واذا كنا نريد بحق نهضة لأمتنا.. فعلينا أن نبدأ الآن.. وليس غدا.. فأمامنا الفرصة مع بداية عام دراسي جديد.. وعهد جديد.. ورئيس جديد.. باق من الزمن أيام قليلة.. ويبدأ عام دراسي جديد.. أتمني أن يكون جديدا بحق.. يعتمد علي تغيير عقول.. لا تغيير حوائط وفصول.. يعطي الجيل الجديد عقلا ناضجا صادقا صريحا.. لكي يفكر لا يعتمد علي الحفظ والحشو والتلقين وفي نهاية العام تفرح بالكم الهائل من الناجحين.. ولا نبحث عن التائهين ونرعاهم ونأخذ بعقولهم إلي التفوق والنبوغ.. فالعلم يا سادة.. هو قضيتنا.. الاولي.. العلم هو حاضرنا ومستقبلنا.. توالت علي مصر حكومات منذ ثورة الستينيات وحتي يومنا هذا.. كل تلك الحكومات بما فيها الحكومة الحالية اعتمدت علي الجولات المكوكية والتصريحات العنترية ولم أر حكومة واحدة وضعت خطة للعلم والتعليم أو سياسات طويلة الأجل أو حتي قصيرة.. عند هذه النقطة تقف العقول لتبحث في دفاترها عن عدة تصريحات بزيادة عدد الفصول دون النظر إلي تنمية العقول.. العلم كما هو معروف في دول العالم.. هو قاطرة التقدم ونهضة الأمم.. انظروا إلي تجارب تلك الأمم والشعوب ولا مانع أن نأخذ منهم ما يفيدنا.. ويفيد عقول ابنائنا.. إن منظومة التعليم.. تلك الكلمة الغبية التي يرددها كل مسئول تحتاج إلي تنظيم.. فالعلم لا يأتي بالفهلوة والكلام الكبير.. ومافيا الدروس الخصوصية.. فالمعلم قبل التلميذ يحتاج من حكومتنا الرشيدة الجديدة وقفة.. والمسئول عن التعليم في جميع المحافظات يحتاج إلي وقفة.. فلا يصح ولا يجوز أن تختار مديري المديريات التعليمية تبعا للهوي والمزاج ويكفي أن أضرب لكم مثالا بسيط مما حدث ويحدث في مدينتي الاسكندرية حيث تم منذ سنوات في عهد وزير تعليم سابق اختيار وكيل وزارة أو مديرا للمديرية ليس له أي علاقة بالعلم أو التعليم فهو خريج زراعة قسم ألبان ولانه جاء بتوصية من الوزير السابق.. فعلي منظومة التعليم وما حدث فيها وبها حدث ولا حرج.. انهارت المنظومة وضاعت وكما يقول المثل «إذا كان رب البيت» فشيمة أهل البيت المحسوبية والفساد والافساد.. وخراب الذمم فلا تلوموا التلميذ اذا وجد المسئول عنه فاسدا.. عقيم الفكر والتفكير ليس لديه من الابداع والخيال حتي يرتقي بنفسه وبهم. واذا كنا نريد بحق نهضة لأمتنا.. فعلينا أن نبدأ الآن.. وليس غدا.. فأمامنا الفرصة مع بداية عام دراسي جديد.. وعهد جديد.. ورئيس جديد.. يبحث عن دولة جديدة منتجة وليس مستهلكة. ان العلم لا يؤمن بالحظ والصدقة أو اختيار أصحاب كروت التوصيات بل يحتاج إلي عقول وكفاءات وما أكثرها في بلادي.. إننا بالعلم نقضي علي الفقر والجهل والمرض ونقضي ايضا علي الخرافات والغيبيات والمتاهات والمتاجرة بالدين فما حدث لنا طوال السنوات من تغييب وترهيب باسم الدين هو ما نحصده الآن.. ... ولنا كلمة أشكر كل تعليق جاءني سواء بالمدح أو بالذم علي مقالي الاربعاء الماضي والذي حمل عنوان «مسرحية القرن» ومحاكمة ملائكة الأرض مبارك والعادلي... واتحفظ كثيرا علي ما جاء في بعض التعليقات لأقول أنني والحمد الله وطوال عمري لم أعط عقلي لأحد من التنظيمات السرية أو العلنية وليس لي انتماءات أو ميل لحزب أو فصيل ديني أو سياسي.. وحتي نصل إلي العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الانسانية.. يجب أن نحترم بعضنا البعض ولن يأتي هذا الاحترام إلا بالعلم.