شهدت مصر علي مدي تاريخها الطويل الممتد لآلاف السنين أحداثا وأياما بعضها عظيمة تدعو إلي الفخر والاعتزاز وبعضها عصيبة تحمل معها الآلام والمرارة. كانت هذه الأيام العظيمة وليدة أمجاد من صنع الشعب المصري بينما كانت أيام الآلام والمرارة من صنع الأوغاد المتنكرين لوطنيتهم ومصريتهم الذين يعملون لصالح المتآمرين والمتربصين بهذا الوطن. في هذا الإطار ومن خلال المتابعة لشريط الذكريات المحفورة في سجلات التاريخ يحضرنا ما تعرضت له الدولة المصرية في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير 2011. كان وراء هذا الحدث الذي هز العالم الشباب الطاهر الذي خرج مطالبا بالإصلاح والعدالة الاجتماعية. استغلالا لهذه الأهداف النبيلة صدرت الأوامر من الخارج للعملاء والمأجورين الذين تم تدريبهم وتجهيزهم لخدمة المخطط التآمري علي مصر والأمة العربية. كانت مهمة هؤلاء العملاء إثارة الفوضي الخلاقة التي بشرتنا بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن.. كوندليزا رايس. لم يكن الهدف من وراء ذلك تغيير النظم الحاكمة إلي الأفضل والأحسن.. وإنما السعي إلي التدمير والتخريب والتفتيت والتقسيم. هذا السيناريو أقدمت واشنطن علي تفعيله في العراق ليكون نموذجا لما يجب أن يكون عليه الحال في كل الدول العربية بعد ذلك. استطاعت هذه الشرذمة من العملاء الأشرار بقيادة جماعة الإرهاب الاخواني السطو علي ثورة 25 يناير الإصلاحية وحولتها إلي فوضي وانفلات أمني وتهديد للأمن القومي المصري. جري ذلك وللأسف بمعاونة بعض العناصر الإعلامية إما عن جهل أو عدم خبرة وإما تفعيلا لدور مرسوم مقابل أجر معلوم. وهكذا نجح زبانية هذا المخطط في توصيل جماعة الإرهاب الاخواني إلي حكم مصر بالتواطؤ والجهل والتهديد والإرهاب والرشاوي والتزوير والتجرد من كل مشاعر الوطنية. استنكر الشعار الذي تم رفعه للترويج لهذا العهد الأسود استخدام ما يسمي في عرفهم بفزاعة الإخوان واصفين أعضاءها بأنهم فصيل وطني يعمل لخير مصر!! ان بعضهم من الذين اكتشفوا سذاجتهم تراجعوا عن هذا الإدعاء بعد ان اكتشفوا علي أرض الواقع هول المؤامرة علي مصر والعالم العربي التي كان محورها تسليم مصر لجماعة الإرهاب الإخواني. ليس خافيا أنه رغم قصر هذه الفترة التي تصل إلي 30 شهرا من السيطرة والحكم الإخواني والذي كان مخططا له ان يستمر عشرات السنين.. إلا انها أعادت مصر إلي الوراء 30 عاما من التخلف في كل شيء. لقد تبين أن القائمين علي هذا المخطط التآمري القابعين في واشنطن كانوا يتمتعون بالجهل وغياب الإدراك بطبيعة وحضارية الشعب المصري الذي تعود جذوره ل7 آلاف عام.. لهذا فاجأتهم وفجعتهم ثورة هذ الشعب يوم 30 يونيو التي زلزلت الأوضاع وقلبت الموازين وقضت خلال ثلاثة أيام علي الحكم الإخواني الإرهابي العميل وهو ما أدي إلي تلاشي الآمال والأحلام. كان هول ما حدث وما تولد عنه من إحباط لإدارة أوباما دافعا إلي التخبط الذي جعلها تؤيد وتدعم بطريقة جنونية ما قامت به الجماعة من إرهاب علي أمل إعادة الساعة إلي الوراء بالعودة إلي الحكم. ان كل ما يمكن قوله اليوم ان شعب مصر استطاع بالاصرار والتحدي والالتزام بخريطة المستقبل إنهاء كل شيء لصالح الإرادة الوطنية المصرية. اننا نتطلع إلي تتويج المرحلة والتي نعيشها الآن بالعديد من الإنجازات السياسية والاقتصادية التي تحتاج إلي مزيد من الحس الوطني والعمل والإنتاج. وهكذا يهل علينا بداية عام من الكفاح والنضال احتفالا بعيد ثورة 30 يونيو اليوم. مبروك يا شعب مصر.