دماء الشهداء التي سالت غدراً وخسة علي أرض سيناء.. هي واحدة من مسلسل جرائم عهد مبارك الذي امتد ثلاثين عاما داس فيها مصر وشعبها اغتيال جنودنا في سيناء عمداً ومع سبق الإصرار والترصد.. فتح جرحا عميقا في نفوسنا اسمه كامب السادات - مبارك.. تلك الاتفاقية التي جاءت تعبيراً عن إرادة رئيس الدولة.. ولم تكن تمثيلا ولا اختيارا لشعب مصر.. ولا تعبيرا عن إرادته.. ولذا فإن الرئيس عاني كثيرا من غضب المعارضة والقوي الوطنية والرفض الشعبي لها.. وربما أراد بها السادات قائد العبور العظيم في أكتوبر 3791.. أن تكون هدنة مؤقتة لاسترداد الأنفاس.. أو استراحة محارب لكن مبارك الحليف الاستراتيجي لأمريكا وإسرائيل أرادها استراحة طويلة.. واتفاقية دائمة وأبدية.. ولم يحاول طوال الثلاثين عاما من حكمه أن يعدل.. أو يبدل ويغير في شروط اتفاقية كامب ديفيد.. ولو من ناحية مصلحتنا في زيادة عدد قواتنا المتواجدة في النقاط المهمة والاستراتيجية من الحدود.. ولا من حيث تعظيم مستوي تسليحها ومعداتها الحربية.. رغم ان الاتفاقية تعطيه هذا الحق إذا دعت الظروف الأمنية.. ومصلحة الأمن القومي لمصر ترك مبارك سيناء تحرسها قوات رمزية في العدد والسلاح.. وأغمض عينيه عن جرائم إسرائيل المتوالية في ضرب وقتل جنودنا حراس النقط الحدودية عمداً.. وأضاع دماءهم وأهدر كرامتنا.. حرصا منه علي مصالحه ومنافعه وعلاقته كحليف استراتيجي لأمريكا وإسرائيل الاختراق الإسرائيلي لسيناء مستمر منذ سنوات بعملاء من الإرهابيين الوافدين من غزة.. ومن القبائل السيناوية التي اخترقها الموساد.. وكلهم كانوا أدوات لتنفيذ مؤامراته حتي وصل عدد شهدائنا لأكثر من مائتي شهيد.. وللأسف احتمي العدو الإسرائيلي بمظلة العلاقات الخاصة والحميمية بين مبارك وشركاه لا يستطيع أحد انكار أو تكذيب ان مبارك الحليف الاستراتيجي لأمريكا وإسرائيل أوقف عمداً ومع سبق الإصرار المشروع القومي لتعمير سيناء.. وتصدي لكل محاولات القوي الوطنية لإحيائه.. بل واستبعدته حكوماته الفاسدة من كل خطط ومشروعات التعمير والتنمية.. إرضاء وخضوعاً لإملاءات من أرادوا أن تبقي أرض الفيروز صحراء جرداء.. ينعق فيها البوم.. ويعربد في دروبها وجبالها وكهوفها محترفو الإرهاب والإجرام.. وعصابات المخدرات والسلاح والاتجار في البشر لذا لا يجب ان يبدو غريباً لنا أن تتحول سيناء إلي وكر للإرهاب.. وتخرج منها عصابات مسلحة تقطع الطرق.. وتخطف السياح والزوار.. وترهب الأهالي.. وتروع كل العابرين علي الطرق منها وإليها.. ثم يصل الأمر إلي اغتيال جنودنا الرابضين علي نقط الحدود في جسارة وتحد يهز بعنف هيبة الدولة ويمتهن كرامتها هل آن الأوان.. وبعد رحيل الحليف الاستراتيجي ورموزه وفلوله.. ان تطلب حكومة الثورة إعادة النظر في كامب ديفيد السادات مبارك.. وتعديل البنود الخاصة بتواجد قواتنا المسلحة في سيناء.. وتعظيم حجم أعدادها وسلاحها وعتادها.. بما يضمن حراسة وحماية حدودنا؟ هل آن الأوان لحكومة الثورة وهي ترمم أنقاض مصر.. ان تحمل علي عاتقها مسئولية إخراج المشروع القومي لتعمير سيناء من الأدراج.. وتعين لسيناء وزيرا مسئولا عن إنقاذها وإعمارها؟