لم يكن غريبا الأفعال المجنونة وغير الأخلاقية للقوي الغربية تجاه إهدار الشعب المصري علي تفعيل إرادته في إنهاء الحقبة الإخوانية السوداء من تاريخ مصر. إن ما يحدث يشير إلي حجم وأهمية الآمال التي كانت معقودة علي استمرار هذا الحكم الأغبر جاسماً ليس علي صدر مصر وحدها ولكن علي مستقبل المنطقة العربية كلها. لا مصداقية ولا أمانة علي الإطلاق لهذا البكاء الذي يشبه بكاء التماسيح علي متطلبات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تبين علي أرض الواقع ان لا هدف من ورائها سوي تنفيذ المخطط الاستعماري الصهيوني الذي يستهدف الهيمنة والسيطرة علي منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل. إن هذه القوي الحاقدة والكارهة لكل ما هو عربي أو إسلامي حقيقي راهنت منذ سنوات علي نجاح هذا المخطط الذي استخدم جماعة الإرهاب الإخواني كحصان طروادة. لقد تم إعدادها للقيام بهذه المهمة الخيانية المرسومة لها منذ تأسيسها كمشروع مخابراتي غربي. وفي هذا المجال لا يمكن تناسي الدور الذي تكفلت به عناصرها القائم علي تنفيذ تعليمات ال »سي.آي.ايه«. تمثل ذلك في القيام بتجنيد الشباب المسلم للحرب في أفغانستان لصالح الإمبريالية الأمريكية بغطاء كاذب وتضليلي. زعم ان الهدف هو تحريرها من الغزو السوفيتي. من ناحية أخري فإنه لا يمكن بأي حال إغفال مليارات الدولارات التي تم إنفاقها سواء بشكل مباشر من جهاز التآمر الأمريكي أو من العملاء أمثال قطر من أجل تمكين جماعة الإرهاب من حكم مصر بالتزوير والتدليس. إنها بالطبع طامة كبري لواشنطن أن تضيع كل أهداف هذه المؤامرة والأموال والجهود علي صخرة الإرادة الوطنية المصرية.. لا نستطيع أن نجزم بأن الدول الأوروبية ضالعة في هذا العمل غير الأخلاقي ولكن ما يمكن قوله هو إنها وكعادتها تقوم بدور التابع »القفة« لكل ما تخطط له الإمبريالية الصهيونية الأمريكية من جرائم ضد الأمة العربية. وحتي ندرك هذه الحقيقة فإن علينا أن نتذكر دائما هذا الدور الأمريكي التآمري علي القضية الفلسطينية وما فعلته في تقسيم السودان وما تتعرض له ليبيا واليمن وسوريا والبحرين ولبنان والصومال من صراعات واضطرابات. ولأن مصر بإمكاناتها ومقوماتها البشرية والتاريخية وسجلها الحافل بالدفاع عن أمتها العربية فقد تقرر أن يكون تدميرها هو حسن الختام بالنسبة لمخططهم. الشيء المؤكد أن ثورة الشعب المصري المبهرة والصادمة للعالم بتأثيراتها الإقليمية والدولية أدت إلي إصابة هذا المخطط بخلل جسيم أفقد واشنطن وحلفاءها التوازن. كان ذلك دافعا لرفع الستار عن الوجه القبيح المتمثل في التحالف الأمريكي مع جماعة الإرهاب الإخواني.