تشير مجريات الأحداث أن المتآمرين علي استقلال وأمن واستقرار مصر قد قرروا اللجوء إلي تحريك بعض العناصر الداخلية المرتبطة بمخططاتها وهو ما يمكن تسميته بالخطة البديلة. يأتي هذا التحرك بعد فشل الخطة الاولي التي تم تفعيلها عن طريق وصول التنظيم الارهابي الاخواني »الذي خلعته ثورة 30 يونيو الشعبية« إلي حكم مصر. الغريب ان هذه العناصر.. كانت ترتدي كذبا ثوب الانتماء إلي ثورة 52 يناير الطاهرة رغم ارتباطها بأجهزة ومراكز أبحاث أمريكية وأوروبية مشبوهة. في هذا المجال فإنه لم يعد خافيا أن جانبا من هذه العناصر المرتزقة التي تعيش علي الخيانة استنادا إلي التمويل الخارجي استطاعت أن تتسلل إلي ثورة 25 يناير بعد نجاحها. كانت مكلفة وفقا لما هو مرسوم لها في هذه المرحلة بأن تعمل علي الزج بالتنظيم الاخواني الارهابي إلي سدة حكم مصر. بعد هذه المرحلة أنتابتهم النشوة نتيجة نجاحهم في تحقيق هذا الهدف. وصل بهم الاطمئنان إلي درجة اللعب علي المكشوف. تمثل ذلك في تمويل الجهات الخارجية التي يعملون لحسابها للفوز بعضوية مجلس الشعب الاخواني ليكون عميلا مزدوجا. انهم يتحدثون مظهريا باسم الثورة بينما هم في حقيقة الامر خدام للمخطط الامريكي وبالتالي لحكم الجماعة التي كانت قد ابتليت به مصر. تواصلا مع هذه المؤامرة جرت عملية استغلال حالة الانحطاط الاعلامي الذي عمل بعض العاملين فيه لصالح هذا المخطط التآمري إما بدافع من الجهل والسطحية وإما أنه كان لهم دور في هذه المؤامرة. تجسد ذلك في فرض هذه العناصر العميلة علي المشاهدين في الكثير من البرامج. لم يكن من هدف من وراء ذلك سوي تعظيم مكانة هؤلاء العملاء في الوسط الشعبي. لم يكن إسقاط ثورة 30 يونيو لحكم جماعة الارهاب الاخواني سوي محصلة طبيعية لما تعرض له الشعب من معاناة واكتشافه حقيقة المؤامرة غير الوطنية التي كان جوهرها هذا التنظيم الاخواني وعملاءه. ولم تستطع العمليات الارهابية الاجرامية إعادة الساعة إلي الوراء بعودة التنظيم الارهابي إلي الحكم. علي ضوء هذا الفشل تحركت العناصر العميلة إياها سواء من خلال المبادرات المريبة أو من خلال القيام بحملة تشويه للدولة المشغولة بشق طريقها إلي ارساء دعائم الديمقراطية. انني علي ثقة ان الشعب المصري الذي قام بثورتين اسقطت الاولي نظاما ضيّعه جماعة الفاسدين والمنتفعين بينما اسقطت الثانية نظاما قام علي المتاجرة بالدين البرئ منهم تماما معتمدا علي العمالة للادارة الامريكية. وهكذا كان سقوط هذا الحكم الاخواني بإرهابيته دافعا لخيبة أمل ادارة اوباما الامريكية في ايقاع مصر فريسة لما اسمته الاجهزة المخابراتية منذ عهد حكم بوش الابن بالفوضي الخلاقة.