الخوف من ضياع گرسي الرئاسة وراء الهجوم لماذا لم تعترض الجماعة علي شفيق وموسي؟! رغم ترشح أحمد شفيق وعمرو موسي لمنصب رئيس الجمهورية قبل اعلان عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ترشحه، الا ان الدنيا انقلبت رأسا علي عقب إثر اعلان الاخير ترشحه واعلنت جماعة الاخوان المسلمين رفض ترشح سليمان للمنصب.. مهددة بالتصعيد الذي قد يصل لثورة ثانية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.. بل وصل الامر بانعقاد جلسة استثنائية لمجلس الشعب لاستصدار قانون العزل السياسي لمنع رموز النظام السابق من الترشح رداً علي ترشيح عمر سليمان!! الامر الذي يدعو للتساؤل عن السر الحقيقي وراء انقلاب الاخوان علي عمر سليمان.. والاسباب الخفية للحرب التي أعلنوها ضده رغم قبولهم بغيره من رموز النظام السابق. يحلل د. جمال زهران استاذ العلوم السياسية موقف الاخوان من ترشح عمر سليمان ورفضهم لترشحه وتهديدهم بالتصعيد في حال فوزه قائلاً: ان موقف الاخوان لم يقم علي اساس المبدأ.. لذا فهو موقف غير اصيل.. وهو مماثل لموقفهم من ضرورة تطهير مؤسسات الدولة من قيادات فلول نظام مبارك.. حيث قبل كل من رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشوري وهما ينتميان لجماعة الاخوان.. الابقاء علي رموز الفلول يمارسون اعمالهم وبنفس مواقعهم القديمة في المجلسين.. فلا زال محمد سامي مهران امينا لمجلس الشعب ولا زال فرج الدري امينا لمجلس الشوري رغم عملهما في نفس المواقع مع رؤساء المجلس السابقين.. ورغم صدور قرارات بمنع سفرهما للخارج الا انه قد تم السماح لهم بالسفر مع رئيسي مجلسي الشعب والشوري.. وهذا يعني ان الاخوان يقبلون باستمرار رموز نظام مبارك.. ولا زال 90٪ من المناصب الرئيسية في الدولة تشغلها نفس الوجوه القديمة من فلول النظام ولم يتغير منهم أحد. ويضيف جمال زهران قائلاً إن ما يفعله الاخوان مع عمر سليمان حالياً هو انقلاب لأجل مصالحهم الشخصية.. وليس انتصاراً لمبادئ الثورة.. فقد اعلنوا ان حزبهم ليس لديه مرشح رئاسي وعندما اصبح هناك مرشح لهم جاء ترشح عمر سليمان رداً علي مرشحهم فاصبح عمر سليمان يمثل تهديداً لمصالحهم ولذلك بدأ الهجوم علي ترشيحه والتهديد بالتصعيد ضده اذا فاز.. واذا كان الاخوان يتشدقون بان موقفهم الحالي هو انتصار لاهداف الثورة فهذا مردود عليه بان قانون العزل السياسي كان يجب ان يكون قائماً قبل بدء فتح ابواب الترشح للرئاسة.. وليس بعدها وهو ما يؤكد ان وعود الاخوان بأنهم سيقومون بالتطهير فور وصولهم للسلطة هو محض افتراء.. لانهم لم يقوموا بالتطهير الا بعد ان جدت امور اصبحت تهدد مصالحهم ومصالح مرشحيهم فقط.. ولذلك فان حالة التضاد بين عمر سليمان وبين الاخوان هو تضاد قائم علي المصلحة وليس قائماً علي المبدأ وليس لصالح الثورة. ليس انتصارا للمبادئ ويؤكد المستشار كمال الاسلامبولي رئيس المجلس الوطني المصري ان موقف الاخوان من ترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية ليس انتصارا لمبادئ الثورة وليس لان عمر سليمان هو واحد من رموز النظام السابق.. بدليل ان كلاً من عمرو موسي واحمد شفيق هما رمزان من رموز النظام السابق وقد ترشحا لنفس المنصب الذي تقدم له عمر سليمان ولكن لم يقم الاخوان بالاعتراض او التهديد لترشحهما.. ولم يسارعوا ايضا باستصدار تشريع لمنعهما من الترشح.. وكل هذا حدث فقط رداً علي ترشيح عمر سليمان. ويري كمال الاسلامبولي ان ما يقوم به الاخوان هو رد فعل لحالة الفزع التي انتابتهم لاستشعارهم ان نزول عمر سليمان قد يحسم مسألة كرسي الرئاسة لصالحه وليس لصالحهم.. في الوقت الذي يريدون فيه الاستئثار بكل شيء. تفعيل القوانين ويبدي المستشار كمال الاسلامبولي تخوفه الشديد قائلاً: انا في حالة فزع شديد من ان ينحرف مجلس الشعب بسلطاته.. وان يتحول دوره من مشرع لقوانين عامة لصالح الشعب لترزي يقوم بتفعيل قوانين خاصة لفئة التيار الغالب في المجلس. ويضيف ان مجلس الشعب ليس ورشة خاصة في يد الاخوان والسلفيين ليقوموا يتصنيع قوانين تصب في صالحهم.. إما بإقصاء غيرهم ليفسحوا المجال لانفسهم فينفردون ويستحوذون.. أو بسن القوانين التي تتيح لهم تنظيف صحفهم الجنائية.. واختراع قوانين للعفو عن الاحكام التي صدرت ضدهم وهو ما يسعون اليه حاليا. الرجل الخطير دائماً اما جورج اسحاق مؤسس حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير فيري ان الاخوان يشعرون ان عمر سليمان هو خطر دائم بالنسبه لهم وقد صرح بان لديه صندوقين اسودين واحد يفتحه وآخر لن يفتحه وصرح بانه يريد مساحه واسعة من السلطات.. والاخوان مثل اي مصري يستنكرون ان يصل الافتراء.. لدرجة ان يترشح نائب رئيس الجمهورية السابق وشريكه في النظام لكرسي الرئاسة وان يتعامل علي انه بنفس سلطاته ولا زال يهدد ويتوعد. ويري د. محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين سابقا، أن وراء غضب الإخوان وتصعيدهم ضد ترشح عمر سليمان رئيسا للجمهورية عدة أسباب، أهمها انه كان نائبا للرئيس المخلوع وهو منصب لم يشغله أحمد شفيق أو عمرو موسي، ولأن الناس مقامات، فقد كان لترشح سليمان صدي أقوي لأنه بمثابة إعادة لعهد مبارك شخصيا. ويشير د. محمد حبيب ان قانون العزل السياسي لرموز نظام مبارك كان من المفترض أن يصدر في أول أو ثاني جلسة لمجلس الشعب، وعدم صدوره حتي اليوم هو خطأ جسيم يتحمل وزره كل من المجلس العسكري والبرلمان والقوي السياسية، حتي لا يقع ما يحدث حالياً. ويضيف د. محمد حبيب أن الفكرة من التوجس من ترشح عمر سليمان، تأتي نتيجة التخوف من تزوير الانتخابات لصالحه، فالرجل سبق أن أعلن عدم ترشحه وفي خلال ساعات تغير موقفه وقرر الترشح، وفي ساعات قليلة تم تجنيد 001 ألف توكيل لصالحه، في الوقت الذي بذل غيره من المرشحين جهودا مضنية للحصول علي ربع هذا العدد، من شمال مصر وجنوبها! وهو الأمر الذي يثير علامات استفهام كثيرة، كل هذه المؤشرات ترفع درجة الخوف لدي الإخوان ولدي جميع المصريين من احتمالات تزوير الانتخابات.