مراكز الدروس الخصوصية تستقبل الطلاب وتتحدى الوزارة مراكز الدروس الخصوصية «السبوبة» التي لم تفلح كل الحكومات في القضاء عليها حتي الآن وبالرغم من ان هناك 30 يوما متبقيةعلي بدء الدراسة الا ان هذه المراكز بدأت نشاطها مبكرا، لنجد كل عام اساليب وطرقا جديدة للدعاية تسوق بها هذه المراكز معلميها في مختلف المواد لتنشط سلعة المدرس من خلال اسمه ولقبه في وسيلة رخيصة للدعاية في الشوارع وعلي مواقع التواصل الاجتماعي، وبالرغم من تصريحات وزارة التربية والتعليم بانه تم مخاطبة وزاراتي الاوقاف والداخلية والمحافظين لغلق هذه المراكز الا ان هذه المراكز تعمل بكل حرية وبدأت الدعاية امام الجميع وعلي مواقع التواصل الاجتماعي دون خوف من أحد. 14 مليار جنيه سنويا تتكبدها الأسر في الدروس الخصوصية ،لتصبح مصدر ربح لتلك المراكزالتي تتفوق علي المدارس النظامية في أعداد الحضور من الطلاب، ففي الوقت الذي تعاني منه المدارس من قلة حضور الطلاب، تعاني بعض المراكز من زيادة اعداد المتقدمين للدروس الخصوصية، وترفض العديد من الطلاب، ولذلك فهي تفتح أبوابها مبكرا من أجل الحجز قبل بدء العام الدراسي بفترة كبيرة. «الاخبار» قامت بجولة علي مراكز الدروس الخصوصية، البداية كانت بشارع السودان بجانب مطعم الشبراوي حيث يشد الانظار لافتة علي باب العمارة رقم 427 المجاورة للمطعم والتي تقع أمام المحكمة مدون عليها أسم «سنتر برفكت التعليمي vib» أفضل نخبة من المدرسين، وفي مدخل العمارة تجد وسائل الدعاية للمركز والتي تجذب الطلاب منها « قريب، مكيف، أمان، مريح، متميز»، صعدنا الي الدور الاول وجدنا ان السنتر عبارة عن شقتين واحدة في الدور الاول والاخري في الدور الذي يليه، تم تقسيمهما الي فصول وكلها مكتظة بطلاب الصف الثالث الثانوي الذي بدأت فيه الدروس الخصوصية مبكرا، ويؤكد طلاب الثانوية العامة المقبلون علي هذه المراكز ان التقديم والحجز يبدأ في نهايات شهر يوليو، وأن الطالب الذي يتأخر إلي أغسطس قد لا يجد مكانا، أو قد تحدد له أوقات غير محببة بالنسبة له. وأوضح الطلاب أن الدروس الخصوصية أصبحت شيئا أساسيا في برنامج الاستعدادات للامتحانات ،لافتين إلي أن جميع المواد يحصلون بها علي دروس خصوصية والحصة في المادة الواحدة تزيد علي 40 جنيها. وأكدوا أنهم مضطرون إلي اللجوء إليها لأن المعلم خلال الدرس الخصوصي يؤكد علي المعلومات المهمة التي تأتي غالبا في الامتحان الامر الذي يعفيهم من بذل الكثير من الجهد في استذكار المناهج بأكملها والحصول علي أعلي الدرجات. وأكد الطلاب أنهم يستغلون تجاريا من قبل المعلمين خلال أيام الامتحانات بحيث يغالون في أسعار الحصة لتصل إلي ثلاثة أضعاف سعرها في الأيام العادية ويخيرون الطلاب بين القبول أو عدم الحضور الأمر الذي يدفعهم إلي القبول بشروطهم لعدم وجود بدائل. «الاخبار» دخلت السنتر للسؤال عن الاسعار والمواعيد « المفاجأة» ان الحجز انتهي ولايوجد مكان بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، وان الاماكن المتاحة للصف الاول الثانوي فقط وتبدأ بها الحصص مع بداية العام الدراسي والحجز الآن، وبالنسبة للاسعار الحصة ب25 جنيها بخلاف ثمن الملزمة وتختلف الاسعار من مدرس لآخر، فهناك امبراطور الكيمياء، مانيتون التاريخ الذي يستغل صورة الرئيس الراحل انور السادات علي ملصقات الدعاية الخاصة به، واسطورة الفيزياء المدرس «فلان»، وكل منهم له سعره، إلا أن مسئولي المركز أكدوا ان اسعارهم لا مثيل لها وانهم الاقل في الاسعار بين المراكز الخاصة بالدروس. في جولة « الاخبار» شاهدنا مساحات مخصصة للاعلانات عن هذه المراكز والمدرسين من خلال الملصقات علي الحوائط في كل الشوارع، داخل حواري امبابة شاهدنا العشرات من المساجد التي تتبع جمعيات وبجانب كل مسجد مبني يصل الي خمسة ادوار، تم تخصيصه مركزا للدروس الخصوصية، بجانب مسجد الرحماني شاهدنا اعدادا غفيرة من الطلاب تتبعناهم لنري جانب المسجد «سنتر الرحماني التعليمي» وفي الداخل مبني خمسة ادوار مقسم الي فصول في كل المراحل، في الدور الاخير قابلنا علي اليمين، مسئول الادارة وبجانبه عدد ضخم من الملازم، يتردد عليه الطلاب وكل منهم يطلب ملازم المواد التي يريدها، والسعر موحد 30 جنيها للملزمة، المسئولون بهذا المركز اكدوا انهم يقدمون هذه الخدمه باسعار مخفضة لاهالي امبابة لتكون بديلة عن الدروس الخصوصية في المنزل بالاسعار المرتفعة التي لاتستطيع الاسر توفيرها. من جانبه اكد الدكتور محمد سلامة مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة انه شاهد بنفسه حجم الاقبال علي هذه المراكز والعزوف عن الحضور بالمدارس، لافتا الي انه درس هذه الظاهرة واعد خطة لجذب الطالب الي المدرسة من خلال توفير دروس خصوصية مجانية داخل المدرسة يقدمها المدرسون المشهورون.