أكد الحوثيون في اليمن أنهم لن يركعوا أمام أي تهديد أو وعيد، وانتقدوا بيان مجلس التعاون الخليجي الذي دعا إلي انسحابهم من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وقللوا من أهمية اغلاق سفارات عدة دول أجنبية في العاصمة صنعاء.. وقبل إجراء تصويت في مجلس الأمن الدولي علي قرار يدعو الحوثيين إلي التخلي عن السلطة، قال محمد عبد السلام المتحدث باسم حركة «أنصار الله» التابعة للحوثيين إن بيان مجلس التعاون الخليجي ليس مفاجئاً، وأشار إلي أن الشعب اليمني يعرف تماماً أن مواقف بعض الدول نابعة من البحث عن مصالحها السياسية. وأضاف «الشعب اليمني لن يصدق النوايا المزعومة للدفاع عنه وهو الذي ظل يعيش حالة من الفقر والبطالة والبؤس طيلة العقود الماضية في محيط من أغني دول العالم». واعتبر أن التهويل بسحب السفراء والقول إن اليمن سيدخل في عزلة دولية يكشف حالة الهلع لدي بعض القوي السياسية ورأي أن تلك السفارات ترعي مصالح بلدانها وليس مصالح الشعب.. في الوقت نفسه، أوضح دبلوماسيون في الأممالمتحدة أن مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا والأردن بات جاهزاً لطرحه للتصويت، وأنه سيدعو الحوثيين إلي ترك السلطة والانسحاب من المؤسسات الحكومية ورفع الإقامة الجبرية عن أعضاء الحكومة والرئيس والانخراط بحسن نية في العملية السياسية. وأشاروا إلي أن مشروع القرار يدعو جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلي الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعي إلي إثارة الصراع وعدم الاستقرار، وأنه سيبدي استعداد مجلس الأمن لاخذ تدابير إضافية وهي عبارة تعني في قاموس الأممالمتحدة فرض عقوبات، إلا أنه لن يصدر تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة. وأوضح دبلوماسيون غربيون إن روسيا غير متحمسة لفرض عقوبات علي الحوثيين.وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد دعت مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة يتضمن إجراءات عملية عاجلة للحفاظ علي السلم والأمن الدوليين اللذين يهددهما استمرار الانقلاب علي الشرعية في اليمن.. في غضون ذلك، واصل مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي اليمن جمال بن عمر مشاوراته مع القوي السياسية وبينها الحوثيون، في الوقت الذي تحدث فيه حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن قرب التوصل إلي حل. ميدانياً، أعلن المتحدث باسم حركة «رفض» المناهضة للحوثيين أن مجموعة مسلحة داهمت منزل مؤسس الحركة أحمد هزاع وسط مدينة «أب» واقتادته إلي جهة غير معلومة. وذكر شهود عيان أن عناصر من الحوثيين قامت بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين في المدينة. يأتي ذلك بينما وقعت مواجهات بين الشرطة اليمنية وعناصر من الحراك الجنوبي خلال مظاهرات أمام مقر اجتماع دعا إليه محافظ عدن وكان يفترض أن تشارك فيه المكونات السياسية الرافضة للحوثيين وبينها شخصيات سياسية من الشمال إلا أنه تم تأجيله بسبب الوضع الأمني. وأوضحت عناصر من الحراك الجنوبي – المطالب بانفصال جنوب اليمن- أن المظاهرات جاءت احتجاجاً علي وجود ممثلين عن المحافظات الشمالية، وهو ما يتنافي مع توجهات الحراك الداعية لحصر المنقاشات بين الجنوبيين.