الأسطى سيد علام منهمك فى إصلاح أحد الأجهزة فعلا الدنيا أتغيرت كتير.. ولسه ح تتغير اكتر واكثر.. الشغل في ورشتي الصغيرة ما كنش بينقطع لتصليح الاجهزة الكهربائية.. تصليح كاسيتات «أجهزة تسجيل» راديوهات ترانزستور ومن فترة طويلة كنت بصلح الراديو اللمبات.. لكن اختفت اللمبات وظهر الراديو الترانزستور وحاليا تقريبا اختفي الترانزستور واخد معاه اجهزة التسجيل بكل انواعها.. الناس بتستمع للراديو في عربياتهم واستغنت عن شكل الراديو القديم واصبح من الانتيكات.. وطبعا الفلاشات الحديثة قضت علي الكاسيت.. فلاشة اد عقلة الصباع بتسجل عليها مئات الاغاني وتشغلها علي الصب او الكمبيوتر او اي وسيلة من الوسائل المتطورة الحديثة. الزبائن بتسيب الاجهزة لاصلاحها عندي في الورشة واغلبهم لا يأتي ليأخذها.. التطور التكنولوجي السريع بيخليهم يتركوها.. في اجهزة مركونة عندي من خمس وسبع سنوات.. بالتأكيد اصحابها استغنوا عنها لم يعد لها لزوم بعد ظهور الحاجات الحديثة.. اضطريت لبيع الاجهزة المركونة عندي منذ سنوات طويلة بتراب الفلوس بعدما فقدت الأمل في عودة اصحابها ليأخذوها وعشان افضي مكان في الورشة اشتغل فيه.. رجل الزبون انقطعت خلاص من عندي تقريبا ! ابدا ما فكرتش في تغيير مهنتي.. كل بولاق كانت بتصلح عندي في ورشة الاسطي «سيد علام».. انا عشقت مهنة اصلاح الاجهزة الكهربائية منذ سنوات طويلة تقريبا بعد انتهائي من تأدية الخدمة العسكرية وكنت قد حصلت علي قدر بسيط من التعليم.. في البداية اتجهت للعمل مع احد اصدقاء اخي في ورشته لتصليح الاجهزة الكهربائية في بولاق تعلمت علي يديه المهنة وعرفت الدوائر الكهربائية والاعطال.. طبعا كان الشغل مش ملاحقين عليه دا بداية السبعينيات وكانت الاجهزة لسه طلعة موضة.. كل المصريين العائدين من العمل في الدول العربية بالطبع يعودون ومعهم الاجهزة.. معظم الاجهزة الكهربائية كان صناعة اليابان جيدة الصنع.. ثم تحولت للصناعة في الصين.. الياباني افضل بكتير.. بعد مدة انتقلت إلي ورشتي التي اعمل بها حاليا.. كان الحالي ماشي لمنتصف التسعينيات حتي بدأت التكنولوجيا الحديثة التي غيرت شكل الحياة واصبحت الاجهزة الكهربائية من زمن فات.. الحمد لله علي كل شيء ومازلت باحب مهنتي.. واللي بييجي قليل والبركة في القليل مش في الكتير .