قفزة ب340 للجنيه دفعة واحدة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي    وزير الخارجية يتوجه إلى السعودية لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في المملكة    فيريرا يصدم ثنائي الزمالك قبل ساعات من مواجهة الإسماعيلي    وزارة العمل: 50 فرصة عمل لسائقين بمرتبات 10 آلاف جنيه    مقتل 3 ضباط شرطة وإصابة اثنين آخرين في إطلاق نار بجنوب بنسلفانيا    محافظ شمال سيناء يتفقد أعمال تطوير بوابة العريش وبفتتح مقراة الصالحين لتحفيظ القران الكريم (صور)    غزل المحلة يرفض خوض إى مباراة تحت إدارة الحكم محمود بسيونى مرة أخرى    القبض على المتهمين بالتنقيب عن الآثار أسفل مستوصف طبى بقنا    وزير التربية والتعليم يعتمد نظامًا جديدًا للدراسة والتقييم في الثانوية العامة يبدأ من العام الدراسي 2025/2026    تصدرت التريند بعد أنباء زواجها بشاب، ماذا قالت إيناس الدغيدي عن الطلاق (فيديو)    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    محمد صلاح يتجاوز ميسي ومبابي ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخ دوري الأبطال    «نومي بار يعقوب» المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة السابقة: إسرائيل تنشر الفوضى.. و«هجوم الدوحة» يستوجب صوتًا عربيًا واحدًا (الحلقة 41)    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    رسميًا بعد مد فترة التقديم.. آخر موعد حجز شقق الإسكان الاجتماعي 2025 لمحدودي الدخل    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    كنت باخد لفة بالعربية من ورا بابا، اعترافات المتهم بدهس مسن بسيارة دبلوماسية في المهندسين    مصفاة "دانجوت" النيجيرية تصدر أول شحنة بنزين إلى الولايات المتحدة    تكريم أمينة خليل.. تفاصيل حفل إطلاق النسخة السابعة من مهرجان ميدفست مصر (صور)    عمرو منسي: مهرجان الجونة مساحة أمل للمواهب وصناعة السينما    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    محمد عدوي يكتب: الخفافيش تعميهم أنوار الشمس    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مدينة القصاصين بعد تعرضه لوعكة صحية    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    استشهاد 99 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على غزة خلال يوم    عاجل| "الشعاع الحديدي": إسرائيل تكشف عن جيل جديد من الدفاع الصاروخي بالليزر    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    ميدو: ياسين منصور رحل عن شركة الكرة بسبب التدخلات.. وهناك تصور لوجوده نائبًا مع الخطيب    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا بالدوري    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    سعر الموز والتفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 18-9-2025    إعلام إسرائيلي: ديرمر التقى وزير الخارجية السوري في لندن بحضور المبعوث الأمريكي براك    زي المحلات.. طريقة «أكواب الرمان» بالكركدية    دوري أبطال أوروبا.. بايرن ميونخ يكرم ضيافة بطل العالم    4 أبراج يحققون إنجازات خلال أسبوع: يجددون حماسهم ويطورون مهاراتهم ويثبتون جدارتهم في العمل    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخبار داخل أوكار الإرهاب 8 قرى جنوب الشيخ زويد ورفح يسيطر عليها العناصر التكفيرية

أهالي القرى : نعاني "التهميش" .. ونتعاون مع الأمن لتطهير سيناء من الإرهاب
التكفيريون عناصر خارجة عن أعراف القبائل .. ومن يهاجم الجيش فهو عدو الوطن
الإرهابيون يلجأون لمصدر قوتنا "مزارع الزيتون" لمهاجمة قوات الأمن
قرى جنوب الشيخ زويد .. المهدية والتومة والعجرة ونجع شبانة والظهير والمقاطعة والزوارعة واللفيتات .. منبع الإرهاب .. يخرج علينا بصورة شبه يومية أخباراً عن قتل أو إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بتلك القرى .. "الأخبار" قررت خوض المغامرة رغم التحذيرات الأمنية التي واجهتنا وتم التنبيه علينا مرات ومرات من التفكير للوصول إلى تلك القرى إلا أن طبيعة المهنة وتصميمنا على حق القارئ في المعرفة حتمت علينا أن نحاول ونحاول لكشف جزء من هذا العالم السري .
الرحلة لم تكن أبداً سهلة وواجهنا كم من الصعاب والمخاطر التي من الممكن أن تودي بحياتنا .. الطريق الرئيسي لمدينة الشيخ زويد مغلق تماماً من قبل قوات الجيش والشرطة ولا يسمح لأي أحد بالمرور إلا من أبناء تلك المنطقة .. مما دفعنا إلى أن نسلك طرقاً غير ممهدة وشديدة الوعورة للدخول جنوب المدينة .. الغريب عن المنطقة مهدور دمه لأنه اخترق أماكن ليست ملكه .. هكذا صور البعض تلك القرى بأنها كالمناطق العسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير ومن مخالف ذلك فمصيره الموت .. ولكننا تصميمنا وفضولنا الصحفي أجبرنا على المضي قدماً للوصول لتلك المناطق .. الطريق "مدقات ترابية" يحدها أشجار الزيتون والخوخ من الجانبين والتي يلجأ إليها العناصر الإرهابية والتكفيرية للإقامة في عشش بتلك المزارع أو الهروب من قوات الأمن بعد استهداف رجال الجيش والشرطة من خلالها بكل خسة وندالة .
بعد أكثر من ساعتين من انطلاقنا من العريش أخيراً وصلنا لأول تلك القرى وهى قرية الشلاق .. المشهد لهذه القرية يبدو الفقر واضح عليها وانعدام الخدمات تماماً .. البيوت لا تتعدى كونها بعض المنازل ذات الطابق الواحد .. ومدرستين ومكتب للبريد على مدخل القرية .. أعمدة إنارة متهالكة .. محلات للبقالة متناثرة في أنحاء القرية .. عربات "الكارو" تصادفك أينما ذهبت فهى وسيلة المواصلات للتنقل داخل القرية .
ومع استمرار المواجهات بين التكفيريين وقوات الأمن جنوب الشيخ زويد والتي بدأت منذ أحداث ثورة يناير .. شهدت تلك المناطق انطلاق عشرات من التكفيريين للهجوم على المنشات الأمنية وأقسام الشرطة بالشيخ زويد والعريش ورفح إلى جانب استهداف قوات الأمن وخاصة الشرطة وقد تم وضع خطة أمنية لمواجهة التكفيريين في 8 قرى يتواجد فيها التكفيريين .
الأخبار مع الأهالي
قرية الشلاق والتي تعد أول القرى التي تتاخم مع منطقة التومة والتي تتبعها إدارياً والتي شهدت اشتباكات عنيفة في أوقات سابقة بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية .. خاصة بعد سقوط طائرة عسكرية بالمنطقة وراح ضحيتها 5 شهداء من طاقم الطائرة .. هذه القرى كما يقول لنا أحد شباب القرية تشهد تهميشاً وإهمالاً من جانب الدولة بل تركت الأمور تتأزم مع عدم وجود تنمية حقيقية لمنطقة الشريط الحدودي بوسط سيناء الملاصق لإسرائيل وقطاع غزة .. وأكد شباب القرية أن الفراغ الذي تركته الحكومات السابقة بسبب عدم وجود مشروعات تنمية حقيقية وعدم وجود فرص عمل أتاح الفرصة أمام عدد من الشباب ليكونوا فريسة لأعداء الوطن باستقطابهم تحت دعوى الإسلام وتكفير الحاكم إلى أن تحولت المنطقة إلى مسرح للعمليات العسكرية لاستهداف التكفيريين من أجل التخلص من الإرهاب الذي حول سيناء إلى ساحة حرب .
حلول تنموية
وقال ع .أ أحد أبناء قرية الشلاق أن الحل الأمني لابد وأن يوازيه حلول تنموية وخدمية لأبناء المنطقة مضيفاً أن هناك حرمان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والمياه والصرف الصحي حيث لا توجد أي متابعة من جانب المسئولين للمنطقة ككل .
ويرى أنه لابد من وجود ضمانات أمنية للأجهزة الخدمية حتى تقدم الخدمة للمواطنين .. وأن يكون هناك منظومة متكاملة تعمل علي أرض الواقع " أمنية وخدمية " خاصة القائمة منها بعد تردي الأوضاع الخدمية وحتى يزول الاحتقان لدي المواطنين .
وأضاف أنه لابد من تنظيم معسكرات شبابية لأبناء مدينتي رفح والشيخ زويد لتعويضهم عن الحرمان من ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية .ولابد من تحقيق التواصل مع المواطنين والاستماع الي مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم .
استكملنا رحلتنا وانطلقت السيارة من قرية الشلاق إلى منطقة الظهير لندخل لمنطقة المقاطعة وسط دروب داخل مزارع الزيتون ومخاوف من هجوم المسلحين علينا أو استهداف من طائرات الأباتشي .
المشهد لا يختلف عن سابقة ولكن الملفت للنظر في تلك الأماكن هو انتشار "العشش" والتي تعد مسكن أهالي القرية من الفقراء والذين لا يعملون بأي تجارة خارجة عن القانون ويكتفوا فقط بالعمل بالزراعة وحصد الزيتون من أشجاره وتوصيله إلى المعاصر .. العشش من الداخل عبارة عن "بطانية" يستخدمونها أسرة للنوم وموقد وحصيرة صغيرة للصلاة عليها .
التقت الأخبار بأحد أبناء المنطقة رفض ذكر اسمه أو تصويره خوفاً على حياته من الإرهابيين الذين يقومون بقتل كل من يتعاون مع الأمن أو الإعلام سوى من يعمل بقناة الجزيرة .. حيث أكد لنا ان الحياة هنا فى القرية أصبحت كابوسا كبيرا نعيشه كل يوم بعد ان انتشرت الجماعات الأرهابية والتكفيرية بالقرية والتى تقوم بتهديدا إذا قمنا بتعاون مع أجهزة الأمن مؤكداً أن الحياة فى القرية هنا خارج ناطق الخدمة فلا توجد هنا أى خدمات إجتماعية او تعليمية او صحية مطالبا بضروة توفير فرص عمل لشباب القرية حتى لا تستطيع العناصر الأرهابية ان تستغلهم فى اعمالهم الأرهابية ضد قوات الأمن والأهالى مقابل المبالغ المادية .
تأمين الطرق الفرعية
ويقول خ.أ أحد أهالي قرى أن مهنته التى تربى عليها منذ الصغر هى زراعة الزيتون والأن تقوم قوات الأمن بتجريف كل المزارع حتى لا يستخدمها الإرهاببين كمأوى لهم فكيف هو الحال الأن وأنا بلا مصدر رزق مؤكداً أن القرى هنا تجد حالة من التهميش من قبل الدولة فلا توجد حتى الخدمات التعليمية .. مشيراً أن قريته يوجد بها مدرستان وعدد المدرسين بها لا يتجاوز 15 مدرساً .. والمواطنون خائفون من العمليات الإرهابية .. مشيراً أن الطريق الرئيسى لمدينة الشيخ زويد مغلق وتسيطر عليه قوات الأمن فيلجأ الأهالى إلى أن يسلكوا الطرق الجانبية وهذه الطرق لا يوجد بها أى خدمات أمنية وينتشر بها الإرهابيين .. مطالباً من أجهزة الأمن بضرورة الاهتمام بتلك الطرق والشوارع التى تكون بمثابة "مقبرة " لنا .
وأضاف لنا أحد شيوخ وعواقل القبائل الموجودة بالمنطقة رفض ذكر اسمه أن العناصر التكفيرية عناصر خارجة عن أعراف القبائل ونرفض أفعالهم لأن الجيش المصري هو عمود الخيمة الوحيد الباقي الأن في الدولة كلها ولابد لنا من المحافظة عليه والتعاون معه وليس مهاجمته .. قائلاً : " من يهاجم الجيش فهو عدو الوطن " .
فيما اعترض على أسلوب وسائل الإعلام في تناول قضايا سيناء ومحاربة الإرهاب فيها .. مشيراً إلى أنه يجب على الإعلام المصري أن يعيي جيداً دور القبائل بعد نكسة 67 وحتى حرب 73 .. تلك السنوات الستة التي قدمنا فيها أرواحنا فداءً لتحرير الأرض والعرض من اليهود .. وكنا نجمع المعلومات عن تسليح وتواجد قوات العدو ونقوم بإرسالها لضباط الجيش المصري .. وعملنا كفرق استطلاع خلف خطوط العدو .. وكان لنا أعظم دور في الحرب .. والأن الإعلام يهاجمنا ويصف قبائل سيناء بالإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات .. وهذه ليست الحقيقة .. فهناك عدد قليل جداً ممن يقومون بتلك الأفعال ونحن نتعاون مع القوات المسلحة للقضاء عليهم وإعلان سيناء خالية من الإرهاب في أقرب وقت بإذن الله .. وقال شباب قرية الشلاق أنه رغم وجود مركز للشباب أنفقت عليه الدولة الكثير ألا أننا غير قادرين على مما رسة أى نشاط رياضى أو أجتماعى أوثقافى داخل مركز الشباب الذى يخلو تماما من الشباب فيما عدا الموظفين .
ساعات الحظر
ويقول أ.م أنه مع بدء ساعات حظر التجوال تتحول قرى جنوب الشيخ زويد إلى ثكنة عسكرية حيث يتم إغلاق كافة المحلات المتناثرة في أرجاء القرى ويلتزم الأهالي بالمكوث في منازلهم وسط صمت وتوقف تام للحياة في الشوارع .. ولا يخترق هذا الصمت إلا طلقات قوات الأمن وأزيز المجنزرات والمدرعات أو أصوات مروحيات الأباتشي التي تقوم بتمشيط كافة الشوارع ومناطق الشيخ زويد .. وتقوم بالتنبيه على الأهالي بعدم الخروج من منازلهم أو حتى التواجد بالشرفات حفاظاً على حياتهم لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية لتخليص سيناء منها .
ويضيف أن أصوات إطلاق قذائف طائرات الأباتشي لم تتوقف منذ مساء أمس واستمرت طوال ساعات الحظر .. موضحاً أن جميع أفراد أسرته وأسر القرية يعيشون ساعات من الرعب نظراً لقرب مزارع الزيتون التي يختبأ بها الإرهابيون من منازلهم الصغيرة .
أهالي القرى : نعاني "التهميش" .. ونتعاون مع الأمن لتطهير سيناء من الإرهاب
التكفيريون عناصر خارجة عن أعراف القبائل .. ومن يهاجم الجيش فهو عدو الوطن
الإرهابيون يلجأون لمصدر قوتنا "مزارع الزيتون" لمهاجمة قوات الأمن
قرى جنوب الشيخ زويد .. المهدية والتومة والعجرة ونجع شبانة والظهير والمقاطعة والزوارعة واللفيتات .. منبع الإرهاب .. يخرج علينا بصورة شبه يومية أخباراً عن قتل أو إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بتلك القرى .. "الأخبار" قررت خوض المغامرة رغم التحذيرات الأمنية التي واجهتنا وتم التنبيه علينا مرات ومرات من التفكير للوصول إلى تلك القرى إلا أن طبيعة المهنة وتصميمنا على حق القارئ في المعرفة حتمت علينا أن نحاول ونحاول لكشف جزء من هذا العالم السري .
الرحلة لم تكن أبداً سهلة وواجهنا كم من الصعاب والمخاطر التي من الممكن أن تودي بحياتنا .. الطريق الرئيسي لمدينة الشيخ زويد مغلق تماماً من قبل قوات الجيش والشرطة ولا يسمح لأي أحد بالمرور إلا من أبناء تلك المنطقة .. مما دفعنا إلى أن نسلك طرقاً غير ممهدة وشديدة الوعورة للدخول جنوب المدينة .. الغريب عن المنطقة مهدور دمه لأنه اخترق أماكن ليست ملكه .. هكذا صور البعض تلك القرى بأنها كالمناطق العسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير ومن مخالف ذلك فمصيره الموت .. ولكننا تصميمنا وفضولنا الصحفي أجبرنا على المضي قدماً للوصول لتلك المناطق .. الطريق "مدقات ترابية" يحدها أشجار الزيتون والخوخ من الجانبين والتي يلجأ إليها العناصر الإرهابية والتكفيرية للإقامة في عشش بتلك المزارع أو الهروب من قوات الأمن بعد استهداف رجال الجيش والشرطة من خلالها بكل خسة وندالة .
بعد أكثر من ساعتين من انطلاقنا من العريش أخيراً وصلنا لأول تلك القرى وهى قرية الشلاق .. المشهد لهذه القرية يبدو الفقر واضح عليها وانعدام الخدمات تماماً .. البيوت لا تتعدى كونها بعض المنازل ذات الطابق الواحد .. ومدرستين ومكتب للبريد على مدخل القرية .. أعمدة إنارة متهالكة .. محلات للبقالة متناثرة في أنحاء القرية .. عربات "الكارو" تصادفك أينما ذهبت فهى وسيلة المواصلات للتنقل داخل القرية .
ومع استمرار المواجهات بين التكفيريين وقوات الأمن جنوب الشيخ زويد والتي بدأت منذ أحداث ثورة يناير .. شهدت تلك المناطق انطلاق عشرات من التكفيريين للهجوم على المنشات الأمنية وأقسام الشرطة بالشيخ زويد والعريش ورفح إلى جانب استهداف قوات الأمن وخاصة الشرطة وقد تم وضع خطة أمنية لمواجهة التكفيريين في 8 قرى يتواجد فيها التكفيريين .
الأخبار مع الأهالي
قرية الشلاق والتي تعد أول القرى التي تتاخم مع منطقة التومة والتي تتبعها إدارياً والتي شهدت اشتباكات عنيفة في أوقات سابقة بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية .. خاصة بعد سقوط طائرة عسكرية بالمنطقة وراح ضحيتها 5 شهداء من طاقم الطائرة .. هذه القرى كما يقول لنا أحد شباب القرية تشهد تهميشاً وإهمالاً من جانب الدولة بل تركت الأمور تتأزم مع عدم وجود تنمية حقيقية لمنطقة الشريط الحدودي بوسط سيناء الملاصق لإسرائيل وقطاع غزة .. وأكد شباب القرية أن الفراغ الذي تركته الحكومات السابقة بسبب عدم وجود مشروعات تنمية حقيقية وعدم وجود فرص عمل أتاح الفرصة أمام عدد من الشباب ليكونوا فريسة لأعداء الوطن باستقطابهم تحت دعوى الإسلام وتكفير الحاكم إلى أن تحولت المنطقة إلى مسرح للعمليات العسكرية لاستهداف التكفيريين من أجل التخلص من الإرهاب الذي حول سيناء إلى ساحة حرب .
حلول تنموية
وقال ع .أ أحد أبناء قرية الشلاق أن الحل الأمني لابد وأن يوازيه حلول تنموية وخدمية لأبناء المنطقة مضيفاً أن هناك حرمان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والمياه والصرف الصحي حيث لا توجد أي متابعة من جانب المسئولين للمنطقة ككل .
ويرى أنه لابد من وجود ضمانات أمنية للأجهزة الخدمية حتى تقدم الخدمة للمواطنين .. وأن يكون هناك منظومة متكاملة تعمل علي أرض الواقع " أمنية وخدمية " خاصة القائمة منها بعد تردي الأوضاع الخدمية وحتى يزول الاحتقان لدي المواطنين .
وأضاف أنه لابد من تنظيم معسكرات شبابية لأبناء مدينتي رفح والشيخ زويد لتعويضهم عن الحرمان من ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية .ولابد من تحقيق التواصل مع المواطنين والاستماع الي مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم .
استكملنا رحلتنا وانطلقت السيارة من قرية الشلاق إلى منطقة الظهير لندخل لمنطقة المقاطعة وسط دروب داخل مزارع الزيتون ومخاوف من هجوم المسلحين علينا أو استهداف من طائرات الأباتشي .
المشهد لا يختلف عن سابقة ولكن الملفت للنظر في تلك الأماكن هو انتشار "العشش" والتي تعد مسكن أهالي القرية من الفقراء والذين لا يعملون بأي تجارة خارجة عن القانون ويكتفوا فقط بالعمل بالزراعة وحصد الزيتون من أشجاره وتوصيله إلى المعاصر .. العشش من الداخل عبارة عن "بطانية" يستخدمونها أسرة للنوم وموقد وحصيرة صغيرة للصلاة عليها .
التقت الأخبار بأحد أبناء المنطقة رفض ذكر اسمه أو تصويره خوفاً على حياته من الإرهابيين الذين يقومون بقتل كل من يتعاون مع الأمن أو الإعلام سوى من يعمل بقناة الجزيرة .. حيث أكد لنا ان الحياة هنا فى القرية أصبحت كابوسا كبيرا نعيشه كل يوم بعد ان انتشرت الجماعات الأرهابية والتكفيرية بالقرية والتى تقوم بتهديدا إذا قمنا بتعاون مع أجهزة الأمن مؤكداً أن الحياة فى القرية هنا خارج ناطق الخدمة فلا توجد هنا أى خدمات إجتماعية او تعليمية او صحية مطالبا بضروة توفير فرص عمل لشباب القرية حتى لا تستطيع العناصر الأرهابية ان تستغلهم فى اعمالهم الأرهابية ضد قوات الأمن والأهالى مقابل المبالغ المادية .
تأمين الطرق الفرعية
ويقول خ.أ أحد أهالي قرى أن مهنته التى تربى عليها منذ الصغر هى زراعة الزيتون والأن تقوم قوات الأمن بتجريف كل المزارع حتى لا يستخدمها الإرهاببين كمأوى لهم فكيف هو الحال الأن وأنا بلا مصدر رزق مؤكداً أن القرى هنا تجد حالة من التهميش من قبل الدولة فلا توجد حتى الخدمات التعليمية .. مشيراً أن قريته يوجد بها مدرستان وعدد المدرسين بها لا يتجاوز 15 مدرساً .. والمواطنون خائفون من العمليات الإرهابية .. مشيراً أن الطريق الرئيسى لمدينة الشيخ زويد مغلق وتسيطر عليه قوات الأمن فيلجأ الأهالى إلى أن يسلكوا الطرق الجانبية وهذه الطرق لا يوجد بها أى خدمات أمنية وينتشر بها الإرهابيين .. مطالباً من أجهزة الأمن بضرورة الاهتمام بتلك الطرق والشوارع التى تكون بمثابة "مقبرة " لنا .
وأضاف لنا أحد شيوخ وعواقل القبائل الموجودة بالمنطقة رفض ذكر اسمه أن العناصر التكفيرية عناصر خارجة عن أعراف القبائل ونرفض أفعالهم لأن الجيش المصري هو عمود الخيمة الوحيد الباقي الأن في الدولة كلها ولابد لنا من المحافظة عليه والتعاون معه وليس مهاجمته .. قائلاً : " من يهاجم الجيش فهو عدو الوطن " .
فيما اعترض على أسلوب وسائل الإعلام في تناول قضايا سيناء ومحاربة الإرهاب فيها .. مشيراً إلى أنه يجب على الإعلام المصري أن يعيي جيداً دور القبائل بعد نكسة 67 وحتى حرب 73 .. تلك السنوات الستة التي قدمنا فيها أرواحنا فداءً لتحرير الأرض والعرض من اليهود .. وكنا نجمع المعلومات عن تسليح وتواجد قوات العدو ونقوم بإرسالها لضباط الجيش المصري .. وعملنا كفرق استطلاع خلف خطوط العدو .. وكان لنا أعظم دور في الحرب .. والأن الإعلام يهاجمنا ويصف قبائل سيناء بالإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات .. وهذه ليست الحقيقة .. فهناك عدد قليل جداً ممن يقومون بتلك الأفعال ونحن نتعاون مع القوات المسلحة للقضاء عليهم وإعلان سيناء خالية من الإرهاب في أقرب وقت بإذن الله .. وقال شباب قرية الشلاق أنه رغم وجود مركز للشباب أنفقت عليه الدولة الكثير ألا أننا غير قادرين على مما رسة أى نشاط رياضى أو أجتماعى أوثقافى داخل مركز الشباب الذى يخلو تماما من الشباب فيما عدا الموظفين .
ساعات الحظر
ويقول أ.م أنه مع بدء ساعات حظر التجوال تتحول قرى جنوب الشيخ زويد إلى ثكنة عسكرية حيث يتم إغلاق كافة المحلات المتناثرة في أرجاء القرى ويلتزم الأهالي بالمكوث في منازلهم وسط صمت وتوقف تام للحياة في الشوارع .. ولا يخترق هذا الصمت إلا طلقات قوات الأمن وأزيز المجنزرات والمدرعات أو أصوات مروحيات الأباتشي التي تقوم بتمشيط كافة الشوارع ومناطق الشيخ زويد .. وتقوم بالتنبيه على الأهالي بعدم الخروج من منازلهم أو حتى التواجد بالشرفات حفاظاً على حياتهم لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية لتخليص سيناء منها .
ويضيف أن أصوات إطلاق قذائف طائرات الأباتشي لم تتوقف منذ مساء أمس واستمرت طوال ساعات الحظر .. موضحاً أن جميع أفراد أسرته وأسر القرية يعيشون ساعات من الرعب نظراً لقرب مزارع الزيتون التي يختبأ بها الإرهابيون من منازلهم الصغيرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.