جماهير الألتراس أبعدت الجماهير الحقيقية عن الملاعب
بعد ان وصلت الكرة المصرية الي هذه الدرجة المأساوية التي اجبرت الناديين الكبيرين الاهلي والزمالك ان يلتقيا غدا ولأول مرة في التاريخ من دون جماهيرهما.. اصبح السؤال الذي يتردد داخل القلعتين من الذي اوصل اكبر الاندية شعبية وجماهيرية في الامة العربية الي هذه الحالة المذرية؟. كانت النتيجة التي لا تقبل الجدال هي ان العنف الذي انتهجته روابط الالتراس في كل الاندية وأدي في النهاية الي مجزرة راح ضحيتها 47 شابا بريئا وأدت الي ايقاف نشاط كرة القدم في مصر. متي تعود جماهير الاهلي والزمالك وجميع الاندية؟ متي لا تنحصر المدرجات علي جماعات لها توجهات اشاعت العنف في الملاعب وخارجها. لقد وصل الصدام الي حد اقتحام الاندية وتعطيل التدريبات بدافع الحب للفريقين الكبيرين ونجومهما. اليوم يوجه اتحاد الكرة خطابا الي وزارة الداخلية في محاولة لانقاذ الدوري من جديد، كان انور صالح القائم بأعمال رئيس الاتحاد قد اجتمع مع العميد حازم الغريب مدير ادارة تأمين الملاعب في الاتحاد وتم الاتفاق علي دعوة قيادات الوزارة الي اجتماع لبحث سبل عودة النشاط الكروي في ظل الالتزام بالقرارات التي وضعتها النيابة العامة وايضا الاشتراطات الامنية لوزارة الداخلية وايضا الضوابط التي يضعها الاتحاد الدولي »الفيفا«. ويؤكد خطاب الاتحاد علي ان الحرص الشديد من جانب جميع القطاعات علي ضرورة انطلاق الدوري للموسم الجديد لما فيه مصلحة اكثر من ثلاثة ملايين مصري يعملون في صناعة الرياضة وما تشهده الساحة الكروية من جانب بعض القوي لتعطيل عودة الدوري يستهدف الاضرار العمدي بكل هذه الجموع من شعب مصر. وفي الاهلي كان يوم امس موعدا جديدا لاسر الشهداء من جماهير النادي لتوزيع الدفعة المقررة وفقا للبرنامج الزمني للتعويضات الموضوع منذ فترة وكان مرتبطا بضخ مبالغ مالية من موارد النادي الي حسابه البنكي لتمويل الجانب الخاص بالتعويض. وكانت قضية شهداء مذبحة بورسعيد من القضايا التي تم استغلالها في الفترة الاخيرة، ورغم ان هناك عددا من اولياء امور الضحايا حضر الاجتماع الذي عقده مجلس ادارة النادي في اطار جلسات التلاقي المحددة كل ثلاثة اسابيع مع المسئولين في النادي وعلي رأسهم حسن حمدي وخالد مرتجي وخالد الدرندلي والعامري فاروق اعضاء مجلس الادارة واللجنة القانونية المكلفة بتولي امر القضية التي تضم المستشارين محمود فهمي ورجائي عطية واكثم بغدادي واسامة قنديل. ورفض البعض الآخر الحضور بدعوي من رابطة الالتراس وقد وضح ان هناك ارتباكا في الامور وخلطا للاوراق بين الاجراءات الادارية وخطوات التقاضي والتعويضات المادية التي يسعي الجميع لتوفيرها وبين الفترة الزمنية التي تتطلبها الهيئة القضائية لاصدار احكامها النهائية في هذه الجناية.. ويبدو ان الخلط مقصود خاصة ان هناك من بدأ يدخل علي الخط ويحول الدماء الغالية التي سالت الي وسيلة لجني ارباح سواء من جهات غير معلومة او بالحصول علي اموال من كامل ابوعلي رئيس النادي المصري السابق وهو ما علم به عدد من اهالي الشهداء والمسئولين في القلعة الحمراء ورفضوا تماما الاتجار بالدماء الغالية وامتهان ذكري الشهداء. وفي الزمالك الوضع اقل تعقيدا حيث ليست هناك قضية بخطورة وحساسية مذبحة استاد بورسعيد ولكن تورط مجموعة من المنتسبين الي الجماهير الزملكاوية في محاولة الاعتداء علي المدير الفني دق ناقوس الخطر بشدة امام كل محاولات العاملين في الوسط الرياضي بمختلف انتماءاتهم لاعادة النشاط، لان هذا الامر مع الحوادث التي وقعت في الاهلي وفي عدد من الشوارع اكدت ان القضية ليست قضية امنية وانما هي جماهيرية في الاساس.