الخسائر تلاحق البورصة المصرية الخبراء : العالم يشهد بداية حرب بترولية .. والموازنة العامة أكبر المستفيدين خيم التراجع الحاد في اسعار النفط علي أسواق المال العربية والخليجية والعالمية بعد تراجعه لادني مستوياته منذ 5 سنوات.. وصل سعر البرميل إلي 57،8 دولار بعد أن كان سعره 115 دولارا.. واثر هذا التراجع الحاد علي جميع البورصات العالمية.. كما شهدت الاسواق والبورصات العربية موجة شديدة من الخسائر وصلت لحد الانهيار في بعضها. وقد تأثرت البورصة المصرية بهذه الحالة الدولية وحققت أكبر هبوط منذ عامين وخسائر فادحة بقيمة 21،3 مليار جنيه، يأتي ذلك بعد أن أصاب المستثمرون حالة من الهلع دفعتهم إلي البيع العشوائي خاصة المستثمرين العرب والأجانب بهدف تغطية خسائرهم في أسواقهم الرئيسيه.. وسجل المؤشر الرئيسي أكبر تراجع منذ عامين فاقدا 400 نقطة بنسبة 5،3% ليغلق عند مستوي 8715 نقطة، وامتد الهبوط إلي مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي أكس 70» بوتيرة بنسبة 5.2%، ليغلق عند مستوي 580 نقطة. وامتدت الخسائر إلي المؤشر الأوسع نطاقاً «إيجي أكس 100» مرتفعا بنسبة 4.6% ليغلق عند مستوي 1080 نقطة. و تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط، بنسبة 3% إلي مستويات هي الأدني منذ يوليو 2009، وهبط خام برنت 9% علي مدار الأسبوع الماضي وأكثر من 45% منذ يونيو الماضي التي وصل خلالها إلي 115 دولارا للبرميل. وتراجع سعر البرميل في سوق نيويورك ليبلغ 57،8، وهو أدني مستوي منذ منتصف مايو 2009. ودفع التراجع الحاد في أسعار النفط أسواق المال الخليجية إلي تحقيق أكبر خسائر خلال عام ، وجاءت في الصدارة بورصة الامارات حيث تراجعت سوق دبي المالي بنسبة 7،6% وهوي سوق أبو ظبي بنسبة 3،5% إلي أدني مستوياته منذ يناير الماضي و هبطت بورصة قطر بنسبة 5،8% محققة أكبر وتيرة تراجع خلال 70 شهرا وفقد السوق السعودي 245 نقطة بنسبة 2،9%، وتراجع مؤشر بورصة البحرين بنسبة 0،59%، خاصة ، وهبط سوق الكويت بنسبة 2،9% وتراجعت بورصة العراق بنسبة 0،24%. و أغلقت أسواق المال الأمريكية علي هبوط قياسي، وهوي مؤشر «S&P» الأوسع نطاقاً .. وفي البورصة المصرية اتجهت تعاملات المستثمرين الأجانب والعرب إلي البيع المكثف بصاف بلغ 55 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات المصريين إلي الشراء بصاف بلغ 40 مليون جنيه. وعلي صعيد تعاملات المؤسسات وصناديق الاستثمار اتجهت تعاملات العرب والاجانب إلي البيع المكثف بقيمة 26 مليون جنيه مقابل مشتريات محدودة للمؤسسات المصرية بقيمة 1،2 مليون جنيه. وسيطر اللون الأحمر علي شاشة التداول، و تراجعت 170 ورقة مالية، ولم تصعد سوي 5 أوراق مالية فقط بينما ظلت أسعار 8 اوراق مالية دون تغير. وأجمع خبراء البورصة أن التعاملات بدأت علي هبوط حاد تأثرا بالهبوط الذي أصاب أسواق المال العالمية والعربية أمس، بسبب تراجع أسعار النفط إلي أدني مستوياتها منذ 5 أعوام، ما دفع المؤشرات إلي مواصلة الانهيار والهبوط الحاد، خاصة بعد أن بدأت أزمة تذبذب أسعار النفط في التأثير المباشر علي أسواق المال في كل انحاء العالم.. واشاروا إلي أن التراجع الحاد للبورصة المصرية غير مبرر خاصة أن مصر تستفيد اقتصاديا من هبوط أسعار البترول، وسيؤدي ذلك إلي خفض كبير في قيمة دعم المواد البترولية بالموازنة العامة خلال النصف الثاني من العام المالي الحالي، خاصة أن مصر من أكبر الدول المستوردة للمواد البترولية، والخاسر الوحيد من الازمة الدول المنتجة للبترول. وقال سمير رؤوف محلل أسواق المال إنه لا توجد أسباب داخلية تفسر هذا الهبوط إلا أن أسواق المال العالمية تعاني من تذبذب حاد وهبوط عنيف منذ نهاية الاسبوع الماضي علي خلفية أزمة النفط. و قال محسن عادل عضو مجلس ادارة البورصة وخبير أسواق المال، إن الانهيار الحاد للبورصة المصرية جاء كنتيجة مباشرة لحالة من الهلع أصابت المستثمرين ودفعهم إلي البيع العشوائي وهو نموذج لنظرية «القطيع» البيع من دون وعي والبيع المرتبك والإفراط بالتشاؤم خاصة ان حجم مبيعات العرب والاجانب حتي الان لا يبرر علي الاطلاق ما يحدث في السوق من تراجعات حادة. ودعا عادل إلي عدم تناقل التحليلات غير المنطقية والتحليلات المبالغ فيها، غير المبنية علي أسس اقتصادية ومالية صحيحة، لأنها بكل تأكيد لا تنسجم مع المعطيات الأساسية للأسواق والاقتصاد.