منذ وقت ليس بالقصير اتخذت قرارا بمخاصمة قلمي رغم أنه لم يخذلني قط منذ ان امتهنت الكتابة. خصومتي مع قلمي انتهت عندما وقف ذلك الغلبان يسب ويلعن في الصحفيين أمام نقابة الصحفيين فأدركت أنني مسئولة ومقصرة في أداء واجبي..خصومتي انتهت بعد أن رأيت ذلك الحزن والألم علي وجه أستاذي محمد درويش الذي عبر عنه في يومياته « لماذا يكرهوننا؟ « في تساؤل واستنكار مشروع لصحفي شريف أمضي اربعة عقود في بلاط صاحبة الجلالة مدافعا عن فكر ومبدأ وحق ضائع لمواطن شريف أو عالم جليل لم يقدره وطنه او فقير ليس له ظهر في بلد لا يعترف إلا بحقوق اصحاب السلطة والمال. بكيت عندما شاهدت مستقبلي وأنا اقف مكان أستاذي وقد امضيت عمري كله ممسكة بهذا القلم دفاعا عن المظلومين ليكون السباب واللعنات هي مكافأة نهاية الخدمة من ذلك المواطن الشريف..وبكيت أكثر وأكثر لأنني عشت هذا اليوم الأسود وربما سأعيشه كل يوم وأنا اسمع تلك الاتهامات الباطلة التي وصلت إلي حد التخوين والخروج من جنة الوطنية التي جعلوها صكوكا تمنح لكل منافق لهذا النظام أو أي نظام قد يأتي ويحكم. وعذرا لن اقف اليوم موقف المتهم كما لم افعل طوال حياتي منذ أقسمت القسم الصحفي في النقابة قبل أن اتشرف بعضويتها..ولن أدافع عن قلمي وشرفي ووطنيتي وعروبتي وديني أمام أحد.. وعذرا لست مدينة بالتفسير لمن يعرفونني قبل الغرباء إذا كان موقفنا مهنيا أم مسيسا؟ وإذا كنا وطنيين أم خونة؟ واذا كنا مرتشين أم شرفاء؟ كما أن اعتذاري هذا لا يتضمن كل موظف قادته الصدفة ليصبح صحفيا ويعتبر النقابة بدلا وامتيازات.وقطعا لا يعنيني «المطبلاتيه» والمتحولون والمتلونون الذين يضعون بوصلتهم علي الرئيس والرئيس فقط أيا كان شخصه وليس الشعب..ولكن اعتذاري الوحيد هنا للأستاذ محمد درويش ولكل أستاذ جليل وصحفي شريف أفني عمره من أجل كلمة حق وفشلت أنا وزملائي في أن نحجب عن ناظريه هذه الأيام السوداء. فلا تحزن أستاذي ولا تحزن يا قلمي فالله يسمع ويري.