قري جنوب الشيخ زويد.. «المهدية والتومة والعجزة ونجع شبانة والظهير والمقاطعة والزوارعة واللفيتات».. منبع الإرهاب.. «الأخبار» رغم التحذيرات الأمنية خاضت مغامرة للذهاب إلي تلك القري والتنبيه علينا مرات ومرات من حتي التفكير للوصول الي تلك القري ولكن حق القارئ في المعرفة حتمت علينا أن نحاول ونحاول لكشف جزء من هذا العالم السري. لم تكن الرحلة سهلة.. واجهنا كما من الصعاب والمخاطر التي من الممكن أن تودي بحياتنا.. الطريق الرئيسي لمدينة الشيخ زويد مغلق تماما من قبل قوات الجيش والشرطة ولا يسمح لاحد بالمرور إلا من أبناء تلك المنطقة.. مما دفعنا إلي أن نسلك طرقا غير ممهدة وشديدة الوعورة للدخول جنوبالمدينة.. كان التحذير الرئيسي لنا ان الغريب عن المنطقة مهدور دمه لأنه اخترق أماكن ليست ملكه.. لكننا صممنا علي خوض المغامرة. الطريق «مدقات ترابية» بحدها أشجار الزيتون والخوخ من الجانبين والتي يلجأ إليها العناصر الإرهابية والتكفيرية للإقامة في عشش بتلك المزارع أو الهروب من قوات الأمن. وبعد أكثر من ساعتين من انطلاقنا من العريش وصلنا لأول تلك القري وهي قرية «الشلاق».. الفقر علي هذه القرية واضح الخدمات معدومة ومبانيها عبارة عن منازل من طابق واحد.. قرية «الشلاق» هي أول القري التي تتاخم مع منطقة التومة وتتبعها إداريا شهدت اشتباكات عنيفة في أوقات سابقة .. ويؤكد شباب القرية ان الفراغ الذي تركته الحكومات السابقة وعدم وجود مشروعات تنمية حقيقية وفرص عمل وسقط عدد من الشباب فريسة لاعداء الوطن فقاموا باستقطابهم تحت دعوي الاسلام. استكملنا رحلتنا تاركين قرية «الشلاق» الي منطقة «الظهير» لندخل لمنطقة المقاطعة وسط دروب في مزارع الزيتون ومخاوف من هجوم المسلحين علينا أو استهدافنا من طائرات الأباتشي. المشهد هنا لا يختلف عن سابق ولكن الملفت للنظر انتشار «العشش» والتي تعد مسكنا لأهالي القرية من الفقراء والذين يعملون بالزراعة وحصد الزيتون من أشجاره وتوصيله الي المعاصر.. داخل كل عشة «بطانية» يستخدمونها للنوم وموقد وحصيرة صغيرة للصلاة عليها. والتقت «الأخبار» باحد أبناء المنطقة رفض ذكر اسمه أو تصويره خوفا علي حياته من الإرهابيين الذين يقومون بقتل كل من يتعاون مع الأمن او الاعلام فيما عدا قناة «الجزيرة».. أكد لنا ان الحياة في القرية اصبحت كابوسا بعد انتشار الجماعات الإرهابية والتكفيريةوأضاف لنا أحد شيوخ وعواقل القبائل الموجودة بالمنطقة رفض ذكر أسمه ان العناصر التكفيرية عناصر خارجة عن أعراف القبائل ونرفض أفعالهم لان الجيش المصري هو عمود الخيمة الوحيد الباقي الآن ولابد لنا من المحافظة عليه والتعاون معه وليس مهاجمته.. قائلا: «من يهاجم الجيش عدو الوطن».. ويضيف معظم ابناء سيناء وطنيون وتعاونوا مع الجيش اثناء الاحتلال ومن عدد قليل جدا من يقومون بالافعال الاجرامية والإرهابية ونحن نتعاون مع القوات المسلحة للقضاء عليهم وإعلان سيناء خالية من الإرهاب في أقرب وقت بإذن الله. ويقول «ا. م» انه مع بدء ساعات حظر التجوال تتحول القري الي ثكنة عسكرية ليتم إغلاق جميع المحلات ويلتزم الاهالي بالمكوث في منازلهم وسط صمت لا يحترقه إلا طلقات قوات الأمن وأزيز المجنزرات والمدرعات وأصوات مروحيات الاباتشي التي تقوم بتمشيط كل الشوارع والمناطق.. وبالتنبيه علي الأهالي بعدم الخروج من منازلهم أو التواجد بالشرفات حفاظا علي حياتهم لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية لتخليص سيناء منهم.