أعرف أن ختامها لن يكون مسكا، فكل المتهمين في قضية القرن المعروفة بقضية قتل المتظاهرين أجمعوا علي أن 25 يناير ليست ثورة، وأنها عمل اجرامي تآمري وأن الشعب لم يقدر قيمة الراجل الطيب مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه الستة ورجاله المخلصين، الذين لم يفسدوا البلد ولم يثروا ولم تتضخم أملاكهم وثرواتهم ونفوذهم من دم الشعب. والنتيجة الطبيعية، أن يتم محاكمة هذا الشعب المتآمر الذي خرج علي حاكمه، ولابد أن يعاقب كل مواطن خرج يوم 52 ليقول لا للنظام، وتكون عقوبة من خرج ولم يهتف 51 سنة سجنا، أما الذي خرج وهتف 02 سنة مع الشغل، والذين خرجوا وهتفوا واعتصموا في الميادين فالمؤبد مصيرهم. أما من فعل كل هذه الفواحش وهدد بالزحف إلي قصر الاتحادية يوم 11 فبراير وأجبر مبارك علي التنحي فالمشنقة أقل عقاب. وبعد انتهاء مرافعات ودفاع المتهمين أري أن كل رجل وامرأة وطفل ثاروا يوم 25 يناير 2011، وكل من صوت بنعم علي دستور 2014 الذي اعتبر 25 يناير و30 يونيو ثورة، عليهم جميعا وأنا معهم أن نتقدم لأقرب قسم شرطة «لنسلم أنفسنا» ونعترف بتهمتنا، وبارتكابنا خطيئة خلع مبارك. وأصبح واجب علينا أيضا أن نحرق دستور 2014.. ونعدم أعضاء لجنة الخمسين الذين أعدوه.. وقبل ذلك كله يجب أن نصلح ما أفسدناه في حق نظام مبارك ونجليه ورجال أعماله، فالاعتراف بالخطأ لايكفي، فلابد أن نصيغ وثيقة أو استمارة أو نسميها بأي اسم نبايع فيها مبارك ليعود رئيسا للبلاد، ومن بعده نجله جمال، ومن بعدهما حفيده عمر، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لمن أخطأنا في حقه.. ويفضل أن تكون هناك وثيقة مبايعة أخري لرجال أعمال مبارك، نتنازل فيها عن كل شركات القطاع العام، وكل المصانع والأراضي التي تم خصصتها، وأعادها القضاء لملكية الشعب ونهديها لرجال أعمال مبارك. وطبعا أهالي شهداء الثورة - أقصد المؤامرة - لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيذهبون إلي السجن لاستقبال مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه الستة لتقديم فروض الطاعة والولاء، ووثيقة مكتوبة بدمهم تؤكد أنهم «تبرأوا» من أبنائهم، وأنهم علي استعداد لرد كل المبالغ التي دفعتها لهم باعتبارهم اسر شهداء، وطالما أن من ماتوا ليسوا شهداء وإنما متآمرون فلابد من رد هذه المبالغ وكل واحد ياخد حقه. آخر كلمة مبارك ورجاله وحزبه الوطني اتهموا الشعب بالمؤامرة.. وننتظر من مرسي وعشيرته وحزبه الوطني اللي بدقن أن يتهموا الشعب بالخيانة. إذن فالشعب يجب أن يحاكم مرتين، لأنه خلع مبارك وأسقط نظامه، وعزل مرسي وأنهي احتلال الإخوان للبلد. احنا شعب مالناش في الطيب نصيب.