الزير يعوض غياب مبردات المياه بأسوان مع ارتفاع درجة حرارة الجو التي تصل في اسوان وقت الظهيرة إلي حوالي 49 درجة مئوية لايكون امام العطش سوي شراء زجاجات المياه المعدنية خاصة لغياب مبردات المياه في شوارع اسوان، ولما كان شراء هذه الزجاجات أمرا مكلفا لايقدر عليه معظم اهالي، ظهرت «الازيار الفخار» في الحدائق العامة في المدينة، وذلك كخدمة البسطاء مع تخصيص من يهتمون بها ويتولون أمرها من بداية من نظافتها وحتي ملئها في حال نفاد المياه منها، وكان الحرص شديد: علي أن يتم وضع كل «زير» في منطقة رطبة تظلهاالاشجار ليحتفظ برطوبة مياهه. الطفل أحمد ذو العشر سنوات، واحد المسئولين عن مجموعة «الازيار» يقول لنا «أجلس في الحديقة طوال النهار حتي منتصف الليل، وذلك لعملي بالملاهي، ومتباعة مجموعة من الازيار وضعها والدي لري أهالي اسوان، وترك لي مهمة الحفاظ عليها واضاف: تابع الزيار وأقوم بملئها اولا بأول، كما اغسلها جيدا كل فترة، واحافظ علي رطوبتها مع وضعها اسفل الاشجار ورش المياه عليها يوميا، اكسب من عملي ثوابا كبيرا، فغلابة اسوان لا يستطعون شراء المياه المعدنية. أما محمود نادرأحد أهالي اسوان، والذي صادفناه يشرب من الزير قال: مياه الزير طبيعية ونظيفة كماأن كل الشوائب تترسب في قاع الزير، وانا عامل أجرة علي قد حالي لا استطيع شراء المياه المعدنية، وكتر خير الزير، بيروينا ويوفر فلوسنا. ووافقه الرأي الشاب محمود قائلا : «اسوان تكاد تخلو من مبردات المياه الكهربائية وفكرة الزير موجودة منذ قديم الزمان، الا انه في الفترة الاخيرة ظهرت بكثرة في الحدائق لتروي الاهالي وتوفر لهم اموالهم طوال الحر.