مقاتلو جماعة بوكو حرام الإرهابية سعداء بالأراضى التى يستولون عليها لاعلان دولتهم في ظل حالة الفوضي وعدم الاستقرار التي تشهدها نيجيريا حاليا، تسعي جماعة بوكو حرام الإرهابية لإقامة دولة تنسبها زورا إلي الإسلام، داخل الاراضي النيجيرية التي تسيطر عليها حيث تحتل الجماعة بالفعل حوالي 20 ألف ميل مربع من أراضي البلاد أي ما يعادل دولة بحجم بلجيكا، وترفع أعلامها السوداء فوق مدن وقري ولايتي بورنو ويوبي في الشمال. كانت آخر منطقة تسقط في يد الجماعة قرية باجا الواقعة علي شواطئ بحيرة تشاد، وبذلك حقق مقاتلو بوكو حرام السيادة علي حوالي 11 منطقة حكومية، يسكن فيها ما يزيد علي 1.7 مليون نسمة. واصبح في قبضتها ما يقرب من 20% من مجموع أراضي نيجيريا ولفتت صحيفة التلجراف البريطانية إلي أن الجيش النيجيري الذي ينخر فيه الفساد وعدم الأهلية أظهر عجزه عن التصدي لزحف الجماعة، التي يمتد نفوذها اليوم من جبال ماندرا علي الحدود الشرقية للكاميرون إلي بحيرة تشاد في الشمال ونهر يدسرام غربا. ويعتقد دبلوماسيون تحدثوا للصحيفة أن ما تحققه جماعة بوكو حرام هو تصعيد منطقي للحملة التي شنتها، وصرح اندرو بوكوك المفوض الأعلي لبريطانيا في نيجيريا أن الجماعة تسير علي نهج داعش بل وتحاكيه خطوة بخطوة، وأن باستطاعتها إعلان خلافة كما فعلت داعش. وأضاف بوكوك أن هناك أيضا أساسا منطقيا لسيطرة بوكو حرام علي كل تلك المساحة من الأرض، إذ يخلق النجاح الذي حققته الجماعة، المزيد من الرغبة في الامتداد والتوسع للوفاء بمتطلبات هذا التوسع التي تتمثل في إيجاد وتأمين مواقع التمركز وحفظ المعدات وتأمين الإمدادات والأسري. وتعتمد بوكو حرام في سيطرتها علي المدن والقري علي نهج الاستعمار الاستيطاني، حيث تبدأ بشن المجازر لسكان القري الذين يقاومون محاولات فرض سيطرتها، لتخويفهم وإجبارهم علي الهرب من المكان، ففي الاسبوع الماضي ارتكبت الجماعة مجزرة مروعة تقشعر لها الابدان في شمال شرق نيجيريا. مئات الجثث من الضحايا الأبرياء متناثرة ومكدسة في الشوارع ، أعدادهم لا تحصي ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.حيث فاقت في احد التقديرات الالفي قتيل.قامت الجماعة بقتلهم في مذبحة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها الأشرس في تاريخ التنظيم. والغريب ان العالم لم يهتم بالقاء الضوء علي هذه المذبحة فقد توافقت مع الهجوم الإرهابي علي صحيفة شارلي ايبدو التي خطفت أنظار الدنيا. ومن الوسائل الاخري لاقامة دولة بوكو حرام المزعومة اشعال الحرائق في المدن والقري التي تجتاحها، فقد قامت عناصر الجماعة "بإحراق وتدمير 16 مدينة وقرية بالكامل بينها مدينة "باجا" الاستراتيجية التي تعد مركزا تجاريا كبيرا كما تضم قاعدة عسكرية. ويهدف هذا الهجوم إلي السيطرة علي الحدود الواقعة بين النيجروتشاد والكاميرون. وأكد محمد أبا جافا، المتحدث باسم احدي المجموعات المدنية المسلحة المعنية بالقتال ضد بوكو حرام، علي وحشية المجزرة التي قامت بها الجماعة في باجا، مشيرا إلي أن المحاربين المدنيين، فشلوا في جمع الجثث، واحصاء عددها، كما أنهم لم يتكمنوا من توفير المساعدات للجرحي. وفي الأسبوع الماضي، فر حوالي 2000 نيجيري و500 من المواطنين التشاديين من منازلهم بعد الهجمات الإرهابية التي شنها التنظيم الإرهابي علي البلدات التي تقع علي ضفاف بحيرة تشاد. وقد أجبر الهجوم ما يقرب من 20 ألف شخص في "باجا"، وعدة مدن مجاورة علي ضفاف بحيرة شاد، علي الهرب خارج البلاد. هذا وقد انتهجت جماعة بوكو حرام مسارا جديدا في عملياتها الانتحارية، حيث استخدمت قبل أيام طفلة لا يتعدي عمرها 10 أعوام في تفجير نفسها داخل سوق تجاري بشمال نيجيريا، مما أدي إلي مقتل 20 شخصا وإصابة الكثير وهي أول سابقة من نوعها لهذه الجماعة الارهابية.بالتأكيد لم تكن الفتاة الصغيرة تدرك تبعات هذا التفجير الانتحاري كما انها لم تكن تعرف من البداية أنها كانت تنقل قنبلة موقوتة مزقت جسدها نصفين، حيث تناثر أحد النصفين عبر المباني من جراء الانفجار. وقد وقع الانفجار في ساعة الذروة عندما كان السوق مكتظا بالتجار والزبائن. ولم تعلن حتي الآن اي جهة مسئوليتها عن الحادث.. لكن منذ بدء معركة اقامة دولة اسلامية في نيجيريا كثفت جماعة بوكو حرام من استخدام النساء والفتيات لتنفيذ هجماتها الارهابية.وكانت الجماعة قد سبقت إلي استخدام النساء بشكل متزايد في تنفيذ عمليات انتحارية إلي جانب تصعيدها عمليات الاختطاف للفتيات في جميع أنحاء الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا بما في ذلك اختطاف أكثر من 200 فتاة في بلدة تشيبوك في أبريل الماضي.وفي أواخر 2014، نفذت سيدتان هجمات انتحارية في السوق نفسه، مما أسفر عن مقتل العشرات وفي خلال أسبوع واحد بالصيف الماضي نفذت 4 نساء تفجيرات اخري في كانو التي تعد من كبريات مدن الشمال النيجيري. بدأت أعمال "بوكو حرام الإرهابية " منذ تبنيها العصيان المسلح ضد الحكومة عام 2009 باستهدافها لرجال الأمن والكنائس، وفي عام 2014 شنت هجوما علي ثكنة عسكرية في مدينة مايدوجوري وقتلت أكثر من 600 شخص، ويذكر ان نحو 10 آلاف شخص قد قتلوا العام الماضي وتم تهجير اكثر من مليون شخص داخل نيجيريا بسبب اعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ خمس سنوات. وتأتي الهجمات الأخيرة التي شهدتها باجا قبل الانتخابات الرئاسية بخمسة أسابيع ومن المتوقع أن يحدث مزيد من إراقة الدماء. فهل تنجح بوكو حرام في انشاء دولتها بالفعل ام تكون نوعا من احلام اليقظة لمجموعة من الارهابيين.