ألم تسمع أصوات شهداء طائرة سيناء وهم يصرخون بالشهادة قبل وفاتهم لم يحدث في تاريخ مصر أن دخل القضاء المصري في مواجهة مع مفتي الجمهورية وذلك بعد أن رفض المفتي أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة جنايات الجيزة بإحالة أوراق محمد بديع المرشد العام السابق لجماعة الإخوان و13 آخرين في أحداث مسجد الاستقامة بحجة أن أحكام الإعدام ضعيفة الأدلة في تهم القتل والتحريض علي التجمهر بقصد ارتكاب أعمال عنف وإتلاف المنشآت العامة ومنها نقطة شرطة عسكرية ورغم أن المفتي نفسه وافق علي أحكام سابقة بالإعدام لأعداد أكبر. أن يرفض المفتي فهو أمر غير مسبوق لأنه لم يعرب عن رأيه الديني ولكنه أعرب عن شكه في العملية القضائية. ويقول رجال القضاء إن المفتي لم يبد الرأي الشرعي في قضية مسجد الاستقامة وإنما افتأت علي حق المحكمة في تقرير الأدلة ورفض قرار الإعدام بدعوي أن الأدلة غير كافية والتحريات عبارة علي رأي لمحرريها والمفروض أن المفتي حينما تسأله المحكمة عن رأيه في حكمها وتسأله عن حكم الإعدام فهي لا تطلب القضاء بالإعدام لكنها تطلب رأي الشرع في الحكم.. رأي المفتي أثار لغطاً في الرأي العام لكنه لا يؤثر في القضاء ولا الأحكام مادام رأي المفتي استشاريا للقاضي وهذا لا يعطل الحكم أمام محكمة النقض خاصة أن الرأي العام يثق في أن قضاءنا شامخ والكل يحترم أحكام القضاء وأن حكم القاضي لا يستطيع أحد أن ينازعه فيه حتي ولو كان المفتي نفسه. إنني أستأذن المفتي أن أسأله.. هل تذكرت وأنت تأخذ مثل هذا القرار مذبحتي رفح الأولي ورفح الثانية اللتين استشهد فيهما خمسون من جنودنا.. هل لم تسمع صوت شهداء الطائرة التي أسقطها الإرهاب في سيناء والذين سمعنا أصواتهم وهم يصرخون بالشهادة.. ألم تر بعينيك هؤلاء الخونة يلقون بشبابنا من فوق الأسطح.. ألم تقرأ وتشاهد وتسمع عن خيرة شبابنا من الضباط ورجال الأمن وهم يتساقطون شهداء الأعمال الإرهابية الخسيسة التي ارتكبها الإخوان ويحرم منهم أولادهم وأمهاتهم وزوجاتهم.. ألم تشاهد ما فعلوه في مذبحة كرداسة وتعذيبهم الضباط حتي بعد قتلهم.. ألم تشعر بما شعرنا به جميعاً أيام حكم الخونة الذين أذلونا وجعلونا نعيش في رعب خوفاً علي أولادنا وعائلاتنا؟ لا أحد منا معصوم من الخطأ ولهذا إما أن تطلب أن يصدر لك تشريع أن تجلس مكان القاضي علي منصة القضاء وإما أن تعتذر لرجال القضاء الذين تحملوا ما لم يتحمله البشر في مواجهة هؤلاء الخونة أو أن ترجع عن قرارك.. الرجوع إلي الحق فضيلة. ألف طريق إلي الجنة قال النبي صلي الله عليه وسلم: «من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولاً غفر الله له ذنوبه».