بعد ارتفاعها 920 للجنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 25 مايو 2025 محليًا وعالميًا    رئيس قسم الزلازل بالبحوث الفلكية يوضح الفارق بين زلزال 1992 والهزات الأخيرة    «اسم مفاجأة».. بيسيرو: طالبت الزمالك برحيل هذا اللاعب    قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    الدفاع الروسية تعلن اعتراض 95 مسيرة أوكرانية خلال الساعات الماضية    مسيرات تحلّق قرب القصر الرئاسي في أوكرانيا    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    «بطلوا تبصولي في القرشين».. عمرو أديب: زميلنا جو روجان بياخد 250 مليون دولار في السنة    تسريب في أحد أنابيب نقل النفط الخام جنوب الزاوية بليبيا.. وجهود متواصلة لإيقافه    الجيش الإيراني يؤكد التزامه بحماية وحدة أراضي البلاد وأمنها    رسميًا بعد قرار المركزي.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وATM وإنستاباي    قرار عاجل من النيابة بشأن "طفل المرور" في واقعة ضرب طالب ب"عصا بيسبول"    السيطرة على حريق التهم "كشك" في حلوان والأمن يحقق في تراخيصه    6 نصائح للحفاظ على سلامة العيون أثناء أداء مناسك الحج    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    "إكس" تعود للعمل بعد انقطاعات في الخدمة امتدت لساعات    سعر الأسمنت والحديد بسوق مواد البناء اليوم الأحد 25 مايو 2025    "دفاع الشيوخ": قانون الانتخابات يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة بتمثيل كافة فئات المجتمع    العثور على جثة شاب مقتولاً فى ظروف غامضة بأسوان.. اعرف التفاصيل    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    زيلينسكي: المرحلة الثالثة من تبادل أسرى الحرب ستُنفذ الأحد    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    "القومي للمرأة" يهنئ وزيرة البيئة لاختيارها أمينة تنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    استعدي لعيد الأضحي.. أفضل طريقة لتنظيف الكنب و فرش الأثاث بدون كيماويات    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    شريف فتحي: 30% زيادة في الأسعار السياحية والطلب على الساحل الشمالي يتجاوز الطاقة الفندقية    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    موجة حر شديدة تضرب القاهرة الكبرى.. انفراجة مرتقبة منتصف الأسبوع    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    رحلة "سفاح المعمورة".. 4 سنوات من جرائم قتل موكليه وزوجته حتى المحاكمة    أول رد من «الداخلية» عن اقتحام الشرطة لمنزل بكفر الشيخ ومزاعم تلفيق قضية لأحد أفراد العائلة    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    بيسيرو: رحيلي عن الزمالك لم يكن لأسباب فنية    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    ميلان يختتم موسمه بفوز ثمين على مونزا بثنائية نظيفة في الدوري الإيطالي    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    «الرمادي»: كنا بحاجة إلى تحقيق الفوز لاكتساب الثقة بعد فترة من التعثر    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    «أباظة» يكرم رئيس حزب الجبهة الوطنية في ختام مؤتمر الشرقية| فيديو    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    بسبب مضاعفات ما بعد الولادة.. وفاة أول رجل عربي "حامل"- صور    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    محافظ الغربية يتفقد مستشفى طنطا العام الجديد في أول أيام استقبال الطوارئ    وزير الشؤون النيابية بمؤتمر حزب الجبهة الوطنية: نفتح أبوابنا لكل الرؤى    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



8 قرى جنوب الشيخ زويد ورفح يسيطر عليها العناصر التكفيرية

قرى جنوب الشيخ زويد .. المهدية والتومة والعجرة ونجع شبانة والظهير والمقاطعة والزوارعة واللفيتات .. منبع الإرهاب .. يخرج علينا بصورة شبه يومية أخباراً عن قتل أو إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بتلك القرى .. "الأخبار" قررت خوض المغامرة رغم التحذيرات الأمنية
التي واجهتنا وتم التنبيه علينا مرات ومرات من التفكير للوصول إلى تلك القرى إلا أن طبيعة المهنة وتصميمنا على حق القارئ في المعرفة حتمت علينا أن نحاول ونحاول لكشف جزء من هذا العالم السري .
الرحلة لم تكن أبداً سهلة وواجهنا كم من الصعاب والمخاطر التي من الممكن أن تودي بحياتنا .. الطريق الرئيسي لمدينة الشيخ زويد مغلق تماماً من قبل قوات الجيش والشرطة ولا يسمح لأي أحد بالمرور إلا من أبناء تلك المنطقة .. مما دفعنا إلى أن نسلك طرقاً غير ممهدة وشديدة الوعورة للدخول جنوب المدينة .. الغريب عن المنطقة مهدور دمه لأنه اخترق أماكن ليست ملكه .. هكذا صور البعض تلك القرى بأنها كالمناطق العسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير ومن مخالف ذلك فمصيره الموت .. ولكننا تصميمنا وفضولنا الصحفي أجبرنا على المضي قدماً للوصول لتلك المناطق .. الطريق "مدقات ترابية" يحدها أشجار الزيتون والخوخ من الجانبين والتي يلجأ إليها العناصر الإرهابية والتكفيرية للإقامة في عشش بتلك المزارع أو الهروب من قوات الأمن بعد استهداف رجال الجيش والشرطة من خلالها بكل خسة وندالة .
بعد أكثر من ساعتين من انطلاقنا من العريش أخيراً وصلنا لأول تلك القرى وهى قرية الشلاق .. المشهد لهذه القرية يبدو الفقر واضح عليها وانعدام الخدمات تماماً .. البيوت لا تتعدى كونها بعض المنازل ذات الطابق الواحد .. ومدرستين ومكتب للبريد على مدخل القرية .. أعمدة إنارة متهالكة .. محلات للبقالة متناثرة في أنحاء القرية .. عربات "الكارو" تصادفك أينما ذهبت فهى وسيلة المواصلات للتنقل داخل القرية .
ومع استمرار المواجهات بين التكفيريين وقوات الأمن جنوب الشيخ زويد والتي بدأت منذ أحداث ثورة يناير .. شهدت تلك المناطق انطلاق عشرات من التكفيريين للهجوم على المنشات الأمنية وأقسام الشرطة بالشيخ زويد والعريش ورفح إلى جانب استهداف قوات الأمن وخاصة الشرطة وقد تم وضع خطة أمنية لمواجهة التكفيريين في 8 قرى يتواجد فيها التكفيريين .
الأخبار مع الأهالي
قرية الشلاق والتي تعد أول القرى التي تتاخم مع منطقة التومة والتي تتبعها إدارياً والتي شهدت اشتباكات عنيفة في أوقات سابقة بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية .. خاصة بعد سقوط طائرة عسكرية بالمنطقة وراح ضحيتها 5 شهداء من طاقم الطائرة .. هذه القرى كما يقول لنا أحد شباب القرية تشهد تهميشاً وإهمالاً من جانب الدولة بل تركت الأمور تتأزم مع عدم وجود تنمية حقيقية لمنطقة الشريط الحدودي بوسط سيناء الملاصق لإسرائيل وقطاع غزة .. وأكد شباب القرية أن الفراغ الذي تركته الحكومات السابقة بسبب عدم وجود مشروعات تنمية حقيقية وعدم وجود فرص عمل أتاح الفرصة أمام عدد من الشباب ليكونوا فريسة لأعداء الوطن باستقطابهم تحت دعوى الإسلام وتكفير الحاكم إلى أن تحولت المنطقة إلى مسرح للعمليات العسكرية لاستهداف التكفيريين من أجل التخلص من الإرهاب الذي حول سيناء إلى ساحة حرب .
حلول تنموية
وقال ع .أ أحد أبناء قرية الشلاق أن الحل الأمني لابد وأن يوازيه حلول تنموية وخدمية لأبناء المنطقة مضيفاً أن هناك حرمان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والمياه والصرف الصحي حيث لا توجد أي متابعة من جانب المسئولين للمنطقة ككل .
ويرى أنه لابد من وجود ضمانات أمنية للأجهزة الخدمية حتى تقدم الخدمة للمواطنين .. وأن يكون هناك منظومة متكاملة تعمل علي أرض الواقع " أمنية وخدمية " خاصة القائمة منها بعد تردي الأوضاع الخدمية وحتى يزول الاحتقان لدي المواطنين .
وأضاف أنه لابد من تنظيم معسكرات شبابية لأبناء مدينتي رفح والشيخ زويد لتعويضهم عن الحرمان من ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية .ولابد من تحقيق التواصل مع المواطنين والاستماع الي مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم .
استكملنا رحلتنا وانطلقت السيارة من قرية الشلاق إلى منطقة الظهير لندخل لمنطقة المقاطعة وسط دروب داخل مزارع الزيتون ومخاوف من هجوم المسلحين علينا أو استهداف من طائرات الأباتشي .
المشهد لا يختلف عن سابقة ولكن الملفت للنظر في تلك الأماكن هو انتشار "العشش" والتي تعد مسكن أهالي القرية من الفقراء والذين لا يعملون بأي تجارة خارجة عن القانون ويكتفوا فقط بالعمل بالزراعة وحصد الزيتون من أشجاره وتوصيله إلى المعاصر .. العشش من الداخل عبارة عن "بطانية" يستخدمونها أسرة للنوم وموقد وحصيرة صغيرة للصلاة عليها .
التقت الأخبار بأحد أبناء المنطقة رفض ذكر اسمه أو تصويره خوفاً على حياته من الإرهابيين الذين يقومون بقتل كل من يتعاون مع الأمن أو الإعلام سوى من يعمل بقناة الجزيرة .. حيث أكد لنا ان الحياة هنا فى القرية أصبحت كابوسا كبيرا نعيشه كل يوم بعد ان انتشرت الجماعات الأرهابية والتكفيرية بالقرية والتى تقوم بتهديدا إذا قمنا بتعاون مع أجهزة الأمن مؤكداً أن الحياة فى القرية هنا خارج ناطق الخدمة فلا توجد هنا أى خدمات إجتماعية او تعليمية او صحية مطالبا بضروة توفير فرص عمل لشباب القرية حتى لا تستطيع العناصر الأرهابية ان تستغلهم فى اعمالهم الأرهابية ضد قوات الأمن والأهالى مقابل المبالغ المادية .
تأمين الطرق الفرعية
ويقول خ.أ أحد أهالي قرى أن مهنته التى تربى عليها منذ الصغر هى زراعة الزيتون والأن تقوم قوات الأمن بتجريف كل المزارع حتى لا يستخدمها الإرهاببين كمأوى لهم فكيف هو الحال الأن وأنا بلا مصدر رزق مؤكداً أن القرى هنا تجد حالة من التهميش من قبل الدولة فلا توجد حتى الخدمات التعليمية .. مشيراً أن قريته يوجد بها مدرستان وعدد المدرسين بها لا يتجاوز 15 مدرساً .. والمواطنون خائفون من العمليات الإرهابية .. مشيراً أن الطريق الرئيسى لمدينة الشيخ زويد مغلق وتسيطر عليه قوات الأمن فيلجأ الأهالى إلى أن يسلكوا الطرق الجانبية وهذه الطرق لا يوجد بها أى خدمات أمنية وينتشر بها الإرهابيين .. مطالباً من أجهزة
الأمن بضرورة الاهتمام بتلك الطرق والشوارع التى تكون بمثابة "مقبرة " لنا .
وأضاف لنا أحد شيوخ وعواقل القبائل الموجودة بالمنطقة رفض ذكر اسمه أن العناصر التكفيرية عناصر خارجة عن أعراف القبائل ونرفض أفعالهم لأن الجيش المصري هو عمود الخيمة الوحيد الباقي الأن في الدولة كلها ولابد لنا من المحافظة عليه والتعاون معه وليس مهاجمته .. قائلاً : " من يهاجم الجيش فهو عدو الوطن " .
فيما اعترض على أسلوب وسائل الإعلام في تناول قضايا سيناء ومحاربة الإرهاب فيها .. مشيراً إلى أنه يجب على الإعلام المصري أن يعيي جيداً دور القبائل بعد نكسة 67 وحتى حرب 73 .. تلك السنوات الستة التي قدمنا فيها أرواحنا فداءً لتحرير الأرض والعرض من اليهود .. وكنا نجمع المعلومات عن تسليح وتواجد قوات العدو ونقوم بإرسالها لضباط الجيش المصري .. وعملنا كفرق استطلاع خلف خطوط العدو .. وكان لنا أعظم دور في الحرب .. والأن الإعلام يهاجمنا ويصف قبائل سيناء بالإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات .. وهذه ليست الحقيقة .. فهناك عدد قليل جداً ممن يقومون بتلك الأفعال ونحن نتعاون مع القوات المسلحة للقضاء عليهم وإعلان سيناء خالية من الإرهاب في أقرب وقت بإذن الله .. وقال شباب قرية الشلاق أنه رغم وجود مركز للشباب أنفقت عليه الدولة الكثير ألا أننا غير قادرين على مما رسة أى نشاط رياضى أو أجتماعى أوثقافى داخل مركز الشباب الذى يخلو تماما من الشباب فيما عدا الموظفين .
ساعات الحظر
ويقول أ.م أنه مع بدء ساعات حظر التجوال تتحول قرى جنوب الشيخ زويد إلى ثكنة عسكرية حيث يتم إغلاق كافة المحلات المتناثرة في أرجاء القرى ويلتزم الأهالي بالمكوث في منازلهم وسط صمت وتوقف تام للحياة في الشوارع .. ولا يخترق هذا الصمت إلا طلقات قوات الأمن وأزيز المجنزرات والمدرعات أو أصوات مروحيات الأباتشي التي تقوم بتمشيط كافة الشوارع ومناطق الشيخ زويد .. وتقوم بالتنبيه على الأهالي بعدم
الخروج من منازلهم أو حتى التواجد بالشرفات حفاظاً على حياتهم لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية لتخليص سيناء منها .
ويضيف أن أصوات إطلاق قذائف طائرات الأباتشي لم تتوقف منذ مساء أمس واستمرت طوال ساعات الحظر .. موضحاً أن جميع أفراد أسرته وأسر القرية يعيشون ساعات من الرعب نظراً لقرب مزارع الزيتون التي يختبأ بها الإرهابيون من منازلهم الصغيرة .
قرى جنوب الشيخ زويد .. المهدية والتومة والعجرة ونجع شبانة والظهير والمقاطعة والزوارعة واللفيتات .. منبع الإرهاب .. يخرج علينا بصورة شبه يومية أخباراً عن قتل أو إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بتلك القرى .. "الأخبار" قررت خوض المغامرة رغم التحذيرات الأمنية
التي واجهتنا وتم التنبيه علينا مرات ومرات من التفكير للوصول إلى تلك القرى إلا أن طبيعة المهنة وتصميمنا على حق القارئ في المعرفة حتمت علينا أن نحاول ونحاول لكشف جزء من هذا العالم السري .
الرحلة لم تكن أبداً سهلة وواجهنا كم من الصعاب والمخاطر التي من الممكن أن تودي بحياتنا .. الطريق الرئيسي لمدينة الشيخ زويد مغلق تماماً من قبل قوات الجيش والشرطة ولا يسمح لأي أحد بالمرور إلا من أبناء تلك المنطقة .. مما دفعنا إلى أن نسلك طرقاً غير ممهدة وشديدة الوعورة للدخول جنوب المدينة .. الغريب عن المنطقة مهدور دمه لأنه اخترق أماكن ليست ملكه .. هكذا صور البعض تلك القرى بأنها كالمناطق العسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير ومن مخالف ذلك فمصيره الموت .. ولكننا تصميمنا وفضولنا الصحفي أجبرنا على المضي قدماً للوصول لتلك المناطق .. الطريق "مدقات ترابية" يحدها أشجار الزيتون والخوخ من الجانبين والتي يلجأ إليها العناصر الإرهابية والتكفيرية للإقامة في عشش بتلك المزارع أو الهروب من قوات الأمن بعد استهداف رجال الجيش والشرطة من خلالها بكل خسة وندالة .
بعد أكثر من ساعتين من انطلاقنا من العريش أخيراً وصلنا لأول تلك القرى وهى قرية الشلاق .. المشهد لهذه القرية يبدو الفقر واضح عليها وانعدام الخدمات تماماً .. البيوت لا تتعدى كونها بعض المنازل ذات الطابق الواحد .. ومدرستين ومكتب للبريد على مدخل القرية .. أعمدة إنارة متهالكة .. محلات للبقالة متناثرة في أنحاء القرية .. عربات "الكارو" تصادفك أينما ذهبت فهى وسيلة المواصلات للتنقل داخل القرية .
ومع استمرار المواجهات بين التكفيريين وقوات الأمن جنوب الشيخ زويد والتي بدأت منذ أحداث ثورة يناير .. شهدت تلك المناطق انطلاق عشرات من التكفيريين للهجوم على المنشات الأمنية وأقسام الشرطة بالشيخ زويد والعريش ورفح إلى جانب استهداف قوات الأمن وخاصة الشرطة وقد تم وضع خطة أمنية لمواجهة التكفيريين في 8 قرى يتواجد فيها التكفيريين .
الأخبار مع الأهالي
قرية الشلاق والتي تعد أول القرى التي تتاخم مع منطقة التومة والتي تتبعها إدارياً والتي شهدت اشتباكات عنيفة في أوقات سابقة بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية .. خاصة بعد سقوط طائرة عسكرية بالمنطقة وراح ضحيتها 5 شهداء من طاقم الطائرة .. هذه القرى كما يقول لنا أحد شباب القرية تشهد تهميشاً وإهمالاً من جانب الدولة بل تركت الأمور تتأزم مع عدم وجود تنمية حقيقية لمنطقة الشريط الحدودي بوسط سيناء الملاصق لإسرائيل وقطاع غزة .. وأكد شباب القرية أن الفراغ الذي تركته الحكومات السابقة بسبب عدم وجود مشروعات تنمية حقيقية وعدم وجود فرص عمل أتاح الفرصة أمام عدد من الشباب ليكونوا فريسة لأعداء الوطن باستقطابهم تحت دعوى الإسلام وتكفير الحاكم إلى أن تحولت المنطقة إلى مسرح للعمليات العسكرية لاستهداف التكفيريين من أجل التخلص من الإرهاب الذي حول سيناء إلى ساحة حرب .
حلول تنموية
وقال ع .أ أحد أبناء قرية الشلاق أن الحل الأمني لابد وأن يوازيه حلول تنموية وخدمية لأبناء المنطقة مضيفاً أن هناك حرمان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والمياه والصرف الصحي حيث لا توجد أي متابعة من جانب المسئولين للمنطقة ككل .
ويرى أنه لابد من وجود ضمانات أمنية للأجهزة الخدمية حتى تقدم الخدمة للمواطنين .. وأن يكون هناك منظومة متكاملة تعمل علي أرض الواقع " أمنية وخدمية " خاصة القائمة منها بعد تردي الأوضاع الخدمية وحتى يزول الاحتقان لدي المواطنين .
وأضاف أنه لابد من تنظيم معسكرات شبابية لأبناء مدينتي رفح والشيخ زويد لتعويضهم عن الحرمان من ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية .ولابد من تحقيق التواصل مع المواطنين والاستماع الي مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم .
استكملنا رحلتنا وانطلقت السيارة من قرية الشلاق إلى منطقة الظهير لندخل لمنطقة المقاطعة وسط دروب داخل مزارع الزيتون ومخاوف من هجوم المسلحين علينا أو استهداف من طائرات الأباتشي .
المشهد لا يختلف عن سابقة ولكن الملفت للنظر في تلك الأماكن هو انتشار "العشش" والتي تعد مسكن أهالي القرية من الفقراء والذين لا يعملون بأي تجارة خارجة عن القانون ويكتفوا فقط بالعمل بالزراعة وحصد الزيتون من أشجاره وتوصيله إلى المعاصر .. العشش من الداخل عبارة عن "بطانية" يستخدمونها أسرة للنوم وموقد وحصيرة صغيرة للصلاة عليها .
التقت الأخبار بأحد أبناء المنطقة رفض ذكر اسمه أو تصويره خوفاً على حياته من الإرهابيين الذين يقومون بقتل كل من يتعاون مع الأمن أو الإعلام سوى من يعمل بقناة الجزيرة .. حيث أكد لنا ان الحياة هنا فى القرية أصبحت كابوسا كبيرا نعيشه كل يوم بعد ان انتشرت الجماعات الأرهابية والتكفيرية بالقرية والتى تقوم بتهديدا إذا قمنا بتعاون مع أجهزة الأمن مؤكداً أن الحياة فى القرية هنا خارج ناطق الخدمة فلا توجد هنا أى خدمات إجتماعية او تعليمية او صحية مطالبا بضروة توفير فرص عمل لشباب القرية حتى لا تستطيع العناصر الأرهابية ان تستغلهم فى اعمالهم الأرهابية ضد قوات الأمن والأهالى مقابل المبالغ المادية .
تأمين الطرق الفرعية
ويقول خ.أ أحد أهالي قرى أن مهنته التى تربى عليها منذ الصغر هى زراعة الزيتون والأن تقوم قوات الأمن بتجريف كل المزارع حتى لا يستخدمها الإرهاببين كمأوى لهم فكيف هو الحال الأن وأنا بلا مصدر رزق مؤكداً أن القرى هنا تجد حالة من التهميش من قبل الدولة فلا توجد حتى الخدمات التعليمية .. مشيراً أن قريته يوجد بها مدرستان وعدد المدرسين بها لا يتجاوز 15 مدرساً .. والمواطنون خائفون من العمليات الإرهابية .. مشيراً أن الطريق الرئيسى لمدينة الشيخ زويد مغلق وتسيطر عليه قوات الأمن فيلجأ الأهالى إلى أن يسلكوا الطرق الجانبية وهذه الطرق لا يوجد بها أى خدمات أمنية وينتشر بها الإرهابيين .. مطالباً من أجهزة
الأمن بضرورة الاهتمام بتلك الطرق والشوارع التى تكون بمثابة "مقبرة " لنا .
وأضاف لنا أحد شيوخ وعواقل القبائل الموجودة بالمنطقة رفض ذكر اسمه أن العناصر التكفيرية عناصر خارجة عن أعراف القبائل ونرفض أفعالهم لأن الجيش المصري هو عمود الخيمة الوحيد الباقي الأن في الدولة كلها ولابد لنا من المحافظة عليه والتعاون معه وليس مهاجمته .. قائلاً : " من يهاجم الجيش فهو عدو الوطن " .
فيما اعترض على أسلوب وسائل الإعلام في تناول قضايا سيناء ومحاربة الإرهاب فيها .. مشيراً إلى أنه يجب على الإعلام المصري أن يعيي جيداً دور القبائل بعد نكسة 67 وحتى حرب 73 .. تلك السنوات الستة التي قدمنا فيها أرواحنا فداءً لتحرير الأرض والعرض من اليهود .. وكنا نجمع المعلومات عن تسليح وتواجد قوات العدو ونقوم بإرسالها لضباط الجيش المصري .. وعملنا كفرق استطلاع خلف خطوط العدو .. وكان لنا أعظم دور في الحرب .. والأن الإعلام يهاجمنا ويصف قبائل سيناء بالإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات .. وهذه ليست الحقيقة .. فهناك عدد قليل جداً ممن يقومون بتلك الأفعال ونحن نتعاون مع القوات المسلحة للقضاء عليهم وإعلان سيناء خالية من الإرهاب في أقرب وقت بإذن الله .. وقال شباب قرية الشلاق أنه رغم وجود مركز للشباب أنفقت عليه الدولة الكثير ألا أننا غير قادرين على مما رسة أى نشاط رياضى أو أجتماعى أوثقافى داخل مركز الشباب الذى يخلو تماما من الشباب فيما عدا الموظفين .
ساعات الحظر
ويقول أ.م أنه مع بدء ساعات حظر التجوال تتحول قرى جنوب الشيخ زويد إلى ثكنة عسكرية حيث يتم إغلاق كافة المحلات المتناثرة في أرجاء القرى ويلتزم الأهالي بالمكوث في منازلهم وسط صمت وتوقف تام للحياة في الشوارع .. ولا يخترق هذا الصمت إلا طلقات قوات الأمن وأزيز المجنزرات والمدرعات أو أصوات مروحيات الأباتشي التي تقوم بتمشيط كافة الشوارع ومناطق الشيخ زويد .. وتقوم بالتنبيه على الأهالي بعدم
الخروج من منازلهم أو حتى التواجد بالشرفات حفاظاً على حياتهم لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية لتخليص سيناء منها .
ويضيف أن أصوات إطلاق قذائف طائرات الأباتشي لم تتوقف منذ مساء أمس واستمرت طوال ساعات الحظر .. موضحاً أن جميع أفراد أسرته وأسر القرية يعيشون ساعات من الرعب نظراً لقرب مزارع الزيتون التي يختبأ بها الإرهابيون من منازلهم الصغيرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.