تعددت شكاوى أولياء الأمور من عدم قدرتهم على تحويل أبنائهم من مدارس بعيدة عن محال سكنهم إلى أخرى قريبة قبل أيام من انطلاق الدراسة مطلع الأسبوع المقبل، وهو ما يجعل كثيرين فى حيرة من أمرهم بين الاضطرار للبقاء في مدارس بعيدة سيكون صعبا الوصول إليها خاصة إذا كانت على أطراف المدن أو الاستمرار في السعى نحو إيجاد منافذ يمكن أن تمنحهم فرصة للتحويل، وهو ما أحدث حالة من الارتباك داخل الإدارات والمديريات التعليمية خلال الأيام الماضية. ◄ شكاوى من التحويل الإلكترونى وموافقات رسمية لا تجد طريقها للتنفيذ ◄ أولياء أمور: لا نعرف مصير أبنائنا والبحث عن المدارس الخاصة أحد الخيارات ◄ مصدر بالتعليم: التحويلات بدأت خلال يوليو الماضى والأزمة فى التجريبيات محمد سعيد «ولى أمر طالب بالصف الأول الابتدائي» قال إنه لجأ إلى جميع المحاولات التي تضمن نقل نجله إلى مدرسة بالقرب من محل سكنه فى منطقة فيصل بالجيزة، وأنه سجّل فى التحويل الإلكتروني الذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم، لكنه فوجئ بأن جميع المدارس المحيطة به غير متاح التحويل إليها بسبب الكثافات المرتفعة، مشيراً إلى أنه لجأ إلى أحد نواب البرلمان بمنطقته بحثاً عن حل ودوَّن طلباً باسم وزير التربية والتعليم للحصول على «تأشيرة» تتيح نقل ابنه إلى مدرسة تجريبية قريبة «فوق الكثافة المقررة». وأضاف أنه بعد حوالى شهر ومع بداية الشهر الجارى قام الوزير بالموافقة على الطلب لكنه اشترط أن يكون وفقاً للتعليمات، وهو ما دفع مديرية التربية والتعليم بالجيزة لرفض تنفيذ الطلب بحجة أن هناك تعليمات ألا يزيد عدد الطلاب فى الفصل الواحد على 45 طالبا، والآن يبقى مصيره معلقًا بين الذهاب إلى المدرسة التى تم فيها تسجيل نجله بمنطقة كرداسة وهى تبعد ما يقرب من 30 كيلو مترا عن مدينة أوسيم، وسيكون عليه أن يتحرك قبل السادسة صباحاً لكى يضمن الوصول إلى المدرسة فى وقت بدء اليوم الدراسى. ◄ كثافات وتعجيز ما حدث مع سعيد تكرر أيضاً مع سماح عدلى «والدة طالبتين فى الصف الأول والثالث الابتدائي» حيث قالت إنها نقلت محل إقامتها هذا العام من محافظة الغربية إلى الجيزة، لكنها حتى الآن أخفقت فى نقل أبنائها فى مدرسة قريبة منها وتنتظر انعقاد لجنة داخل مديرية التربية والتعليم بالجيزة لبحث تسكينها على إحدى المدارس المتاحة بالمحافظة، لكنها ستبعد عن سكنها فى حى العجوزة، مشيرة إلى أن التحويل الإلكترونى ما هو إلا تعجيز لولى الأمر لأن المدارس التى لا يوجد بها كثافات لا تظهر للتحويل ويجد ولى الأمر نفسه مرغماً على اختيار مدارس متطرفة بعيدة عن محل سكنه، إلى الدرجة التى يجعلها تفكر فى البقاء فى مدرسة أبنائها القديمة هذا العام لحين اتضاح الأمور العام المقبل، رغم أنها جاءت إلى الجيزة لظروف عمل زوجها. وأشارت إلى أن الإدارات التعليمية لا تقدم الدعم المطلوب لتسهيل مهمة اختيار مدرسة قريبة، وهناك شائعات يتم تداولها على دفع رشاوى من أجل التحويل، وفى النهاية يبقى مصير أسرة بأكملها معلقاً بسبب عدم وجود إتاحة فى المدارس التى تتواجد فى عواصم المدن، ويبقى التفكير فى المدارس الخاصة القريبة حلاً لكنه الآن تأخر كثيراً قبل أيام من انطلاق الدراسة. ■ محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم ◄ اقرأ أيضًا | التعليم تُطالب المديريات بتحديث بيانات معلمي الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات ◄ مد فترات التحويل وبحسب مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، فإن التحويلات بين المدارس الحكومية والخاصة بدأت منذ يوليو الماضى، كما أن العديد من المحافظات قام بمد فترات التحويل الإلكترونى لضمان تنفيذ كافة طلبات النقل، وأن الوزارة تضع فى اعتبارها لم شمل الأسرة بالنسبة للمدارس التى يتواجد فيها إخوة الطلاب الراغبين فى التحويل أو فى حال حدث ظرف طارئ لولى الأمر أرغمه على الانتقال لمنطقة جديدة. ◄ أزمة التجريبي وأوضح المصدر ذاته أن الأزمة تتركز بالأساس فى المدارس الرسمية (التجريبية)، وهى يتزايد الإقبال عليها مع ارتفاع مصروفات المدارس الخاصة، كما أنها تتيح دراسة المواد باللغات، ومع زيادة الإقبال تتأخر هذه المدارس فى الإعلان عن تنسيق قبول الطلاب إلكترونيا لضمان عدم تضرر أى طالب ويتم الأخذ فى مرحلة رياض الأطفال بالسن الأكبر فالأقل مع الاعتماد على محل السكن، كما أن التحويلات تقتصر على الأماكن التى بها كثافات، مشيراً إلى انعقاد لجان داخل المديريات التعليمية تبقى مهمتها التعامل مع الحالات الإنسانية. وأشارت وزارة التربية والتعليم، إلى أهمية انتهاء المدارس والإدارات والمديريات التعليمية من كافة التحويلات وتسكين الطلاب على الصف الأول رياض الأطفال والأول الابتدائى خاصة فى المدارس الرسمية (التجريبية)، مع استمرار تسكين الطلاب المتقدمين على رياض الأطفال بالمدارس التجريبية أو الرسمية للغات التى تحتاج إلى مراحل لإجراء أعمال التنسيق وتسكين المتقدمين وخاصة من وصل سنهم إلى 5 سنوات فى 1 أكتوبر 2025. وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على متابعة تطبيق أعمال السنة فى صفوف النقل للتأكد من حصول الطلاب عليها وفق الضوابط والشروط المحددة ومتابعة دقيقة لنسب الحضور بكل مدرسة وتنفيذ التقييمات والواجبات، مشددة على أن الطالب المتغيب ولا يلتزم بالحضور لن يحصل على درجات أعمال السنة. وشددت الوزارة على أهمية التزام المدارس بخريطة العام الدراسى الجديد وخريطة توزيع المقررات الدراسية والمناهج، مشيرة إلى أن الموضوعات الدراسية موزعة على عدد أيام العام الدراسى الجديد مع تخصيص أيام للمراجعة قبل امتحانات الفصلين الدراسيين. ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسى الجديد يوم 20 سبتمبر الجارى، ويلتحق بالعام الدراسى قرابة 23 مليون طالب وطالبة. ◄ تعليمات الوزير وأصدر محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، تعليمات هامة للمدارس قبل بدء العام الدراسى الجديد 2026، أبرزها عدم تجاوز كثافة الطلاب داخل الفصول عن 50 طالبا أو وجود أي عجز بمعلمي المواد الأساسية فى المدارس، دخول الطلاب العام الدراسى الجديد سيتم على مراحل خلال الأسبوع الأول، على أن توزيع الكتب الدراسية على الطلاب منذ الأسبوع الأول.