تحول معرض الكتاب الي متنفس للاسر المصرية و«فسحة» من اجل «لمة العيلة» وتغيير الجو بعد الشهور التي قضاها ابناؤها في الدراسة والانتهاء من امتحان التيرم الاول واصبح من الطبيعي ان تجد الطوابير الطويلة التي وقفت علي بوابات الدخول قد توجهت الي هدفها، حيث كان اللافت ان الطوابير حول منافذ بيع الطعام اكثر من تلك التي امام ابواب اجنحة معرض الكتب. وتنوعت المأكولات التي تقدمها مطاعم المعرض بين ساندوتشات ال « تيك أوي» والمشويات والحلويات أيضاً، مثل عربات «الزلابيا» و»غزل البنات» والمخبوزات المختلفة، كانت الاسعار محل شكوي البعض ويعبر عنهم محمد علي، محاسب بقوله ان غلاء أسعار الطعام، بزيادة ثمن الوجبة جنيهين، أو أكثر عن أسعار الطعام بالخارج، ويرد علي الشكوي أحمد السيد، بائع بأحد المطاعم ويقول: «دي لقمة عيشنا واعتادنا أن نأتي إلي هنا منذ عدة أعوام ومنها خدمة للزوار وفي نفس الوقت مكسب لنا». «اللمة حلوة.. ثقافة وفسحة في نفس الوقت».. هكذا قالت سناء حمدي موظفة وتابعت :» لدي 3 أطفال جميعهم في المرحلة الابتدائية وهم من شجعوني علي الحضور واستيقظت مبكراً من أجل تحضير الساندوتشات لزوم الجلوس في حديقة المعرض وبعد تناول الطعام، أذهب بهم إلي اجنحة المعرض من أجل تصفح بعض قصص الأطفال المصورة التي يحبونها. ونالت الألعاب الترفيهية نصيبها من اهتمام الزوار كما جاء البعض بكرة القدم الخاصة به، وأخذوا يلهون بها ويمرحون في جو تسوده البهجة ليتحول المعرض إلي مكان للتنزه وكاننا في احد النوادي او الحدائق العامة كما جلس بعض الشباب علي الأرض بين النباتات والزهور.. ويقول خالد عبد العاطي، 18 سنة، طالب : « أجنحة الكتب مزدحمة جداً فقررت أنا وأصحابي الجلوس في الحديقة ومشاركة الأطفال فرحتهم»، وتابعت دينا حسن، 15 سنة : « مش شرط نيجي عشان نقرأ ممكن نلعب كمان ومنها نغير جو»، بينما أكد حسن إسماعيل أن السبب الرئيسي في توجه البعض إلي الحدائق والكافيتريات بدلاً من تصفح الكتب هو ارتفاع أسعار عدد كبير منها وليست في متناول الجميع وأضاف: «بصراحة الأسعار غالية والحل هو سور الأزبكية لان هناك نجد الكتب القديمة التي نريدها وبأقل من الأسعار هنا أو في أي محل آخر». بينما انتقد البعض هذه الظاهرة ويقول أحمد عبد الله، طبيب، ان هذا العام شهد إقبالا كبيرا غير مسبوقٍ من الشباب، ولكنه كان للفسحة فقط، وتابع : «أحزن كثيراً بسبب ابتعاد العديد من الشباب عن القراءة والاطلاع، وبعضهم يأتي إلي المعرض من أجل التفاخر أمام أصحابه لكي يحمل لقب « مثقف»، ومعظم الزائرين يأتون إلي هنا من اجل التنزه فقط وليس بغرض المعرفة».