قبل أن ترد عليه سلاماً بسلام.. . بادرته في نبرة لا يخلو منها الشك.. . سيادتك فين؟ ! .. . تجاوز سؤالها مضطراً وكأنه لم يسمعه وأكمل حديثه.. . كل سنة وانت طيبة ياحبيبتي.. . لم تبادله حباً بحب.. . لكنها تمادت في اسئلتها التي لا تنتهي.. . مين فكرك بعيد ميلادي.. . الاولاد بالتأكيد.. . ولا الزملاء في الشغل.. . ولا مين بالضبط؟ ! .. . أكمل علي طريقة «مكره أخاك لا بطل»... أنا محضر لكي مفاجأة.. . عاجلته انطق.. . قول.. . مخبي أيه.. . أكتر حاجة بخاف منها مفاجآتك.. . يا حبيبتي أبداً.. . فاكره الهدية اللي كان نفسك فيها.. . جبتهالك.. . قاطعته ياما جاب الغراب لامه.. . والله باين عليك عاملك عملة وبتداري عليها.. . انتم كده يارجاله ما بيجيش من وراكم الا الهم.. . لم يستطع التحمل كثيراً وبصوت كله شجن.. . ربنا يسامحك علي سوء الظن.. . جهزي نفسك وأنا في الطريق علشان نروح نتعشي بره سوا.. . لم تنتظر وكررت سؤالها نسيت أنت برضه ما قلتليش سيادتك فين؟ ! .. . أغلق السماعة قبل أن يهذي بكلمات خشي أن تسمعها.. . علي الجانب الآخر هي نفس المكالمة لكنها هي من بادرته بالاتصال.. . حبيبي مساء الفل.. . عامل أيه دلوقتي.. . لسه عندك احتقان في زورك؟ .. . لم يجب علي السؤال وبصوته الأجش.. . الهانم فين لحد دلوقتي؟ ! .. . لم يمهلها للرد.. . طبعاً سيادتك بتسرمحي مع زميلاتك في الشغل ولا أن لكي جوز منتظر جانبك.. . وأولاد ليهم طلبات لا تنتهي.. . بصوت حاولت أن يبدو خفيضاً يا حبيبي أنا في الطريق اتأخرت شوية علشان أجيب الحاجات اللي سيادتك طلبتها إمبارح علشان عيد ميلادك.. . كل سنة وأنت طيب.. . استهبل فيها وغلظ من صوته « الحماري «.. . طب علي الله تكوني نسيت اللي قلتلك عليه والا نهارك اسود.. . علي مضض استسلمت لتهديده ووعيده وأكملت.. . يا حبيبي أنا أقدر.. . أنت روحي وعقلي وقلبي.. لم يعلق بكلمة وكأنه في واد آخر.. . كررت غزلها لكن بصوت يبدو عليه الحزن.. . ربنا يخليك ليا وما اتحرمش منك أبداً.. . قاطعها أهو دا اللي بناخده منك.. . أكمل قسماً بالله ولو ما كنش العشا جاهز قبل ما ارجع أنا والناس أنت حرة... ولا أقولك لمي هدومك من دلوقتي وعلي امك.. . هو الحوار اليومي المكرر والممل بالتأكيد داخل أغلب بيوتنا إن لم يكن كلها.. . هنالك دائماً حالة من التحفز الزوجي ان جاز التعبير.. . اثنان يجمعهما سقف واحد.. . المفترض هدف واحد.. . أن تمر الحياة علي صعوبتها.. . مشاكلها.. . أزماتها.. .أفراحها.. .. أتراحها.. . اثنان يجمعهما قارب واحد.. . يسير بسلام أو يغرق – لاقدر الله -.. . بالتأكيد كلنا عيوب.. . كلنا مذنبون بشكل أو بآخر.. . مخطئون.. . قد نكون مجرمين.. . لكنها الحياة لا نعيشها الا مرة واحدة.. . لما نجعلها هكذا عصية.. مستعصية.. . حالة ميئوس منها.. . نعاني معها صبح مساء.. نتألم.. . نوجع ما حولنا.. . يكون الشك دائماً ديننا.. . لانري من الزوج إلا كل عيوبه وما أكثرها لا ننكر.. . ومن الزوجة شكوكها التي لا تنتهي .. . لسانها الذي لا يكف عن الشكوي... إنها الحياة أما أن تكون لك أو عليك... وعليكم الاختيار.