كتب وجيه الصقار: مفاجآت كثيرة تنتظر الناخبين في الانتخابات المقبلة, قد تحدث ارتباكا بين الناخبين, وتعوقهم عن الإدلاء بأصواتهم, ومن الممكن أن تذهب أصواتهم إلي من لم ينتخبوهم. برلمان الثورة تعرض بعضا من هذه التعقيدات لعل اللجنة العليا للانتخابات تتلافاها, حتي تخرج الانتخابات بالصورة المرجوة.. الدكتور رشاد عبده أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يؤكد أن الانتخابات المقبلة بها درجة عالية من التعقيد الذي يصعب علي المواطن التعامل معه أو فهمه, فالانتخاب يكون للفردي في لجنة, وللقائمة في أخري, وهذا ما كشف عنه كثير من المواطنين, حتي إنني والكلام للدكتور رشاد وجدت نفسي في لجنتين بالدقي للفردي, اللجنة رقم(6) وللقائمة رقم(3), فمن لديه كل هذا الوقت ليذهب إلي لجنتين ويقف في طابورين لمدة قد تصل إلي عشر ساعات متصلة, فهذا نوع من الجنون, وفي الوقت نفسه فإن الدوائر القديمة ألغيت, وعلي المواطن أن يبحث عنها في الإنترنت لمعرفة الموقعين الجديدين للانتخاب, حتي لا يضيع وقته دون فائدة, وهذا بالطبع لن يشجع الناس علي الذهاب إلي هذا العذاب مهما حدث, بالإضافة إلي عدم معرفة أي شخص من المرشحين, ومن هو الذي يستطيع من المواطنين البحث في النت عن مكان لجنتيه. وفي الوقت نفسه فإنه لا يمكن أن يشارك الناخب في لجنة في موطنه الأصلي الذي تعود عليه لو كانت بطاقته بعنوان آخر ومدينة أخري. ويسوق أستاذ السياسة مثلا علي أخطاء الانتخابات التي مازالت قائمة من إلحاق أسماء سكان مدينة الشيخ زايد في6 أكتوبر بمدينة الشيخ زايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية, أي أن سكان6 أكتوبر أصواتهم مدونة في الإسماعيلية, ولم يصحح هذا الخطأ حتي الآن, لذلك فإن التأكد من اللجان بالإنترنت يختصر كثيرا من المشكلات أمام الناخب, في الوقت الذي نلاحظ فيه أن دائرة الفردي أقل اتساعا من دائرة القائمة التي تكون ما بين8 10 مرشحين منهم امرأة, وتكون نسبة الاختيار للقائمة70%, بينما للفردي30%, مع أن الناخب قد لا يعرف أي شخص في هذه القائمة, وإذا ذهب من أجل انتخاب شخص قد يكون ترتيبه الرابع أو الخامس ربما يصل إليه الدور في ترتيب الناجحين, فيذهب الصوت لغيره ممن لا يعرفهم الناخب, وهذا بالتأكيد إجحاف شديد به. وتوقع د. رشاد عبده أن الانتخابات لن تكون جيدة, ولن تحقق حتي الحد الأدني من طموح الناس, خاصة لمن يصوتون بالخارج ممن تركوا مصر من عشرات السنين ولا علاقة حقيقية لهم بأصولهم السكنية, فسيكون تصويتهم عشوائيا, لأن أسماء المرشحين جديدة علي الجميع, وليس هناك وقت لعرض برامج أو غيره, وهذا ما حدث تماما في تونس, فلم يكن أمام المغتربين سوي انتخاب الحزب الذي يرفع شعار الدين وهو حزب النهضة, وهو ما سيحدث في مصر وليس هناك بديل عنه.