أخاف من الظلم وأتعاطف مع أي مظلوم سواء أكان صديقا أو عدوا! أضع نفسي مكانه. أتصور نفسي في وضعه. أتخيل كم الهم والغم الذي يصيب عائلته. من أهم حقوق الإنسان حقه في العدالة والمقصود هنا العدالة الناجزة وليست العدالة التي تتحقق بعد شهور أو سنوات. فالعدالة البطيئة هي ظلم بيّن. ليس من حقك أن تظلم مواطنا ولا أن تحكم علي إنسان قبل أن تنتهي جميع درجات محاكمته ويصدر بها حكم نهائي. كم رأينا في الماضي حكاما يكممون أفواه يقيدونهم بالأغلال ويكممون أفواههم ويلعنونهم. لابد - في مصرنا الجديدة - من حماية الضعفاء حمايتنا للأقوياء! لا يكفي أن نشهٍٍٍِِِِر بمواطن لأنه مغضوب عليه أو لخصومة شخصية معه. لقد انتهي العهد الذي كان يٌتهم فيه المواطن الذي يختلف مع الحاكم ويتهم بالخيانة العظمي. ولا يكفي أن نتهم مواطنا في ذمته ونشهر به، بعد أن يصدر عليه حكم أول درجة. وكم من المرات نٌشرت اتهامات قاسية سقطت أمام القضاء، وكم من قضايا أصدرت فيها محكمة النقض حكم البراءة بعد سنوات ظل الاتهام الظالم كالخنجر مصوبا لصدر الأبرياء. وكم من أبرياء شوههم الإعلام ولطخهم بالطين بسبب وشايات ظالمة ثبت بطلانها وتلفيقها وتزييفها. أعرف مسئولين كبارا( في عصورالرئيس عبد الناصر والسادات ومبارك) وحتي يومنا هذا، دفعناهم إلي قفص الاتهام ولوثنا سمعتهم وأهدرنا كرامتهم وعندما برأهم القضاء، وتبين لنا أنهم أبرياء، انتهي الموضوع بخبر صغير قد ينشر أو لا ينشر لعدم أهميته! من يعوض هؤلاء المظلومين عن الليالي التي قضوها في ظلمات السجون ؟ من الذي يعوض أسرهم عن المذلة والإهانة التي تعرضوا لها؟ إننا بغير قصد نحطم حياة ابرياء! تصادف أن عايشت عن قرب قصة ابنة أحد كبار المسئولين السابقين في الدولة، الذين اتهموا في قضايا الكسب غير المشروع. طلقها زوجها بعد نشر قرار الاتهام وبعد أن أصدرت المحكمة حكمها بالبراءة، حاول المطلق أن يرد زوجته السابقة لكنها رفضت لأنه تخلي عنها في محنتها! أعرف أسرة أخري حُكم علي الأب البرئ بالسجن، فتعثر الابناء في الدراسة ولم يكملوا تعليمهم بعد أن كانوا من المتفوقين. المتهم برئ حتي تثبت إدانته والمقصود هنا عندما تنتهي جميع درجات التقاضي ويصبح الحكم الصادر نهائيا لا نقض له. فليس من حق أحد أن يجعل من نفسه قاضيا يتهم الناس ويحاكمهم! إن ظلم البرئ جريمة كاملة الأركان مع سبق الإصراروالترصد!