لقد سمعت أن اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس قد أصدرت كتيبا شمل قواعد الانتخابات وإجراءات الفرز وللأسف هذا الكتيب صدر متأخرا لا أعرف لماذا لا تعترف الصحف بوجود طابور خامس يدعو إلي مقاطعة الانتخابات، وقد أصبح ضعف التصويت ظاهرة وأصبحت معها صناديق الانتخابات خاوية من أصوات الناخبين، فمثلا لو أخذنا بكلام رئيس دائرة الوراق وأوسيم فعدد الناخبين حسب الكشوف يصل إلي 2200 ناخب لكن الذين أدلوا بأصواتهم لا يزيد عن 170 ناخبا.. ألم يعد هذا المشهد من المشاهد المزرية.. التي تؤكد وجود هذا الطابور الذي يهمه فشل العملية الانتخابية.. ودائرة الوراق ليس وحدها هي المقياس لفشل التصويت، فهناك دوائر أخري يشكو رؤساء اللجان من عدم الإقبال علي صناديق الاقتراع فقد بلغت نسبة التصويت في لجنة كلية العلاج الطبيعي 2 في المائة هل يعقل أن تصل نسبة التصويت إلي هذا الرقم المفترض أنها في دائرة يسكنها المتعلمون ويعرفون قيمة المساهمة الوطنية في اختيارهم لبرلمان يمثل إرادتهم.. - أعرف أن لجانا في الفيوم لم تسجل صوتا واحدا.. معني الكلام أن هناك مؤامرة علي مصر لذلك علينا أن نواجه الموقف بصراحة وكفانا تزويقا وكون أن تصل نسبة التصويت إلي 7 في المائة في أغلبية اللجان فهذه مصيبة، أن يكونوا جميعهم من الأحزاب الدينية ونكون قد سلمنا البلد للسلفيين بالتعالي علي عملية التصويت، ولا أعرف لماذا نقاطع الانتخابات ونقدّم البرلمان هدية للسلفيين أو الخلايا النائمة من الاخوان الذين دخلوا المعركة الانتخابية كمستقلين، لذلك أقول علي صحافتنا أن تصارح الناس وتكشف لهم عن خطورة الموقف فالمقاطعة ليست في صالح الوطنيين الذين يحبون الخير لهذا البلد، فيه إيه لو كشفت صحافتنا عن نوايا الإسلاميين أو السلفيين يوم أن يركبوا البرلمان، إذن من الأفضل أن ندرس ونتناول أسباب تراجع الناخبين وامتناعهم بإدلاء أصواتهم.. مؤكد هناك أسباب ليست سياسية ولا أظن أن يكون للإخوان علي اعتبار أنه يهمهم اكتساب الأصوات لصالحهم أما عن علاقتهم في تحريض الناخبين عن الامتناع أو مقاطعة الانتخابات فهذه ليست سياستهم لأنهم يسعون إلي البرلمان ليحققوا مآربهم.. - كنت أتوقع أن تسارع اللجنة العليا للانتخابات في تحليل الموقف والنزول إلي الشارع المصري لمعرفة الأسباب، لأن الذين تقاعسوا عن الإدلاء بأصواتهم من الطبقة المتعلمة جدا وهذه الطبقة لا تتأثر بدعوة الطابور الخامس الذي يعمل في السر ويهمه أن تفشل الانتخابات مع أن فشلها سيكون سببا في إعادة التجربة وقد تكون الإعادة ليست في صالحهم بسبب الحماس الذي سيصيب الشارع المصري بعد أن يكتشف المصيبة التي تهدد مستقبل البلد.. - أنا عن نفسي أقول إن الناس مش فاهمة حاجة ولا تعرف كيف تختار اسم المرشح وما هو الفرق بين هذا في القائمة وهذا فردي وليس هناك سيرة ذاتية للمرشحين.. وبالذات سكان المناطق الشعبية، وإن كان عدد من سكان المدن اشتكوا نفس الشكوي ومن بينهم متعلمون جدا فقد اطلعوا علي أسماء المرشحين ولم يطلعوا علي سيرهم الذاتية حتي تساعدهم في الاختيار.. وهنا أقول هذا دور اللجنة العليا للانتخابات فقد كان عليها توعية الناخبين مع توقيع غرامة قد تصل إلي الألف جنيه علي كل من يتخلف عن الإدلاء بصوته.. - لقد سمعت أن اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس قد أصدرت كتيبا شمل قواعد الانتخابات وإجراءات الفرز وللأسف هذا الكتيب صدر متأخرا وكان مطلوبا توزيعه لرفع حالة الثقافة والتوعية عند الناخبين.. وكان علي الإعلام دور كبير في توعية الناخبين في كيفية اختيار المرشح وكم مرشح مطلوب في كل دائرة.. لم نسمع أن المحليات لعبت دورا وشرحت للأهالي كيفية الاختيار وهذه هي شكوي الملايين.. - وقد روي لي أحد الأصدقاء أن أهالي الدلتا والصعيد لا يعرفون أسماء الأحزاب بسبب تشابه الأسماء وتكرارها وفعلا فقد ذكر اسم مصر في أكثر من حزب والجبهة الوطنية وتيار الاستقلال وفرسان مصر وفي حب مصر.. وأسماء أخري وأخري، لذلك من الصعب علي الفلاح البسيط ان يعرف هذه الأسماء حتي تطالبه بأن يعطي صوته لواحدة من هذه القوائم.. بالله أنتم بتضحكوا علي أنفسكم.. - علي أي حال لاتزال عندنا فرصة التصويت.. علينا أن نستفيد من تجربة المرحلة الأولي حتي لا تتكرر أخطاؤها.. وعلي المواطنين أن يعوا أن الخطر علي الأبواب لو امتنعوا عن التصويت.. المهم الاختيار الأصلح.. نريد برلمانا يختلف عن برلمان الإخوان.. نريد برلمانا للعقول وليس لأصحاب الذقون.. برلمانا لا يحمل الهوية الدينية ولا يخلط الدين بالسياسة.. فالدين له منابره والسياسة لها البرلمان.. المهم أن نعي ونفهم أن مصر ستضيع من أيدينا يوم أن نتعالي أو يأخذنا حماس المقاطعة وساعتها لا يفيد الندم يوم أن يضيع البرلمان منا.. عليكم بأنفسكم وبجيرانكم.. كونوا يدا واحدة في مواجهة الطابور الخامس الذي يتبني الدعوة إلي مقاطعة الانتخابات.