت الجديد نسمة محجوب »22 سنة« الطالبة بالسنة النهائية بالجامعة الأمريكية كلية الإعلام قسم الموسيقي والمسرح والتي بدأت موهبتها تنمو وهي في سن العاشرة حيث سارعت أسرتها بتقديمها إلي كورال الأطفال بدار الأوبرا بقيادة المايسترو الموهوب سليم سحاب حيث ظلت تواظب علي تدريباتها معه لمدة 6 سنوات وغنت في العديد من الحفلات مجموعة من أغاني أم كلثوم ووردة وعليا وفايزة أحمد ونجاة وشدت الانتباه إليها وساعدها علي نجاحها في الأداء الشرقي المطرب وعازف العود سيد منصور الذي دفعها لتخطو خطوات أخري ناجحة في مراحل التعليم المختلفة. وداخل المدرسة الألمانية درست نسمة الموسيقي والغناء الغربي علي أيدي أستاذتها د.مونيكا التي قدمتها في حفلات كثيرة إلي أن ألتقطتها د.نيفين علوبة وتولت رعاية موهبتها حيث دفعت بها من خلال عدة عروض مختلفة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية والجامعة الأمريكية، لتصبح ملء السمع والبصر في عالم الغناء. واستثمرت نسمة محجوب موهبتها الغنائية فانضمت إلي فريق »أوريجين« الأصل وزاد صوتها بريقا ولمعانا مما دفع والدها المخرج والمنتج السينمائي علاء محجوب إلي مساندتها ورعاية موهبتها من خلال إنتاج أول ألبوم غنائي لها هتقوللي ايه الذي يضم مجموعة من الأغاني تمثل العديد من المدارس الموسيقية المختلفة شارك في تأليفها وتلحينها شباب من المؤلفين والملحنين والموزعين أصحاب المواهب الصادقة والذي ينبغي أيضا رعايتهم لانهم بالفعل يحملون فكرا جديدا وغير تقليدي في بناء الأغنية الشرقية فالألبوم يضم 12 عملا من بينها أغنية خليجية وأخري انجليزية وذلك لاستعراض القدرات الصوتية لنسمه التي حرصت أيضا علي تقديم أحد الألحان الصعبة للموسيقار محمد القصبجي يا طيور بتوزيع موسيقي جديد لشريف محيي الدين فأكدت قدراتها علي الابداع في اللونين الشرقي والأوبرالي. انني اكتب هذه السطور عن الصوت الجديد المثقف نسمة محجوب التي شدت انتباهي وأنا أشاهد الفيلم السينمائي الممتع للموهوب طارق الابياري »بنطلون جوليت« حيث تغنت بأغنية رجاء عبده الشهيرة »البوسطجية اشتكو« ولأسباب كثيرة لم أتمكن من الكتابة عن هذا الفيلم عند عرضه خلال الشهور الماضية بسبب الحالة السياسية المضطربة التي كانت عليها مصر آنذاك والتي ترتب عليها الكتابة في الشأن الداخلي فقد سيطرت الأحداث المثيرة والساخنة علي دفتر أحوال الأمة واتجه معظم النقاد وأنا واحد منهم لتسخير أفلامنا للدعوة إلي لم الشمل ووحدة الصف للحفاظ علي نجاح ثورة 25 يناير المجيدة التي ابهرت العالم واعادت لمصر وعيها المفقود من خلال شبابنا العظيم وشهدائه الأبرار ومن هنا اعترف بأنني أخطأت في حق فيلم طارق الابياري وصوت نسمة محجوب. وباستقرار الأوضاع السياسية ودوران عجلة الحياة في مصر بات من الضروري أن أكتب عن صاحبة الصوت الغنائي المميز الموهوبة نسمة محجوب وأعطيها حقها خاصة انني تابعتها أيضا وهي تشدو بأغنية »متخليش حاجة توقفك« التي اذيعت بمناسبة أوليمبياد لندن الأخيرة وكانت عملا متميزا. يا ليت اجهزتنا الفنية والثقافية متمثلة في وزارتي الإعلام والثقافة الاهتمام بنسمة محجوب ورعاية موهبتها مثلما حدث مع أصوات غنائية كثيرة تم تدعيمها والوقوف بجوارها حتي وصلت إلي بر الأمان واصبحت علامات بارزة في عالم الغناء وحصدت لمصر من خلال المهرجانات العالمية والعربية العديد من الجوائز الكبري ولولا ما مرت به بلادنا من احداث سياسية بعد سقوط النظام السياسي السابق الفاسد حيث توقفت الأنشطة الفنية لامتلأت الساحة الفنية بعشرات الأسماء من المبدعين الشباب في شتي مجالات الفنون والموسيقي والغناء وغيرها من المجالات الأخري وهو ما سوف يعود تدريجيا بمشيئة الله مع قادم الأيام ونحن نعيد بناء الدولة بمختلف مؤسساتها وفي مقدتها مؤسستي الثقافة والإعلام اللتان لن تتوقفا عن رعاية الابداع والمبدعين فهما القاطرة التي تقود الأمة للنهضة الكبري خلال السنوات المقبلة.